اتفقت مصادر مصرية وغربية على أن التأخير فى إنهاء الأزمة السياسية التى تضرب مصر حاليا والقيام بنقل محكم للسلطة سيفتح الباب على مصراعيه، على حد قول بعضهم، لنقل غير مبرمج وغير مسيطر عليه للسلطة وأن هذه هى المساحة التى يمكن أن تستغلها جماعة الإخوان المسلمين سياسيا للوصول إلى سدة الحكم وليس لمجرد المشاركة فيه. مشاركة الإخوان المسلمين بصورة ما فى المعادلة السياسية هى الشىء الذى تقر مصادر الإخوان بالمطالبة به التى تبدو بعض المصادر الغربية مدركة لحتميته على ألا تأتى المشاركة للقيادات الإخوانية ولكن لشخصيات مقبولة لدى جماعة الإخوان ولها تفاهم معها. المرحلة الانتقالية كما ترى الكثير من المصادر المصرية والغربية، وبعض المصادر العربية المحدودة، ستشهد انتهاء الحظر الفعلى وإن لم ينته الحظر القانونى على نشاط الإخوان. يقول مصدر مصرى رسمى: «كلما أسرعنا بإنهاء الأزمة قللنا فرص الإخوان، وهذا ما نقوله لأصدقائنا الغربيين، وإن وصول الإخوان للمشاركة فى السلطة فى مصر سيفتح الباب أمام وصول الإخوان للسلطة فى دول عربية أخرى». هذه الحجة، ترد عليها العواصمالغربية الرئيسية المعنية بمصر بأن الأمر يقع فى يد «صناع القرار» المصريين والذين «عليهم أن يأتوا بمخرج من الأزمة يناسب الرئيس مبارك ولا يتسبب له فى إهانة ولكن يسمح بالاستقرار أن يعود لهذا البلد المهم لنا جميعا» على حد قول أحدهم. العواصم العربية التى تدخل بصورة متزايدة على خط التفاوض للخروج من الأزمة المصرية بدأت تعرض خدماتها السياسية للوصول إلى حل «سريع» و«كريم» يحتوى الوضع فى مصر بسرعة بما يسمح بنقل السلطة «للسيد عمر سليمان أو غيره من رجال الدولة المصرية وليس للإخوان». الشكل الأكثر قبولا لوجود الإخوان المسلمين حتى الآن بين أقطاب النظام ورموز المعارضة والعواصمالغربية هو أن تكون هناك شخصيات إسلامية فى الحكومة الانتقالية التى يمكن تشكيلها على أن يكون من بين الشخصيات المقبولة لدى الإسلاميين فى المرحلة المقبلة بعض الوزراء. ويقول مصدر مصرى غير رسمى: «هناك من يتحدث عن سيناريو يكون فيه عدد كبير من الإخوان فى الحكومة أو حتى يكون نائب رئيس الجمهورية من الإخوان، وهذا سيناريو غير قابل للتحقيق، ليس فقط لأن المؤسسة العسكرية غير منفتحة على الإطلاق على هذا السيناريو ولكن لأن المعارضة نفسها التى تبدو فى محاولة لملمة نفسها لن تقبل بذلك». يأتى ذلك فيما نفى مصدر فى الإخوان المسلمين تحدث ل«الشروق» من الإسكندرية قطعيا أن يكون الإخوان المسلمون هم المسيطرون على الساحة السياسية. «كل الناس دى إخوان؟ يا ريت». ويضيف «الإخوان طبعا موجودون وهم قوة حقيقية والقوة الأكبر فى الشارع المصرى من الناحية السياسية والتنظيمية وده صحيح لكن إحنا مش فى المظاهرة دى علشان نوصل للحكم، مش صحيح». الصحيح حسب مصدر من الإخوان المسلمين فى القاهرة أن جماعة الإخوان التى حظر نشاطها لعقود متتالية ترغب بالفعل فى «إزاحة حكم مبارك»، ولكن الصحيح أيضا «أننا نعلم أنه لن يسمح لنا بالوصول إلى الحكم الآن».