يلجأ الكثير من المتعاملين الأفراد بالبورصة المصرية إلى التداول على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، يراودهم حلم المكسب السريع في وقت قصير، لكن هذه الأسهم عادة ما تتسم بالمضاربات العنيفة مما يعرض صغار المتعاملين لخسائر مؤلمة. ويقول محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار "الأسهم القيادية أصبحت لا تحقق للأفراد المكاسب التي يريدونها، هم يريدون أكبر مكسب ممكن في أقل وقت ممكن". ويتوقع عادل استمرار مسار الصعود للأسهم الصغيرة في 2011 مع اجتذابها مزيدا من أموال المستثمرين. وقال "ستواصل الأسهم الصغيرة الارتفاع في 2011 لزيادة السيولة في هذه الفترة، لأنها تعتبر فترة ما بعد انتهاء الأزمة، وأموال الاستثمار عادة ما تتجه في البداية إلى أسهم المضاربة". من جانبه، يرى إيهاب السعيد عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة في الأوراق المالية، أن التقلبات السعرية للأسهم الصغيرة والمتوسطة مصدر إغراء للمستثمرين. ويتوقع السعيد أن تشهد الأسهم الصغيرة ارتفاعا انتقائيا في 2011 بينما ستلتزم باقي الأسهم بالاتجاه العرضي. وقال السعيد "يهتم نحو 70% من المتعاملين بالبورصة المصرية بهذه الأسهم خاصة وأنهم غالبا ما يكونون متعاملين أفرادا ويميلون لها نظرا لتذبذباتها العالية وهو السلوك الذي يفضله الأفراد". وأضاف السعيد "في بعض الأحيان قد تكون هذه الأسهم -الصغيرة- ملاذا آمنا خاصة في حال تفوقها في الأداء على نظيراتها القيادية، وهو ما ظهر بشدة في الأشهر القليلة الماضية". يقول عمرو فؤاد أحد المتعاملين الأفراد في السوق "الأسهم الصغيرة تحقق طفرات سعرية دون أسباب مبررة". "لو كنت أسعى لربح سريع في الأجل القصير فسأتجه للأسهم الصغيرة. وإذ كنت أنوي الاستثمار فسأتجه للأسهم الكبيرة". ولخص فؤاد أسلوب تعامله في البورصة قائلا "أخرج من الأسهم عندما أخسر خمسة في المائة من نقودي أو عندما أكسب عشرة بالمائة". وتراجع سهم أوراسكوم تليكوم القيادي منذ بداية 2010 وحتى منتصف ديسمبر بنحو 13% بينما صعد سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة 6% خلال نفس الفترة، وفي المقابل حققت أسهم على مؤشر إي.جي.إكس 70 قفزات سعرية هائلة مثل سهم راكتا الذي ارتفع 98.5% والملتقى العربي 95% وكيما 93%. وعن احتمال اتجاه المتعاملين الأجانب للتداول بهذه الأسهم، قال السعيد "بالطبع قد يتعامل الأجانب في بعض هذه الأسهم، خاصة وأن بعضها يتمتع بكفاءة مالية قوية". لكن محسن عادل يختلف مع السعيد قائلا "لا طبعا.. الأجانب لا يهتمون بمثل هذه النوعية من الأسهم". ويضيف "هذه الأسهم غير جاذبة لهم -الأجانب- لقلة نسب التداول الحر بها ولضعف أدائها المالي بجانب مشاكلها الإفصاحية". وعزا عادل جاذبية هذه النوعية من الأسهم للمتعاملين الأفراد إلى أنه في الكثير من الأحيان يسهل لأموال المضاربة تحقيق مكاسب سريعة منها.