«حب الوطن مش بالكلام والشعارات الرنانة، لازم نشارك ونوصل صوتنا للرئيس».. تلك الكلمات كان يرددها تامر، 20 عاما، كما ذكر والده محمد منصور، قبل أن يسقط مقتولا فى مظاهرة بمنطقة السيوف. يقول محمد ل«الشروق» ابنى كان مازال يدرس بالفرقة الثالثة بكلية التجارة، وكان ناقم على أوضاع البلد التى كان يراها ولدى، مؤكدا أن نجله لم يسبق له الانضمام فى التيارات السياسية حتى يقتل رميا بالرصاص من أولاد بلده، على حد تعبيره. ويضيف محمد ذنب تامر إنه خرج يقول لا للفساد بصوت عالى ضايق المفسدين عشان كده فرغوا أسلحتهم النارية فى رأسه مما أسقطه قتيلا، على حد قوله. ويوضح محمد: فوجئت بما حدث لنجلى الصغير وأصدقائه بسبب مشاركتهم فى المظاهرات، معبرين عن غضبهم وسخطهم من النظام الفاسد، خاتما حديثه: «بأنه لن يسامح قتله أولاد مصر أجمع، مشيرا إلى أنه يصلى يوميا ويدعو لله أن يأخذ شلة الفاسدين إلى نهار جهنم». «أطالع المأساة فى الصبح والمساء، أود أن أبكى ولكن يرفض الإباء، فى عالم يعتز بالرقص على الأشلاء، فليسكر الأعداء بالدماء وليشمت بكم من شاء، فإنهم جميعهم أموات، وأنتم الأحياء»، هذه الكلمات كانت على صدر صفحات كشكول المحاضرات الخاص بالشهيد هشام صبحى أحمد، 22 عاما، طالب بكلية الحقوق، الذى لقى مصرعه برصاصة من قوات الآمن اخترقت صدره، مما أدى لوفاته فى الحال. يروى الأب ل«الشروق»، مأساة نجله، حيث إن هشام قبل استشهاده كان يحلم بأن يصبح وكيل نيابة بعد تخرجه فى كلية الحقوق ولكن كان دائما يقول إنه سوف يتخرج ويبحث عن قهوة مناسبة ليجلس عليها ليفض شحنة متاعب البحث عن وظيفة، مؤكدا أنه كان دوما يؤكد على هشام أن لكل مجتهد نصيبا وربنا هيكون معاه ويحققلوا آماله. «شعب يحترق ليعيش، ولما لا، فالحرية باهظة الثمن، تنتزع ولا توهب»، هكذا تحدث ممدوح شقيق الشهيد كرم توفيق سعد، 22 عاما، الذى لقى مصرعه على يد ضابط قسم شرطة ثان الرمل الذى أفرغ سلاح إلى فى نحو 25 شخصا مما أدى لمقتلهم فى الحال أثناء محاولته الهروب بعد أن قام المتظاهرون بالهجوم على القسم وإحراقه. يقول ممدوح أخى استشهد على يد الضابط مع سبق الإصرار والترصد، ثم فر هاربا ولم يتم القبض عليه بتهمه قتل الأبرياء العزل كل ذلك لأنه الحكومة، على حد تعبيره، مؤكدا أنه هو وشقيقه المتوفى كان ضمن المشاركين فى المظاهرات بمنطقة السيوف وأثناء محاولة الآخرين إحراق القسم وكنا نقف على بعد 5 أمتار من القسم. وختم ممدوح حديثه «ليس يكفينى أن يحيل النائب العام اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية السابق للتحقيق، إنه ليس بوزير للداخلية أو حام للأمن الوطن ولكنه كان مصاص دماء، قتل ابنى واستنزف دماءه»، هكذا عبر الحاج عبدالقادر سلومة والد الشهيد عبدالرحمن، 25 عاما، نجار، عما بداخله من مرارة وأسى وحرقة، إثر مصرع نجله على يد ضابط مباحث الرمل ثان. يقول الحاج سلومة ل«الشروق» قلت لعبدالرحمن ولدى ما تروحش المظاهرات يا بنى إحنا ناس غلابة وملناش فى السياسة على حد قوله لكنه صمم على الاشتراك مع المتظاهرين، مؤكدا أنه لم يعرف القراءة والكتابة لأنه لم يدخل مدارس من قبل، حيث إن مهنة العائلة هى الصنعة. ويضيف الحاج سلومة فعلا نحن ناس غلابة وفقراء ولا نملك إلا قوت يومنا، مشيرا إلى أن المظاهرات أثرت على عملنا وتوقفنا وجعنا أيضا، مما جعل ولدى يقتل على يد الحكومة بسبب أنه شعر بالظلم عندما حرم من عمله الذى كان يتقاضى عليه 20 جنيها يومية.