«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعضاء فى الجناح المسلح للجماعة الإسلامية يفتحون خزائن أسرارهم لالشروق : موقف (الجماعة الإسلامية) من الثورة غير مشرف
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 04 - 2011

7 سنوات فى أقبية مبارك لم يروا خلالها النور، لقوا فيها ما لا طاقة لبشر به، بدءا من الضرب والصعق بالكهرباء وصولا ل«لحس البراز»، ليس بهدف تأديبهم بقدر «إذلالهم وكسر إرادتهم أو دفعهم للجنون».
قضوا فى رحلة السجن نحو عقدين من الزمان وخرجوا منها عقب إطلاق الجماعة الإسلامية لمبادرة وقف العنف بسنوات، فاقدين الثقة فى أن تشهد مصر تغييرا، فاختاروا أن يعودوا لحياتهم و«ياكلوا عيش».
لكن، وبعد أن تفجرت ثورة 25 يناير، لحقوا بها فى جمعة الغضب، واعتصموا فى ميدان التحرير، وشاركوا فى حماية الثورة يوم الأربعاء الدامى «موقعة الجمل» فهم الأكثر دراية بالمناورات العسكرية، فالمجموعة التى حاورتها «الشروق» حصلت على تدريبات عسكرية بمعسكر خلدن بأفغانستان وشاركت فى الجهاد ضد السوفييت حتى دخلت كابول، وعادت بعدها إلى مصر.
المحامى سيد رجب والمدرس الأزهرى محمد عباس ومدرس الرياضيات حامد عبدالعال، يكشفون ل«الشروق» عن تفاصيل انضمامهم إلى الجماعة الإسلامية، والتحاقهم بالجناح المسلح، ثم انتقالهم من القاهرة إلى بيشاور، ومنها إلى أفغانستان، ثم العودة إلى مصر، ورحلتهم فى سجون مبارك.
ما قبل الثورة
قضى محمد عباس نحو 20 عاما فى سجون مبارك بعد أن صدر ضده حكم فى القضية التى عرفت إعلاميا ب«العائدون من أفغانستان» عام 1992 بالسجن 15 سنة.
عباس كان قد فقد الأمل فى أن يثور المصريون ضد ظلم مبارك: «فقدت الثقة فى الشعب المصرى، وكنت أظنه لا يغضب، لذا لم أخرج فى مظاهرات يوم 25 يناير، وتوقعت أن يكون يوما عاديا، يتظاهر فيه بعض النشطاء أمام نقابة الصحفيين ثم يصرفهم الأمن وينتهى الأمر، لكن ما حدث فاجأنى كما فاجأ آخرين».
ويكمل عباس الذى يعمل مدرسا بالأزهر ويقيم بحى المطرية: «خرج الناس يوم الجمعة فى مظاهرة سلمية حاشدة من أمام أحد مساجد المطرية، وما هى إلا لحظات حتى تعامل معهم الأمن بعنف شديد وأطلق عليهم القنابل المسيلة للدموع والخرطوش وسقط أمامنا عدد من الشهداء، وهو ما استفز شباب منطقة السوق، فهاجموا قوات الأمن دفاعا عن المتظاهرين وألقوا على الأمن الحجارة والمولوتوف، وبعد معركة استمرت 3 ساعات هربت قوات الأمن واختبأ عدد منهم فى احد المساجد وأشعل الشباب النار فى سيارات الشرطة».
ويضيف عباس: «بدأنا بعدها التحرك بشكل عشوائى ولم يكن هدفنا الوصول إلى التحرير، وفى المساء علمت أن ابن ابنة عمى الذى لم يبلغ ال19 عاما استشهد، دفناه صباح السبت، وعقب الجنازة اتخذنا قرارا بالتوجه إلى ميدان التحرير وصاحبنى عدد كبير من أصدقائه وبدأنا رحلة الاعتصام فى الميدان».
ويتابع «حضر إلى الميدان بعض السلفيين وقالوا للناس إن هذه المظاهرات خطأ وأفتوا لهم بعدم جواز الخروج على الحاكم، وأحدهم قال لى: هل أنت متخيل إنك بهذا ستقيم الدولة الإسلامية؟».
