بعد الاعلان عن التخلص النسبي من ظاهرة السهم القائد وتركز غالبية التعاملات في سهم واحد .. تحولنا الي ظاهرة اخري ليست بجديدة علي البورصة المصرية الا انه في الفترة الاخيرة زادت حدتها بصورة كبيرة وهي المضاربة علي اسهم الشركات صغيرة الحجم وكذلك الرخيصة مما ادي الي ارتفاعها بقوة رغم ان بعض الشركات المصدرة لهذه الاسهم تحقق خسائر متواصلة. وعلل الخبراء السبب الرئيسي وراء تفشي ظاهرة المضاربة في السوق وابتعاد المستثمرين عن الأستثمار في الأسهم القائدة بأن صغار المستثمرين أصابتهم حالة من الاحباط بسبب الثبات النسبي الذي شهدته أغلب الأسهم القائدة واتخاذها اتجاها عرضيا لفترة طويلة و تحركها في متوسطات ونطاقات ضيقة مع عدم وضوح الرؤية بالنسبة الي اتجاه السوق.. ورغم ذلك أكد البعض أن صعود السوق سيكون من خلال الاسهم الكبري والنشطة وذلك نظرا لضعف تأثير الاسهم الصغيرة في المؤشر ووزنها النسبي الضئيل . ونفوا ما يتردد من شائعات بأن زيادة نسبة تداول المؤسسات وصناديق الاستثمار في الفترة الأخيرة يرجع الي اتخاذها سلوك المضارب واتجاهها للاستثمار في أسهم المضاربة . وأشار بعض الخبراء الماليين إلي أن ما يحدث من مضاربات من قبل صغار المستثمرين الآن هي مضاربات تتم بشكل عشوائي دون توافر البيانات والمعلومات لدي المتعاملين فيها.. وطالبوا الأجهزة الإدارية المسئولة عن سوق المال بضبط عمليات المضاربة، من خلال وضع الضوابط المهمة التي تحول دون تكرار ما حدث خلال مارس 2006. تقلبات الاسهم الكبري من جانبها أشارت مي امام المحلل المالي إلي ان المستثمرين الأفراد يميلون نحو قطاع اسهم الشركات الصغيرة التي تعتبر الاكثر امانا في الفترة الحالية لقدرتهم علي التحكم حيث انها محددة نسب الارتفاع والهبوط بنحو 5% صعودا وهبوطا بعيدا عن تقلبات الاسهم الكبري. واكدت أنه في المقابل قد يشهد قطاع الاسهم الصغيرة ارتفاعات قوية وربما تتضاعف اسعار بعضها وخاصة تلك الأسهم التي لا تزال أقل من قيمتها العادلة ومبنية علي قوائم مالية جيدة وليس مجرد شائعات. واوضحت أن أسعار أغلب تلك الأسهم لا تزال رخيصة مقارنة بالأسهم القيادية مثل سهم أوراسكوم تليكوم وأوراسكوم للانشاء والصناعة وسهم الأسكندرية للحديد والصلب وغيرها من الأسهم الأخري التي تعد أسعارها مرتفعة بالنسبة لصغار المستثمرين الذين يشكلون الغالبية العظمي من التداولات خلال الفترة الحالية. صعود السوق ومن جانبه أكد عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لأدارة صناديق الاستثمار أن صعود السوق سيكون من خلال الاسهم الكبري والنشطة وذلك نظرا لضعف تأثير الاسهم الصغيرة في المؤشر ووزنها النسبي الضئيل. ونفي خليفة ما يتردد من شائعات بأن زيادة نسبة تداول المؤسسات وصناديق الأستثمار في الفترة الأخيرة يرجع الي اتباعها سلوك الأفراد وقيامها بالمضاربة علي الاسهم الصغيرة مشيرا الي أن مشتريات المؤسسات خلال الفترة الماضية تركزت علي الأسهم ذات الأداء المالي الجيد . واكد أن اي صندوق او محفظة استثمارية اجنبية لا تجذبها الاسهم الصغيرة للاستثمار في البورصة المصرية وتركز عادة علي الأسهم القيادية مثل "اوراسكوم تليكوم" قبل اختيار الاسهم الاخري التي ترغب في ضمها لمحافظها الاستثمارية. واوضح خليفة أن السبيل لجذب مزيد من أنظار المستثمرين الأفراد للأسهم النشطة وزيادة السيولة عليها مرة أخري هو الاتجاه الي تجزئة تلك الأسهم