«ده لسه صغير بنجمة.. طيب ماذا سيفعل عندما يعلق النسر».. كانت هذه رسالة لأحد قراء «الشروق» يعلق فيها على تعدى الملازم أول أحمد محمد عبداللطيف من قوة قسم دهب بسيناء على الدكتورة نوال حامد رئيسة قسم الجغرافيا بآداب الزقازيق الأسبوع الماضى. لمن لا يعرف الواقعة، فهى أن الضابط دخل الجامعة مرتديا ثيابا مدنية دون أن يسأله الحرس الجامعى، أين إثبات شخصيتك، ثم دخل مدرج الفرقة الثانية وجلس بجوار فتاة قيل إنها خطيبته، أثناء محاضرة الدكتورة نوال حامد، ثم أخذ يدخن، رغم أن التدخين ممنوع.. إحدى الطالبات طلبت منه أن يتوقف عن التدخين، رفض ووجه إليها ألفاظا نابية، تدخلت الدكتورة ففوجئت به يسبها ويطلب منها ألا تتحدث معه فى الميكروفون. سألته: من أنت وأين إثبات شخصيتك فرد بكل هدوء وثقة بالعبارة الخالدة التى يدمنها معظم المصريين قائلا: «أنا هعرفك أنا مين.. أنا هربى أهلك، ثم اعتدى عليها بالركل «الشلوت» فى بطنها بقدمه اليسرى». حدث هرج ومرج.. استدعت الدكتورة الحرس الذى أغلق المدرج وتم القبض على الملازم، وأحيل إلى محاكمة عاجلة بعد أن قررت النيابة تجديد حبسه. سن الضابط لم تتجاوز 24 عاما وعمر الدكتورة نوال يقترب من الستين، أى أنها يمكن أن تكون أكبر من عمر والدته فكيف فعل هذا الضابط ما فعله؟ لن نلجأ للتعميم كما يفعل البعض ونقول إن كل رجال الشرطة مثل هذا الضابط.. لأننى فى مثل هذا المكان قبل يومين فقط تحدثت عن نموذج محترم للغاية يمثله الملازم أول فارس محمد حسين من مديرية أمن الجيزة، الذى طارد لصا سرق فتاة حتى قبض عليه. إذن جهاز الشرطة قبل أى جهاز أو هيئة أو جماعة به النماذج الجيدة والسيئة. وكثير منا لهم أقارب يعملون بالشرطة، بشر عاديون، يصلون ويصومون ويتألمون ولهم مشاعر إنسانية.. لكن هل الثقافة السائدة فى المجتمع مسئولة عن تجبر وانفلات بعض ضباط الشرطة؟! كثيرون يعتقدون ذلك ويجادلون بأن أى ضابط ما كان ليجرؤ على ارتكاب أى فعل خارج لو عرف أنه سيلقى الجزاء.. لكن فى المقابل فإن البعض يرى أن قلة فقط بين رجال الشرطة هم الذين يسيئون للجهاز بأكمله وأن غالبية رجال الشرطة «حالهم يصعب على الكافر». مرة أخرى.. من المسئول عن الحالة التى وصل إليها هذا الضابط وأمثاله؟! الغريب أن والده هو الدكتور محمد عبداللطيف الأستاذ بنفس الجامعة، والمفترض أن الابن تلقى تربية جيدة، فكيف وصل إلى هذه الحال.. ما هو المناخ والتربية والثقافة التى دفعته للاعتقاد بأن فعلته الشنعاء ستمر من دون عقاب. قبل شهور ركل ضابط إحدى الطالبات بجامعة الأزهر بالزقازيق والآن يتكرر الأمر مع أستاذة جامعية. وبطريقة أكثر من مهينة.. فإلى أين نحن ذاهبون؟!. بدأنا هذه السطور برسالة من قارئ، ونختمها برسالة أخرى من القارئ صالح عبدالفتاح يترجى فيها الدكتورة نوال ألا تتنازل عن القضية حتى لو «رفدوها»، ويترجى رئيس الجامعة د. ماهر الدماطى بألا يتشفع للضابط حتى لو كان والده أستاذا.. ورجاء لوالد الضابط أن يتبرأ من ابنه.. ورجاء أخير من القارئ لوزير الداخلية حبيب العادلى يقول فيه «لا يشرف جهازك أن يكون مثل هذا العاق ضمن أفراده.. ابتره ولك الأجر».