يروى عباس ما حدث فى الأربعاء الدامى: «كان يوما عصيبا على الجميع حتى على البلطجية الذين فوجئوا بمقاومة شديدة وقال بعضهم عقب القبض عليه من قبل الثوار أن من جلبوهم قالوا لهم: انتو هتدخلوا الميدان هتلاقوا شوية عيال فرافير أول ما هيشوفوكم هيخروجوا واحنا نمسكهم».
ويقول عباس: «بدأ البلطجية يهاجمون كل مداخل الميدان بأعداد كبيرة، ولم تكن هناك أدوات للدفاع فى البداية، وهذا يدل على أن المولى تبارك وتعالى هو القائد الحقيقى للثورة».
عباس الذى حصل على تدريبات عسكرية فى أفغانستان وشارك فى «الجهاد ضد السوفييت» فى ثمانينيات القرن الماضى، أكد أن ما حدث فى الميدان من مقاومة وتحرك للثوار فى هذا اليوم «شىء لا يصدق»، مضيفا: «لو تم تدريب مجموعة من الشباب على خطة طوارئ لمواجهة هجوم بهذا الشكل لما استطاعوا أن يطبقوها بهذه الدقة».
أما المحامى سيد رجب الذى اعتقل لمدة 15 عاما على ذمة قضية «الاغتيالات الكبرى» عام 1993، فأكد أنه لم يشارك فى مظاهرات قبل 25 يناير منذ خروجه من السجن قبل عامين: «المصلحة العامة للبلد كانت تقتضى عدم خروجنا فى أى تظاهرات قبل الثورة فالأمن الذى كان يسمح للبعض بالتظاهر خلال الأعوام الماضية لم يكن ليسمح بها فى حال مشاركة شباب الجماعة الإسلامية أو غيرها من التنظيمات الإسلامية التى دخلت فى مواجهات مع الدولة فى تسعينيات القرن الماضى، وكان الأمن سيصور أى مظاهرة نشارك فيها على أنها مظاهرة للإرهابيين الذين حاربوا فى أفغانستان ووقتها سنتحول إلى بلاء على هؤلاء الشباب».
الشيخ حامد عبدالعال مدرس الرياضيات الذى حبس على ذمة قضية اغتيال رئيس مجلس الشعب السابق رفعت المحجوب نحو 20 عاما، رغم حصوله على حكم بالبراءة، فقال: «فى اليوم التالى لبداية الثورة قال لى أحد أصدقائى انه اغتسل غسل الموت وأخبر أولاده انه ذاهب كى يموت، فقررت الخروج معه وتذكرت حديث الرسول «لقد شهدت فى مكة حلفا ما أردت أن يكون لى به حمر النعم ولو دعيت له لأجبت» وهو حلف تشكل فى مكة لرد المظالم، مما جعلنى أصر على الوجود معهم مهما كلفنى ذلك، وكنت أحاجج السلفيين فى الميدان بهذا الحديث».
الميدان صهر الجميع
وعن تعاملهم مع باقى التيارات الفكرية والسياسية الموجودة فى الميدان قال الشيخ حامد: «شعرت أن الميدان صهر كل الفوارق بين الجميع وحولهم إلى كيان واحد»، مضيفا: «عرضت علىّ فتاة متبرجة - بقسماط وأخذته منها بالرغم من أننى لم أكن أرغب فى الطعام لكننى خشيت أن تظن أننى رفضته لأننى «ملتحى» فتشعر بالحرج، وفى مرة أخرى كنت أتوضأ بزجاجة مياه فوجدت احد الأشخاص يمسك الزجاجة منى ليصب الماء وبعد أن انتهيت من الوضوء قال لى هل وضوؤك صحيح أم لا؟ فسألته لماذا؟ فقال لى أنا مسيحى، فقلت له صحيح ونص كمان».
وداعًا للثأر
يؤكد حامد أن الجماعة قررت وقف العنف عن قناعة، «رغم أنه كان بإمكاننا أن نأخذ بالثأر من ضباط أمن الدولة، فالظروف كانت مهيأة لذلك أثناء فترة الفراغ الأمنى». مشيرا إلى أن العنصر الرئيسى فى النصر أثناء ثورة 25 يناير هو «كلمة سلمية التى كانت بمثابة السكين التى ذبحت قوات الأمن واستفزتهم».
