روى أهالى ضحايا تفجيرات كنيسة القديسين، شهاداتهم حول الحادث الإرهابى الذى تعرضت له الكنيسة أمس، وذلك أثناء وجودهم فى المستشفى الجامعى بالإسكندرية. وكان المستشفى استقبل نحو 16 مصابا، قبل أن يتحول إلى ثكنة عسكرية تحسبا لأى اشتباكات قد تحدث، خاصة بعد أن توافد على المستشفى المئات من أهالى الضحايا. وقالت زوجة المصاب مجدى بوليس فلتقوس (52 عاما) إنها كانت مع زوجها وعائلتها داخل الكنيسة فى الدور الثانى، لتأدية الصلاة والاستماع للعظة، بينما كان زوجها بالأسفل بمدخل الكنيسة ينتظرها، وأضافت: «فجأة سمعنا صوت انفجار وبدأنا نبتعد عن نوافذ الكنيسة التى تناثر زجاجها فى وجهنا، حينها بدأت فى الصراخ باحثة عن زوجى ثم اتجهت إلى مدخل الكنيسة ووجدته جثة هامدة على الأرض وبجواره الكثير من القتلى والمصابين». وتعالى صراخ نجله المصاب سامى زكريا جندى نوس (58 عاما): «يا حبيبى يا بابا»، «آه آه أخذوك غدر يا حبيبى» وعند التحدث معها قالت إنها لا تريد سوى شفاء والدها. وبينما ظل يكرر والد أحد المصابين جوزيف سعد نيقولا (33 عاما): «منهم لله الكفرة اليهود»، «ربنا يبعث إليهم زلازل يدمرهم» مؤكدا أن وراء الحادث «جهات خارجية». وكان من بين المصابين الذين استقبلهم المستشفى شابان مسلمان، كانا يستقلان سيارة أحدهما للوصول إلى منزلهم أثناء وقوع الانفجار. ومن بين المصابين إسلام عادل الشرقاوى (25 عاما) الذى قال والده إن ابنه كان يستقل سيارته مع ابن عمه المصاب محمد عبدالله الشرقاوى (25 عاما) أثناء عودتهما من مطار النزهة بعد وصول أخته من السعودية التى استقلت سيارة أخرى. وأضاف: «لم أتمالك أعصابى حينما تلقيت الخبر وكنت أحس بعد سماع الانفجار بأن شيئا ما سوف يصيبنا وبعد وصول ابنتى بسيارة أخرى إلى المنزل وتأخر شقيقها وابن عمه دب القلق فى قلبى، وأجريت الاتصال عدة مرات ولكنهم لم يجيبوا فتيقنت أن مكروها أصابهما فتوجهت لمكان الحادث لأجد سيارة نجلى قد دمرت». وقال نجل المصاب أنسى نعيم ميخائيل داود (55 عاما): «والدى دخل غرفة العمليات لإجراء جراحة عاجلة منذ فجر أمس ومازال بالعملية حتى الظهر، وما حدث له يعتبر كارثة ولازلنا لا نصدق ما حدث، وكنا متشائمين من هذه السنة»، وأضاف: «ذهبنا إلى الكنيسة كعادتنا فى بداية كل عام لإقامة الصلاة قبل حلول العام الجديد والاحتفال، وما حدث كان شيئا غير متوقع، ولم نلحظ أى شىء غريب فى مدخل الكنسية آنذاك». وقال أحد أقارب المصاب يوسف فوزى عيسى (20 عاما) إنه كان يرافقه قبل نصف ساعة من الحادث ولم يتوقع ما حدث، (ولكننا كنا نعلم أن هذا اليوم لن يمر، وحدث ما حدث وراح ضحيته الكثير من الأقباط مثلما كان يحدث فى أوائل التسعينيات». وقالت ابنة المصاب ميشيل صادق حبيب (62 عاما ): «والدى فى حالة حرجة وأخاف عليه لأن عمره كبير ويعانى من عدة أمراض ولا يقدر على تحمل هذا الانفجار، ونحن منتظرون هنا حتى خروج والدى بالسلامة، ولن تهدأ نارنا إلا حين يأخذ الجانى عقابه ونأخذ حق جميع الأقباط». أما ناجى عطا الله (65 عاما) وهو المصاب الوحيد فى مستشفى ناريمان فقال: «بعد احتفالنا بليلة رأس السنة كانت بصحبتى حفيدتى، وفوجئنا بصوت انفجار مدوى، وسادت أثناء ذلك حالة من الفوضى والارتباك بين المواطنين بالشارع والمصلين أثناء خروجهم من الكنيسة وبدأت تتساقط الناس فوق بعضهم، الأمر الذى تسبب فى تزايد حالات الإصابات». وأضاف: «أصبت بكسر فى ساقى نتيجة تلك التصادمات فضلا عن إصابتى بشظية فى قدمى نتيجة التفجيرات وهو ما سيحتاج إلى تدخل جراحى وفقا لتعليمات الأطباء، بينما لم تصب حفيدتى إلا بإصابات طفيفة والحمد لله ولم تحتج إلى دخول المستشفى»، وتابع عطا الله: «نعلم جيدا أن ما حدث، المراد منه زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وهو ما سيفشل فيه تماما من خططوا له، خاصة أننا نعلم جيدا من وراء ذلك ونطالب الإخوة المسيحيين بضبط النفس وتفهم ما يحدث جيدا وعدم الانصياع وراء المخطط الذى يريده الإرهابيين، ولفت عطا الله إلى أن المسلمين كانوا أول من يسارعون على إنقاذ المصابين بل يتسابقون من أجل ذلك.