قد تكون فكرة وضع سقف لرواتب لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز فكرة جيدة لإنقاذ هذه الأندية من مخاطر الأزمة المالية الحالية ، ولكن الفكرة في النهاية "مرفوضة" بشكل كامل من قبل أعضاء البرلمان الأوروبي. فقد كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." النقاب في تقرير لها تحت عنوان "إنهم يشعرون بالغيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز" عن أن أعضاء البرلمان الأوروبي عقدوا عدة جلسات استماع حضرها الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "الويفا" اقترح خلالها النجم الفرنسي الأسبق أن يتم وضع حد أقصى للرواتب التي تدفعها الأندية الإنجليزية بالذات إلى لاعبيها مع وضع سقف آخر للمبالغ التي يتم دفعها نظير انتقال لاعب إلى ناد معين ، وذلك بهدف وقف ما سماه ب"انفجار مالي محتمل" في خزائن هذه الأندية. وذكر التقرير أن بلاتيني أوضح أن الويفا يحاول جاهدا وضع تفاصيل خطة شاملة بشأن تحديد هذا السقف المالي ، ووضع قيود على صفقات بيع الأندية إلى مستثمرين أجانب ، وهو ما يعتبره الإنجليز تهديدا صريحا لمستقبل اللعبة في بلادهم. وعلى الرغم من أن بلاتيني – الذي تحدث عن أمثلة سيئة كثيرة للإنفاق ببذخ على عمليات شراء اللاعبين المرتبطة في أغلب الأحوال بوجود مستثمرين أجانب في الأندية الإنجليزية – لم يذكر أسماء معينة لأندية أو لاعبين ، فإنه كان من الواضح تماما أنه يتحدث عن حالة مانشستر سيتي الذي عرض مبلغا خياليا في موسم انتقالات الشتاء الأخيرة تخطى 100 مليون دولار لشراء النجم البرازيلي ريكاردو كاكا من نادي إيه.سي. ميلان الإيطالي ، ولكن اللاعب رفض في نهاية الأمر الانتقال إلى النادي الإنجليزي الذي تملكه مجموعة استثمارية إماراتية. واكتفى بلاتيني بوصف هذه العروض الضخمة لشراء اللاعبين بأنها "فلكية" ، وقال إنها تثير العديد من التساؤلات الأخلاقية. ومن جانبه رد كريس هيتون هاريس العضو المحافظ في البرلمان الأوروبي والذي يرأس اللجنة الرياضية بالبرلمان على أفكار بلاتيني بقوله : "إنها مقترحات جيدة ، ولكن كيف يمكن تنفيذها"؟ وأضاف قائلا : "إذا كان يريد المساواة بين الأندية بشكل أو بآخر عن طريق تحديد سقف للرواتب وقيمة صفقات الانتقال يقوم على أساس إيرادات كل ناد ، فإن هذا يعني أنه يسعى إلى أن تظل الأندية الكبيرة كبيرة ، وأن تبقى الأندية الصغيرة على حالها". وأضاف أن الأندية الكبيرة عادة هي التي تستطيع تحقيق عائدات مالية أكبر بحكم شعبيتها وانتمائها إلى مدن وبلدات أكبر عددا من حيث السكان بعكس الأندية الصغيرة التي ينتمي معظمها إلى تجمعات سكانية أصغر حجما وبالتالي لا تحقق كثيرا من الإيرادات. ومع ذلك ، فقد وجدت أفكار بلاتيني من يتفق معها في الرأي ، فهذا ريتشارد كوربرت العضو العمالي عن يوركشاير وهامبر في البرلمان الأوروبي يقول : "بدون وضع حدود ، سنجد الأندية دائما تجتهد لإنفاق كل ما تملك في سبيل الحصول على لاعب كبير أملا في أن ينجح هذا اللاعب في رفعها إلى مصاف الأندية الكبيرة ، وهذا نوع من المقامرة والمخاطرة". ويضيف كوربرت : "نتذكر الآن في هذا الصدد نادي ليدز الذي فشل في هذه المغامرة ، وهو الآن من الأندية المتأخرة في الكرة الإنجليزية". وجدير بالذكر أن رابطة الأندية الأوروبية التي تمثل مصالح الأندية ال137 الرئيسية في أوروبا بما فيها مانشستر يونايتد وتشيلسي كانت قد أعربت من قبل عن معارضتها الشديدة لفكرة بلاتيني في وضع سقف لإنفاق الأندية على الرواتب وشراء اللاعبين ، كما تحظى هذه الفكرة بمعارضة خاصة من جانب مشجعي الدوري الإنجليزي الذين يرون فيها نوعا من "الغيرة" الفرنسية تجاه الكرة الإنجليزية التي تتفوق على كرة الفرنسيين! ولم يتضح حتى الآن ما الذي سيصل إليه هذا الجدل بين بلاتيني وكبار أوروبا!