محمد عباس والذى تم إعدام شقيقه الأكبر بعد اتهامه فى قضية الاغتيالات الكبرى، يقول: «رغم أن لى تجربة مريرة مع أجهزة الأمن بعد إعدام شقيقى الأكبر، إلا انه عندما تم ضبط احد ضباط امن الدولة فى ميدان التحرير يوم الأربعاء الدامى، دافعت عنه حتى لا يموت فى يد الثائرين».
قفز الجماعة على الثورة
يصف محمد عباس موقف قيادة الجماعة الإسلامية من الثورة ب«غير المشرف»، فقادة الجماعة طالبوا أعضاءها بعدم المشاركة فى الثورة، مضيفا: «نحن أكثر الناس دراية بمواجهة النظام والتعامل مع الأحداث بشكل أكثر فاعلية، لكنهم للأسف خذلونا، فشاركنا فى الثورة بصورة فردية وليست تنظيمية».
ويرجع حامد موقف قيادات الجماعة من الثورة إلى الضغوط التى تعرضوا لها: «هناك قيادات صادر بحقها أحكام بالإعدام، وتخوف البعض من تنفيذ هذه الأحكام فى حالة ما إذا أصدرت الجماعة أمرا لقواعدها بالمشاركة».
عباس رفض هذا التبرير، ورآه غير صحيح: «الجماعة لم تكن ستخسر أكثر مما خسرته فى الماضى، كان يجب عليهم أن يتخذوا قرارا بوجود الجماعة بشكل اكبر فى الميدان إذا أرادت أن يكون لها مصداقية».
واعتبر عباس أن قادة جماعته «قفزوا على دماء الشهداء»، وأضاف: «من أفتى بعدم الخروج لا يجوز له بعد نجاح الثورة أن يطالب بحقوق الجماعة وبالإفراج عن المعتقلين»، وتابع أرى أن ما قامت به قيادات الجماعة كان قفزا على جهود الناس وجنى ثمار ثورة لم يشاركوا فيها، ولا يجب أن نتذرع بالضغوط، عندما نزلنا للميدان لم يكن أمامنا إلا أن ننتصر أو نموت».
سيد رجب يشير إلى أن موقف مجلس شورى الجماعة دائما ما يختلف عن موقف أفراد الجماعة منذ عام 1997: «بعض أفراد مجلس الشورى يصادر آراء الأفراد ويتحدث باسم الجماعة فى الوقت الذى يكون فيه باقى أعضائها رافضين»، مؤكدا أن ذلك لا يعفى الصامتين من المسئولية.
ولم يستبعد رجب أن يكون لأجهزة الأمن دور فى ذلك من خلال تعاونها مع بعض قيادات الجماعة: «الأحداث توحى بذلك».
رجب وصف رفض ناجح إبراهيم الرجل الثانى فى الجماعة المشاركة فى الثورة ب«المخزى والصادم للحركة ولم يوافق أحد منا على هذا الأمر، فالثورة كانت سوقا لن تعوض مرة أخرى كى نغنم منها».
ويرى حامد عبدالعال أن الأمن استطاع أن يضرب العلاقة بين قيادات الجماعة وقواعدها والتى كانت تقوم على العاطفة والولاء فى مقتل، مضيفا: «فرق الأمن بين القيادة والأفراد وأوقع بينهم عندما اخرج قيادات الصف الأول من السجون قبل غيرهم من القواعد وهو ما أحدث شروخا فى العلاقة».
حزب الجماعة
يرى حامد أن تأسيس الجماعة الإسلامية حزبا سياسيا لن يكون مجديا، متسائلا: «لماذا يريد مجلس الشورى أن يؤسس حزبا مادام الإخوان سيؤسسون حزبا، خاصة وأننا لا نختلف مع الإخوان فى العقيدة والمرجعية الإسلامية، فالأمر هنا يبدو انه مرتبط بأشياء شخصية». واعتبر حامد أن سعى القيادات لتأسيس حزب سيؤدى إلى إحداث فرقة فى صفوف الإسلاميين حيث «لن يكون فى هذا الحزب أى جديد أو اختلاف عن حزب الإخوان»، فى إشارة إلى دعوة من يريد الانضمام للعمل السياسى على مرجعية إسلامية من الجماعة أن ينضم لحزب الإخوان.