المضاربة اسلوب استثمار ومن جانبها اختلفت عنايات النجار استشاري أسواق المال مع الاراء السابقة مؤكدة أنه يجب أن ندرك أنه لا توجد بورصة بدون مضاربة.. فالمضاربة اسلوب للاستثمار في البورصة ولكن لاجال قصيرة بشرط ان تكون المراكز المالية للشركات التي يتم التعامل علي اسهمها جيدة. وأشارت عنايات النجار أن ما يحدث من مضاربات من قبل صغار المستثمرين الان هي مضاربات تتم بشكل عشوائي دون توافر البيانات والمعلومات لدي المتعاملين فيها؛ وهو ما يعني عدم القدرة علي اتخاذ القرارات الاستثمارية السليمة وهو ما يؤدي الي حدوث تقلبات في البورصة قد لا يكون لها أي تبرير أو سند علمي أو واقعي، خاصة في البورصات الناشئة أو الصاعدة مثل البورصات العربية ومعظم بورصات الدول النامية. وأكدت عنايات النجار أن الضحية في النهاية صغار المستثمرين الذين يصابون بخيبة أمل عندما يقوم كبار المضاربين بالبيع وجني الأرباح الطائلة؛ الأمر الذي يترتب عليه انخفاض أسعار الأوراق المالية بصفة عامة، وحينئذ يشعرون بأنهم فقدوا مدخراتهم دون سابق إنذار. ظاهرة غريبة وأكدت عنايات النجار أن من أكبر المضاربين في البورصة المصرية خلال الفترة الماضية هم المستثمرون العرب مشيرة الي أنه في الماضي كان المستثمرون المصريون يحاكون المستثمر الأجنبي في بيع وشراء الأسهم أما الآن فقد أصبح المستثمرون الأفراد أكثر تأثرا باتجاه العرب نحو البيع لأنها حالة نفسية خاصة اننا لم نتخلص حتي الآن من سياسة القطيع التي تسيطر علي تفكير المستثمرين المصريين منذ سنوات. أضافت ان تعاملات المستثمرين العرب غير مؤثرة بالفعل لأنها تبلغ حوالي 20 و25% من حجم التعاملات وبالتالي لا يوجد مبرر لانسياق المستثمرين المصريون ورائهم .. فاذا اشتروا أسهما معينة بكميات كبيرة اشتري المصريون هذه الأسهم؟ واذا باعوها اتجه المصريون وراءهم. ظاهرة غريبة ومضحكة تحتاج الي دراسة الحالة النفسية للمستثمرين المصريين. ضبط عمليات المضاربة ومن جانبه أكد هاني حلمي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية ان المضاربين يستغلون وجود خبر او نبأ او حدث جوهري بشأن احدي الشركات ويبدأون استغلاله وتجنيده لتنفيذ اهدافهم من المضاربات علي هذه الاسهم وايجاد صورة ذهنية لدي السوق بأضعاف اضعاف القيمة الحقيقية لهذه الاسهم . وطالب هاني الأجهزة الإدارية المسئولة عن سوق المال ضبط عمليات المضاربة، من خلال وضع الضوابط المهمة التي تحول دون تكرار ما حدث خلال مارس 2006 والزام الشركات التي ترتفع أسعارها يوميا دون الافصاح عن سبب تلك الارتفاعات الي نشر سبب تلك الارتفاعات ليتمكن المستثمرون من تقييم الاسهم بناء علي معلومات . وأضاف حلمي أن ازدياد روح المضاربة في السوق المصرية يعرقل مواصلة السوق لاتجاهه الصعودي مشيرا الي أن أغلب الارتفاعات التي شهدتها تلك الأسهم مبنية علي شائعات وليس علي ميزانيات قوية فاغلب تلك الأسهم اسهم هجومية اي مثلما تصعد بقوة فان هبوطها يكون مماثلا لنفس قوة صعودها فهي اسهم مضاربات وليست اسهم استثمار. وأكد هاني حلمي ان ما يجري في البورصة المصرية هو امتداد لما حدث في الاسواق الخليجية من خلال اعتمادها وتركزها علي دورات سعرية قصيرة الاجل واسهم المضاربات والابتعاد عن الاسهم القوية والجيدة التي تعتمد علي التحليل الاساسي نظرا لان الاستثمار في اسواق الاسهم العربية بات استثمارا قصير الاجل وليس متوسطا او طويل الاجل.