حذر الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "الويفا" مما سماه ب"الخطر الكبير" الذي يهدد مستقبل الكرة الإنجليزية ، وانتقد مجددا – ولكن بشكل أعنف هذه المرة - ظاهرة امتلاك الأثرياء الأجانب لأندية كرة القدم في إنجلترا ، بل وهاجم الأندية الإنجليزية نفسها لتعاقدها مع أعداد كبيرة جدا من اللاعبين الأجانب ، ولكنه مع ذلك نفى ما يقال عنه من إنه "مجرد رجل فرنسي يكره الإنجليز"! وذكرت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية في تقرير لها أن بلاتيني الذي قد يجد نفسه مضطرا إلى تسليم فريق إنجليزي بقيادة السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد كأس دوري أبطال أوروبا في استاد روما الأوليمبي يوم 27 مايو الحالي في حالة تغلبه على برشلونة الإسباني في النهائي لا يبدو سعيدا بصفة عامة بالكرة الإنجليزية ، بل وأكد أن فوز المان يونايتد بالبطولة لن يؤدي – في حالة حدوثه – إلى تراجعه عن موقفه المعارض بشدة للنهج الذي تسير عليه الكرة الإنجليزية في الوقت الحالي والذي وصفه بأنه "يدمر" المعنى الحقيقي لكرة القدم. وأشار بلاتيني إلى أنه يدرك تماما أن كثيرا من وسائل الإعلام البريطانية تترجم تصريحاته عن الكرة الإنجليزية بشكل يوحي بأنه يريد القضاء على الكرة الإنجليزية ومسابقاتها المحلية التي تبدو متفوقة على منافساتها في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا ، وفرنسا بطبيعة الحال ، ولكنه أصر على أن هذه الاتهامات لن تثنيه عن موقفه الساعي إلى تقديم مشروع قرار جديد يضمن وضع حد أقصى للإنفاق على شراء اللاعبين الأجانب في الأندية الأوروبية كلها ، ويضمن أيضا بقاء ملكية الأندية الإنجليزية للإنجليز فقط. وقال بلاتيني في تصريحاته للصحيفة : "أحب الكرة الإنجليزية حقا ، وأندية مانشستر يونايتد والأرسنال وليفربول هي أندية عظيمة ، فلديها لاعبون رائعون يلعبون في مناخ جيد ، وأكثر شيء أحبه في الكرة الإنجليزية هو الجمهور ، ولكن هناك أمورا أخرى خارج الملعب لا أحبها ، وهذا هو ما يجعلني أحاول أن أحمي الكرة الإنجليزية ، فما لا أحبه هو تدخل البيزنس في كرة القدم ، وأنا أود أن تحافظ الأندية الإنجليزية على هويتها ، وأن تظل تابعة للمشجعين الإنجليز وحدهم". وأضاف بلاتيني شارحا ما يريد أن يقوله : "إنني أرى الكثير والكثير جدا من اللاعبين الأجانب في إنجلترا ، وهذا ليس جيدا للكرة الإنجليزية ، إنني أحاول أن أدافع عنكم قبل أن أدافع عن نفسي ، فمالك عربي واحد ينفق 120 مليون جنيه إسترليني على لاعب واحد ليس أمرا جيدا بالنسبة لكرة القدم (عرض مانشستر سيتي لشراء كاكا من ميلان الذي لم يكلل بالنجاح) ، وأيضا ليس جيدا أن تدرس الأندية الإنجليزية إقامة المباراة رقم 39 خارج إنجلترا (يقصد اقتراح إقامة مباراة نهائية أو فاصلة من الدوري الإنجليزي في دول أخرى مثل الصين أو الإمارات)". وانتقد رئيس الويفا أيضا معاناة عدد من الأندية الإنجليزية من خطر الإفلاس ، وأبدى تهكما أيضا من اللاعب ديفيد بيكام الذي لعب لناد إيطالي (إيه.