أما سيد رجب فيفضل أن ينتشر أعضاء الجماعة فى الأحزاب، «بعض شباب الجماعة قد يضطرون للانضمام إلى حزب الإخوان».
الطريق الثالث والاندماج
يرى محمد عباس أن «الشيخ عبود الزمر له منزلته فى قلوب الجميع ولا يختلف عليه أحد» لكن بعد الفترة الطويلة التى قضاها فى السجن وغيابه شبه الكامل عن المجتمع يجعل طرحه «البديل الثالث» غير معبر عن الواقع بشكل دقيق، مطالبا الزمر بأن يعيد النظر فى طرحه ليتواكب مع المجتمع بعد التطورات الكبيرة التى طرأت عليه».
المادة الثانية والسلفيون
وعن إثارة بعض الإسلاميين والسلفيين تحديدا مسألة المادة الثانية من الدستور، يقول سيد رجب: «كنا نرفض رفع شعارات إسلامية أثناء الثورة، فيما طالب سلفيو الإسكندرية الذين لم يظهروا إلا بعد الثورة بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور علما بأنهم كانوا يحرمون الخروج على الحاكم»، مضيفا: «معظم السلفيين فى القاهرة مخترقون أمنيا».
ويرى عباس أن السلفيين قد يكونون صادقين فى نواياهم لكنهم منغلقون فكريا عزلوا أنفسهم بالتعامل مع نصوص فقط. وشكك فى فهم السلفيين للدين: «بينهم أناس لديهم قصور شديد فى فهم الواقع والدين».
«الإعلام الذى ظل طوال 30 عاما يحارب الإسلام ويضخم الأحداث بين المسلم والمسيحى لدرجة أنه «كره أهالينا فينا» هو السبب الرئيسى فى توتر العلاقة بين المسلمين والأقباط»، حسبما يرى حامد عبدالعال، مضيفا: «أنا كمدرس اقسم بالله معظم زملائى أقباط وأكلنا مع بعض وشربنا مع بعض ونقف بجوار بعض فى الشدائد».
ويشارك عبدالعال فى الرأى سيد رجب ويرى أيضا أن الإعلام كان يلعب دورا كبيرا فى تأزم العلاقة بين المسلمين والأقباط: «هناك 30 ألف إسلامى خارج السجون الآن فلماذا لم يحملوا السلاح على الرغم من أن السلاح كان فى أيدى البلطجية»، مؤكدا أن الحركة الإسلامية عندما لم تطلق طلقة واحدة فى هذه الثورة غيرت وجه الجماعات الإسلامية فى العالم كله، مضيفا: «البلد كانت مفتوحة وكان من الممكن لأى حركة أن تحاول أن تنقض على الحكم».
رحلة الجهاد
عن انضمامهم إلى الجماعة الإسلامية وخروجهم من مصر والجهاد ضد السوفييت فى أفغانستان ثم سنوات السجن الطويلة، يروى محمد عباس، «كنت أحفظ القرآن مع بعض أعضاء الإخوان المسلمين، إلى أن التقيت بصديقى الشيخ نبيل زكى ووجدته يرتدى جلبابا قصيرا ومطلقا لحيته فأثارنى شكله وقلت يجب أن أكون مثله وتواصلت معه وبدا يوضح لى فكر الجماعة الإسلامية وانضممت لها إلى أن جاءت فكرة السفر إلى أفغانستان وكنت وقتها فى الصف الثالث الثانوى، فسافرت إلى السعودية ثم إلى باكستان ومنها إلى معسكر الجماعة الإسلامية فى أفغانستان».
