«اللهم أجرنى فى مصيبتى، وأجرنى بأحسن منها ،حسبنا الله ونعم الوكيل فوضت أمرى لك يارب» بهذه الكلمات الراضية الحزينة بدأ الحاج مجدى حسين محمد، سائق تاكسى، ووالد الشهيد أحمد ،21 عاما، محام، الذى لقى مصرعه برصاصات من أسلحة الأمن اخترقت قلبه وظهره وأسقطته قتيلا فى الحال. يروى الحاج مجدى ل«الشروق» مأساته التى خيمت بالحزن على أسرته الصغيرة، خرج الشهيد أحمد يوم جمعه الغضب يوم 25 يناير بعد علمه بأن شقيقه بهاء الدين، 16عاما،طالب بالصف الثالث الثانوى الصناعى، وصديقه خرج فى المظاهرات التى نددت بإسقاط النظام ورحيل الحكومة. ويضيف الحاج مجدى ارتسم وجه أحمد بالخوف والقلق عندما علم أن شقيقه الصغير ذهب للتظاهر ثم هرول سريعا للشارع وظل يبحث عن بهاء وعثر عليهما بالمظاهرات التى كانت تسير فى شارع زين العابدين بمنطقة محرم بك، مشيرا إلى أنه بعد أن قابلهما أطلق الضباط وابلا من الأعيرة النارية على المتظاهرين لتفريقهم. ويواصل الحاج مجدى حديثه قائلا: فى تلك اللحظات الصعبة والقاسية التى مر بها ابنى أصيب طفل يبلغ من العمر 12 عاما برصاصة من أسلحة قوات الأمن اخترقت رقبته، مما أثار حفيظة أحمد ودعا شقيقه وصديقه أن يذهبا للمنزل، مؤكدا أنه حاول إنقاذ الطفل. ويوضح والد الشهيد أحمد فى حواره مع «الشروق» عندما توفى الطفل على كتف أحمد وهو يحمله أفقده أعصابة وجعله ينهمر فى البكاء حزنا على الطفل الذى مات أثناء مشاركته فى المظاهرات، مؤكدا أنه بعد ذلك وضع أحمد الطفل لدى أحد المحال المجاورة. ويؤكد ثم عاد إلى مكان المظاهرات مرة أخرى وعندما شاهده الضابطان أفرغ الضابط سلاحه فى قلب ولدى مما أدى لسقوطه قتيلا. «ابنى وزملاؤه فى الثورة قدموا أرواحهم قربانا لمصر» هكذا قال عبد السميع سعيد والد الشهيد محمد، 23 عاما، والذى لقى مصرعه إثر رصاصة من أسلحة الأمن اخترقت جسده. ويقول الحاج عبد السميع ل«الشروق» إنه كان لا يعلم بوفاة نجله حيث قام نجله الأكبر بإخفاء الخبر عنه لمدة يومين كلما سأل أحدا من أولاده عن نجله، مؤكدا أنهم أخبروه بأنه ذهب إلى خالته ليزورها لأنها كانت مريضة. ويضيف الحاج عبد السميع: فى حديثه قائلا «كنت أشعر بقبضة غريبة فى قلبى خاصة عندما غاب عنى ولم يتصل بى ليطمئن علىّ كعادته حيث انه كان لا يمر ساعة إلا ويتصل بى مما جعلنى أشك أنه حدث لولدى مكروه. ويواصل الأب حديثه والدموع تنهمر من عينيه حزنا على ولده، جاء لى ابنى حسين وأخبرنى بالخبر المشئوم وقال لى إن محمد استشهد فى مظاهرات القائد إبراهيم أثناء مشاركته فى ثورة جمعة الغضب مطالبا بإسقاط النظام. «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون» بهذه الآية القرآنية الكريمة بدأ الحاج يوسف سمير والد الشهيد محيى، 35 عاما، والذى لقى مصرعه إثر رصاصة أمنية اخترقت رأسه و أسقطته قتيلا أثناء مشاركته فى مظاهرات جمعه الغضب بالسيوف. ويروى الحاج يوسف ل «الشروق» مأساته: ابنى استشهد وترك لى أولاده منه، 6 سنوات، وعلى،3 سنوات، أيتاما بعد خروجه فى المظاهرات التى نددت بإسقاط النظام مع ملايين الشباب الذين لا يملكون قوتهم بسبب الأوضاع التى تعانيها البلد من جراء طوفان الفساد على حد قوله. ببراءة شديدة عبرت منة الله ابنة محيى بكلمات بسيطة وهى «بابا وحشنى قوى، أنا بأستناه كل يوم بالليل، ومش عارفه هو تأخر ليه، لو زعلان منى قولوله أنا مش هاعمل شقاوة تانى وهاسمع الكلام»، والتى لم تعلم بخبر استشهاد والدها.