(نفرتاري) و(إيموحتب) يعملان بمترو الأنفاق

وقف "إيموحتب" قبل خمسة آلاف عام للإشراف على حفر أول نفق في التاريخ أسفل هرم سقارة المدرج بتعليمات من الملك "زوسر" فرعون مصر الذي أسس الأسرة الثالثة.
ويقف إيموحتب (الحفار العملاق) الآن مجددا على أهبة الاستعداد من أجل تحقيق إنجاز تاريخي آخر، وهو تنفيذ أعمال الحفر للمرحلة الثانية للخط الثالث لمترو الأنفاق في المسافة من أرض المعارض حتى مصر الجديدة، ولكن بعد اكتمال وصول الخبراء الفرنسيين المشرفين على التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة.
كان من المقرر استئناف أعمال الحفر يوم الثلاثاء الماضي بعد توقفها، بسبب مغادرة الخبراء لمصر في أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير، بعد الإعلان عن وصول الخبراء العاملين بالشركة الفرنسية التي تقوم بتنفيذ أعمال الحفر.
بيد أن بعض هؤلاء الخبراء قرروا في اللحظة الأخيرة تأخير وصولهم إلى القاهرة إلى ما بعد قيام وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، بزيارته والاستماع إلى نصائحه بشأن تطور الأوضاع، وعودة الاستقرار إلى مصر.
وتمتد المرحلة الثانية للخط الثالث من العباسية حتى منطقة هارون بمصر الجديدة بطول 7.7 كيلومتر، وبتكلفة حوالي 7 مليارات جنيه.
وتقوم بأعمال الحفر في هذه المرحلة ماكينتا حفر وهما: "نفرتاري" التي استكملت حفر المرحلة الأولى من العباسية حتى العتبة، وأوكلت إليها مهمة الحفر من محطة المعرض حتى العباسية والثانية، "إيموحتب" وهي ماكينة حفر جديدة أوكلت إليها مهمة الحفر من محطة المعرض حتى مصر الجديدة.
وتتكون المرحلة الثانية للخط الثالث من 5 محطات وهي (المعرض- الإستاد- كلية البنات- الأهرام- هارون)، ومن المخطط الانتهاء من أعمال حفرها في أكتوبر 2013.
وقال مصدر مسؤول بهيئة الأنفاق: إن نفرتاري دخلت مرحلة صيانة من المقرر أن تنتهي في آخر أبريل المقبل، قبل أن تباشر أعمال الحفر في المسافة المقررة من محطة المعرض حتى العباسية.
وأضاف أنه تم إنجاز جميع عمليات التأسيس والحفر والأعمال الإنشائية بالمرحلة الأولى (من العباسية حتى العتبة)، وتجرى حاليا عمليات التشطيب للمحطات وشبكات المرافق والاتصالات والخدمات، ومن المقرر افتتاح هذه المرحلة في موعدها المقرر في أكتوبر المقبل.
يذكر أن الملك الفرعون "زوسر" اختار العبقري "إيموحتب" وزيرا ومستشارا له للاستفادة بعلمه في مجالات الهندسة والأنفاق والفلك والطب. وأشرف أيموحتب على بناء قبر زوسر (هرم سقارة المدرج) علي بعد ميل من جرف سقارة حتى يبقى بعيدا عن بقية المقابر. والهرم يتكون من ست درجات غير متساوية وارتفاعه 62 مترا ومكسو بحجر جيري أبيض، ويتكون من داخله من شبكة ممرات وقاعة كبرى من الجرانيت تضم رفات الملك.