ويكمل عباس «كان معسكر خلدن تحت ولاية الشيخ شريف عبدالرحمن الذى قتل فى أديس أبابا فى منتصف التسعينيات، وقضينا فترة تدريبات على كل الأسلحة بدءا من الأسلحة الخفيفة وحتى المدفعية، ثم تم توزيعنا على الجبهات، وذهبت إلى جلال آباد حتى شاركنا فى فتح كابول وتحريرها من أيدى السوفييت، بعدها قررنا مغادرة أفغانستان والعودة إلى مصر فدورنا فى الجهاد انتهى، وكان خط العودة «باكستان السودان ليبيا» ثم الدخول إلى مصر عن طريق منفذ السلوم بالبطاقات الشخصية، وعقب العودة مباشرة تم اعتقالى حيث كان الأمن يرصد بعض القيادات الذى ترددت عليهم فى مصر، وصدر ضدى حكم بخمس سنوات فى قضية «العائدون من أفغانستان»، وتم اعتقالى 10 سنوات تنقلت فيها بين سجون الإسكندرية وشبين الكوم والعقرب ودمنهور، وخرجنا بعد مبادرة وقف العنف بسنوات».
حفلات التعذيب
«كانت المعاملة فى السجون من 1993 وحتى مطلع الألفية الحالية فى غاية القسوة ومر أبناء الجماعة بفترة عصيبة، ففى إحدى المرات عام 93 كان هناك تفتيش على سجن العقرب، فرقة من العمليات الخاصة مجهزة بأسلحة غريبة، كانوا يخرجوننا واحدا تلو الآخر ويقومون بكلبشتنا من الخلف ثم توضع الغمامات على أعيننا، ويسكبون على وجوهنا جرادل البول، ثم يتركوننا للكلاب تنهش فينا، ثم يسحبوننا على أرضية ترابية، ويلهبون أجسادنا بكابلات الكهرباء ضربا، كانت تلك الحفلات تستمر لأكثر من 5 ساعات».
ويضيف: «كانوا يستغلون مرض بعض الإخوة الشديد ويساومونهم على العلاج حتى يصبحوا مرشدين لهم على إخوانهم. وفى إحدى السنوات انتشر مرض السل بيننا، وكانت حصتنا فى السجن فى هذا الوقت من السكر ملعقتين فى الأسبوع لكل معتقل، وعندما اعترضت ضربت بالجزمة فى وجهى، وتم تعذيبى بشكل وحشى».
وفى إحدى المرات جاءنا طبيب من مستشفى صدر العباسية فقال لنا أنتم طبيا ميتون، وسألنا لماذا لا تسيرون على النظام الغذائى الخاص بمرضى السل؟ فقلنا له إنهم لا يعطوننا طعام السجن، وبعد مغادرته جاءنا طبيب السجن وقال لنا لو متم مش هتفرق معانا فى شىء، ثمنكم ورقة حقيرة مكتوب فيها هبوط حاد فى الدورة الدموية، وعذبونا عقابا لنا على أننا تكلمنا مع طبيب الصدر ولم يرحموا مرضنا.
ويؤكد سيد أن حفلات التعذيب كانت تصور بكاميرات فيديو حتى يتم رفعها للأجهزة الأمنية، مضيفا: «حاولوا من خلال التعذيب تحويل الإخوة عن أفكارهم، لكن لم يتخل عن أفكاره إلا عدد قليل جدا».
ويتابع سيد «لو كنا سلمنا أنفسنا لهذا الظلم كنا خرجنا كارهين للمجتمع، فمنا من قضى 7 سنوات فى الانفرادى، والله لو كنا سلمنا نفسنا للانتقام لخرجنا قنابل موقوتة».
ويكمل: «بعد الظروف التى مررنا بها، أرى أننا للأسف كنا نتمحور حول أنفسنا ونرى أننا الذين سنغير وحدنا».
