حذر عدد من الناشطين والخبراء من المساس بالمكتسبات التي تحققت للمرأة قبل الثورة، داعين إلى استغلال روح ميدان التحرير الذي وقفت فيه المرأة إلى جانب الرجل في تحسين أوضاع المرأة المصرية. وعبر المشاركون في ندوة "المرأة المصرية بعد ثورة 25 يناير" عن قلقهم بشأن أوضاع المرأة بعد الثورة، خاصة في ظل ما وصفوه ببوادر مطالبات بإلغاء "كوتة" المرأة في البرلمان، وتغيير بعض قوانين الأحوال الشخصية، وارتباط الحقوق والمكتسبات التي حصلت عليها المرأة بأشخاص بأعينهم، وذلك بعد أن تعالت أصوات تنادي بإلغاء المجلس القومي للمرأة. وشارك في الندوة التي عقدت أمس الاثنين، وترأستها الدكتورة هدى بدران، رئيس رابطة المرأة العربية، والسفيرة نائلة جبر، مساعد وزير الخارجية والرئيس السابق للجنة الدولية لإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والدكتورة عواطف عبد الرحمن الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور نور فرحات الأستاذ بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، بالإضافة إلى عدد كبير من المهتمين بشأن المرأة ومنظمات المجتمع المدني، وعدد من الشخصيات العامة، منهم الدكتورة ميرفت التلاوي، وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة. بينما أكدت السفيرة نائلة جبر أن إنشاء مجالس القومي للمرأة والأمومة والطفولة وحقوق الإنسان جاء في إطار توقيع مصر على اتفاقيات دولية بشأن الارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بشكل عام، وإلغاء هذه المجالس يترتب عليه ردود أفعال عالمية سيئة تجاه مصر. وأضافت د.عواطف عبد الرحمن أن مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال المرأة تحكمها أجندتان واحدة أجنبية وأخرى محلية، الأجنبية وأولوياتها قضايا مثل الأسرة المثالية ومكافحة الختان، وأجندة محلية أولوياتها مكافحة الفقر وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين، وهي التي تناسب المجتمع المصري، ولكن للأسف بعض المنظمات التي تتلقى تمويلا خارجيا تتبنى قضايا الأجندة الأجنبية، وهي لا تصلح للمجتمع المصري. وقالت: إن صورة المرأة في المجتمع المصري تحكمها أربعة تيارات الأول التيار السلفي، والذي يفسر النصوص الدينية وفق أهوائه وهو نابع من الثقافة الذكورية، والثاني التيار التحرري الاجتماعي ويمثله رفاعة الطهطاوي وقاسم أمين في مصر وعبد الرحمن الكواكبى في سوريا، والذين تنبهوا إلى أهمية إخراج النصف المعطل وهو المرأة ومشاركته في المجتمع. أما التيار الثالث، هو الوافد أو المتغرب، وفيه يعزل قضية المرأة خارج إطار حركة المجتمع، والتيار الرابع والأخير، هو التيار العولمي، وهو الأكثر خطورة ومعه السلفي، ويرى أتباعه الاستفادة من مفهوم التيار السلفي باستخدام المرأة كعنصر استهلاكي، ويستفيد أيضا من قوة العمل النسائية غير المؤمن عليها. وأكدت الدكتورة ميرفت التلاوي، وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة، أن المجالس الحقوقية التي أنشأتها مصر ليست هبة من النظام أو منحه من أشخاص فيه، بل إن ذلك يأتي في إطار توقيع مصر على اتفاقيات دولية، وليس من المنطقي أن نطالب بإلغاء مؤسسات لمجرد أنها كانت في نظام سابق، وأضافت، "لدينا انفلات في الناحية الاجتماعية أسفر عن مليوني طفل في الشارع، ولا ينبغي علينا إلقاء اللوم فقط على المؤسسات الحكومية، نحن الأفراد علينا عبء ثقيل". من جهته، أكد باسم الهواري، عضو ائتلاف شباب الثورة، أن المرأة شاركت في ثورة 25 يناير بشكل لا يقل عن أي رجل، بل على العكس كانت تتفوق أحيانا في أمور كثيرة عن الرجال، وأحيانا كانت تتقدم المسيرات والاشتباك مع جنود الأمن المركزي مما كان له أكبر الأثر في تشجيع الشباب على الإقدام.