سي.ميلان) بنظام الإعارة لمدة ثلاثة أشهر فقط قبل أن يعود إلى ناديه الأمريكي لوس أنجلوس جالاكسي ، رغم تأكيده على أنه "يحب بيكام". وردا على سؤال من محرر"ميل أون صنداي" عن رأيه في أندية أخرى في أوروبا تشتري لاعبين أجانب مثل ميلان الذي يعد أبرز لاعبيه كاكا البرازيلي وبيكام الإنجليزي ، قال بلاتيني : "حسنا ، أنا هنا أتحدث عن كرة القدم فقط ، ولست وكيلا لأعمال الأندية الإسبانية أو الإيطالية أو الألمانية ، ولكنني أريد فقط أن أحمي لعبة كرة القدم ، في الماضي كنا نريد حماية اللعبة من المشاغبين ، واضطررنا إلى تغيير أشياء عديدة ، والآن لدينا مشكلة أخرى ، وهي المشكلة المالية التي تهددنا بفقدان اللعبة تماما ، ومع ذلك ، فمن يشاهد كرة القدم اليوم يقول عنها .. إنها لعبة جميلة ، لا داعي للتغيير إذن"! وأضاف بلاتيني : "لست معاديا لبريطانيا ، فالكرة ليست منتجا ، إنها رياضة ، وأنا أعلم بأن أندية الدوري الإنجليزي ليست سعيدة لأن هناك ملاك أجانب يريدون أن ينقلوا المباريات إلى الخارج ، وكل ما أحاول أن أفعله هنا هو محاولة إقناع الاتحاد المحلي والبرلمان بأن عليهما فعل أي شيء لمنع حدوث ذلك". وقال أيضا : "أين هوية الأندية؟ في مانشستر يونايتد مثلا ، انتقل ريان جيجز من ويلز إلى مانشستر ، وسافرت معه عائلته ، والآن كل أبناء مانشستر فخورون به ، ولكن ما الذي يحدث لو كان رئيس النادي أمريكيا ، ولديك 11 لاعبا برازيليا ، ومدرب إسباني .. أين الهوية هنا"؟! وأضاف : "الخطورة هنا أن مالك النادي قد يرحل ، واللاعبون قد يرحلوا ، والمدربون يذهبون ويأتون ، ولا يبقى في النهاية إلا الجمهور"! وضرب بلاتيني مثالا بنادي وست هام يونايتد الذي أصبح على حافة أزمة مالية ، وكذلك بنادي مانشستر يونايتد الذي كبدته أسرة جليزر ديونا تصل إلى 699 مليون إسترليني ، وأيضا تشيلسي الذي بلغت ديونه 357 مليون إسترليني. ويعترف بلاتيني في النهاية بأن المشكلة ليست إنجليزية وحدها ، فهناك ناد مثل فالنسيا الإسباني يواجه أعباء ديون تصل إلى 450 جنيها إسترلينيا. ولا يقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة لرجل الكرة الأوروبية الأول ، فهو يسعى أيضا إلى وضع قانون يمنع انتقالات اللاعبين تحت سن 18 سنة ، وهي ضربة أخرى موجهة إلى الكرة الإنجليزية التي شهدت تألق اثنين من اللاعبين الأوروبيين في السنوات الماضية هما الإسباني سيسك فابريجاس لاعب الأرسنال وافيطالي فريديريكو ماكيدا لاعب مانشستر يونايتد ، وكلاهما انتقل إلى إنجلترا وعمره 16 سنة! كما يخطط بلاتيني أيضا لوضع سقف لأجور اللاعبين في الأندية الأوروبية ، بحيث يدفع النادي "ضريبة رفاهية" في حالة دفع مبالغ مالية تفوق الحد الأقصى المسموح به لرواتب اللاعبين ، على أن يتم توزيع عائد هذه الضريبة على الأندية الأكثر فقرا ، في أوروبا بطبيعة الحال!