الطريق إلى الدم
وعن ظروف انضمامه إلى الجماعة الإسلامية ثم ضمه إلى ما كان يعرف بالجناح المسلح للجماعة يقول سيد «كان لدى طاقة وكنت أريد خدمة المجتمع، كنت عايز الشباب يصلى وما يعاكسش بنات ويعرف دينه، ووجدت الفصيل الوحيد فى الساحة الذى سيساعدنى على ذلك هو الجماعة الإسلامية فانضممت إليها، وما هى إلا 15 يوما وشاهدت الأمن يهاجم المساجد، ويحاصرها بجحافل الأمن المركزى ويدوسون المصاحف بأقدامهم ويطلقون الرصاص الحى والمطاطى على الإخوة، وفى أحد الأيام داهموا منزلى وضربوا أبى كان ذلك عام 1989 لم نكن فى هذا الوقت نحمل السلاح، ولم يحدث صدام، لكن بعد اغتيال الدكتور علاء محيى الدين المتحدث باسم الجماعة وكان داعية فقط ولم يدع لحمل السلاح، بدأت المشاكل من جهة النظام، وأنا شخصيا ضرب علىّ النار 4 مرات، وأعدوا فى ذلك الوقت قائمة بالقيادات المطلوب اغتيالها، وانتهكوا حرمتنا ونزعوا ملابس الأخوات فى الشارع، فكان أمامى طريقان إما أن أسلم نفسى ويتم إلقائى فى غياهب السجون أو نواجه العنف بالعنف».
«اشتعلت الأحداث فى مصر وبدأنا رحلة العنف والعنف المضاد، كنا فى ذلك الوقت ندافع عن أنفسنا فقط، وبعد أن وجدت أصدقائى يقتلون بالرصاص وهم فى سن ال17سنة دون ذنب إلا أنهم يصلون ويدعون الناس للصلاة، ولم يكن فى أى نشاط مسلح للجماعة، فقررت عدم البقاء فى مصر وسافرت إلى السعودية ومنها إلى باكستان ثم أفغانستان وهناك انضممت إلى معسكر خلدن ومنها إلى جبهات القتال ضد السوفييت».
ويضيف سيد «بعد انتهاء الجهاد قررت العودة إلى مصر، لاسيما بعد ازدياد عمليات القتل والتصفية للإخوة، فكان قرار العودة من أجل التخفيف عنهم وللوقوف إلى جوارهم»، مؤكدا أن هدف العمليات العسكرية فى مصر كان لتخفيف الضغط على الإخوة.
وعن تغيير النظام بالقوة قال سيد «التغيير بالقوة المسلحة موجود فى الأذهان ولم يكن وليد الأحداث فلائحة الجماعة تقول إننا سنغير بالجهاد لكن ليس فى هذه المرحلة».
مبادرة وقف العنف
وعن مبادرة الجماعة الإسلامية لوقف العنف يقول سيد: «وصلنا لقناعة أن حمل السلاح فى ذلك التوقيت كان قرارا غير صائب، والشيخ مصطفى حمزة - أمير الجماعة السابق - قال لى إننا أجبرنا على الدخول فى المواجهات المسلحة، وعندما دخلنا السجن وأعدنا التفكير وجدنا أن فكرة التغيير بهذه الطريقة وبمفردنا غير صحيحة، لكن البعض بدأ يقفز على المبادرة الحقيقية ويقول كلاما غير صحيح».
ويؤكد حامد عبدالعال أن الأمن كان يستدرجهم: «تم استدعاء قيادى بالجماعة إلى مقر امن الدولة، ووضعوه فى غرفة مظلمة وحدثه مساعد وزير الداخلية وسأله ماذا تريدون؟ فرد الأخ اسمحوا لنا بالدعوة فى المساجد والجامعات ونعدكم أننا سنهجر مرحلة العنف، فقال له مساعد الوزير أنا أمام خيارين الأول أن أسمح لك بالدعوة وفى المقابل يتم وقف العمليات لكن فى النهاية ستصل لمرحلة لم أتمكن من السيطرة عليكم فيها، والخيار الثانى أن أوجه لك من آن لآخر ضربة وأضطرك للرد، وفى هذه الحالة سأتمكن من السيطرة عليك، واحنا اخترنا الخيار الثانى، الشاهد أن الأمن كان يتعمد دفعنا للصدام، ووصل الأمر أن بعض الضباط خططوا لإفساد المبادرة.
ويتابع «مكثنا فى السجون 8 سنوات لا نعلم شيئا عن أهالينا وزوجاتنا لدرجة أن بعضنا عندما فتحت الزيارات بعد هذه الفترة اكتشف أنه تم تطليق زوجته منه وتزوجت من غيره وأنجبت».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.