بعد أن علقت السلطات البحرينية إصدار صحيفة "الوسط"- المعارضة الرئيسية في البحرين- يوم الأحد الماضي، استأنفت الصحيفة إصدارها أمس الاثنين، بعد أن حل عبيدلي العبيدلي، كاتب عمود غير مشهور وعضو في مجلس إدارة الصحيفة محل رئيس تحريرها الصحفي البارز الدكتور، منصور الجمري، نجل زعيم المعارضة الشيعي السابق عبد الأمير الجمري. حسب ما ذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية. وأضافت الوكالة "كان مجلس إدارة صحيفة الوسط قد أصدر في وقت سابق أمس الاثنين، قراراً بإقالة رئيس التحرير منصور الجمري، ووليد نويهض مدير التحرير، وعقيل ميرزا رئيس قسم المحليات بالصحيفة، وإجراء انتخابات جديدة لعضوية مجلس الإدارة خلال الشهر المقبل". من جانبه قال الجمري ل "رويترز" أمس الأول، أنه استقال من منصبه حماية للصحيفة، مضيفاً إن العاملين فيها تعرضوا لتهديدات واعتداءات، وقال محلل لما حدث، إن العبيدلي ذو خبرة سياسية أقل من سلفه الجمري، الذي قاد والده المعارضة الشيعية في البحرين في التسعينيات، وعاد الجمري من المنفى قبل عشر سنوات، بعد أن وعد الملك الشيخ حمد بن عيسي آل خليفة، بإجراء إصلاحات سياسية. هذا وكانت السلطات البحرينية قد اتهمت الصحيفة بتلفيق الأخبار المتعلقة بالاضطرابات الطائفية، التي تشهدها البحرين- وتعد أسوأ اضطرابات منذ التسعينيات، بعدما انطلق محتجون أغلبهم من الشيعة، إلى الشوارع في فبراير الماضي، مستلهمين انتفاضتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس، للمطالبة بدور أكبر في البلد التي يحكمها السنة-، والحملة التي تشنها الحكومة لإنهائها، قائلة إن الصحيفة شكلت تهديداً لأمن المملكة الخليجية الصغيرة. كما انتقدت لجنة حماية الصحفيين، ومقرها الولاياتالمتحدة، الإجراءات التي اتخذتها البحرين في حق الصحيفة، وقال محمد عبد الدايم، منسق البرنامج الإقليمي للجنة، "مما يبعث على السخرية الزعم بوجود تحيز في تغطية الوسط دون تقديم دليل وجيه يدعم مثل هذا الزعم"، مضيفاً "البحرين طرحت من قبل اتهامات غير محققة بالتحيز لإسكات وسائل الإعلام الإنتقادية، وأبرزها الجزيرة، العام الماضي حينما أرادت الحكومة إغلاق المكتب المحلي للقناة الفضائية. يذكر أن مطبعة الوسط قد تعرضت لأضرار خلال الاضطرابات، وأحاطت مجموعة رجال مسلحين يرتدون ملابس مدنية بمقرها يوم 17مارس الماضي، مما أدى إلى توقف العمل، كما لا توجد محطات تلفزيون خاصة في البحرين، وتتهم المعارضة الشيعية التلفزيون البحريني، بإثارة الانقسام الطائفي، بما تقول أنها تغطية متحيزة، هذا ويؤكد محللون، إن أغلب وسائل الإعلام البحرينية المملوكة للدولة، خاضعة لسيطرة الأسرة الحاكمة. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن ما لا يقل عن 13 محتجاً وسبعة أجانب وأربعة من قوات الشرطة قتلوا في الاشتباكات، التي دفعت البحرين إلى إعلان الأحكام العرفية واستدعاء قوات من جيرانها في الخليج، الذين يخشون من التأثير الإقليمي لإيران.