تعاملات الاشهر الاخيرة في البورصة المصرية اظهرت تغيرا ملحوظا في هيكل التعاملات .. فرغم استمرار ظاهرة السهم الاول في السوق والذي يستحوذ علي نحو 25% من تعاملات السوق .. الا ان هذه الظاهرة لم تعد مصدر قلق للعاملين في السوق في ظل بروز اسهم اخري علي الساحة تنافس هذا السهم القائد في ايام كثيرة وعلي راسها اسهم الغزل والنسيج. ويتربع علي قائمة الأسهم الأكثر تداولا سهم المجموعة المالية هيرمس ليحتل المرتبة الأولي في التعاملات ليأتي من بعده سهم العربية لحليج الأقطان ويأتي بعد ذلك أسهم قطاع الإسكان. فقد كشف التقرير الشهري عن اداء البورصة المصرية خلال شهر اغسطس 2006 عن استحواذ سهم شركة المجموعة المالية - هيرميس القابضة علي 34% من قيمة التداول بالبورصة خلال الشهر والبالغة 22.8 مليار جنيه كما استحوذت علي نسبة 19.4% من كمية التداول . و اشار التقرير الي ان قيمة التداول علي السهم قد بلغت 7.742 مليار جنيه و حجم التداول 186.1 مليون سهم و احتل سهم العربية لحليج الاقطان المرتبة الثانية في قائمة انشط الاسهم من حيث كمية التداول بعد التعامل علي 154.8 مليون سهم بقيمة 2031.1 مليون جنيه ثم سهم النصر للملابس والمنسوجات - كابو بحجم تداول 110.6 مليون سهم بلغت قيمتها 209.5 مليون جنيه. و حل سهم الشركة المصرية للاتصالات رابعا بحجم تداول قدره 647.2 مليون سهم بقيمة تداول تبلغ 51.1 مليون جنيه ثم سهم الشركة القابضة المصرية الكويتية بحجم تداول بلغ 696.8 مليون سهم بلغت قيمتها 46.3 مليون دولار. أشار هاني هنداوي - رئيس مجلس إدارة شركة العروبة لتداول الأوراق المالية- أن هذه الظاهرة طبيعية جدا وموجودة في مختلف الأسواق العربية والعالمية و نظرا لأن السوق المصري يعتبر من الأسواق الواعدة فإنه مر بالعديد من المراحل فيما يتعلق بالاسهم التي تقود السوق وهذا الأمر ليس بجديد بل لو تتبعنا حركة السوق المصري لوجدنا أنه في وقت سابق كان سهم ال CIB هو القائد لحركة التداول اليومية ثم كان من بعده سهم الأهلي سوستيه جنرال ليأتي بعده سهم المحمول الذي قاد حركة التداول لفترة طويلة ليسلم قيادة السوق لسهم الإنتاج الإعلامي الذي كان من أكثر الأسهم تداولا حينذاك إلي أن حدث انهيار تام لسوق الأوراق المالية. وأكد هنداوي انه أحيانا يوجد في الأسواق الأمريكية سهم واحد يتم التنفيذ عليه بنسبة تصل إلي 20 % من حجم التعاملات اليومية وهذا الأمر لا يعتبر عيبا في السوق. وأرجع هنداوي نشاط بعض الأسهم دون غيرها إلي وجود بيانات وتحركات كثيرة للشركة مثلما حدث لسهم اوراسكوم تليكوم الذي مر بالعديد من الأحداث التي أدت إلي نشاط تداول السهم مثل فوزها بعقد تنفيذ شبكة الجزائر وافغانستان وشبكة جنوب ووسط افريقيا بالإضافة إلي اعادة هيكلة الشركة وهو الأمر الطبيعي الذي لابد وأن يجعل من السهم قائد التعاملات اليومية نظرا لوجود بيانات مستمرة عليه مما يضفي عليه حركة نشاط داخل السوق وهو ما يحدث حاليا في سهم المجموعة المالية هيرمس التي تعمل علي زيادة رأس مالها بالإضافة إلي دخولها في مشاريع مستمرة واعادة هيكلة وهو الأمر الذي يؤدي إلي افصاح الشركة عن خططها ومشاريعها مما يدفع المستثمرين للاقبال علي شراء السهم. وأشار هنداوي إلي ان الأمر الذي يحدث في المجموعة المالية هيرمس هو ما يحدث مع العربية لحليج الأقطان التي تحولت إلي شركة قابضة وتعتزم أن يكون نصيبها من صناعة النسيج في الشرق الأوسط ما لا يقل عن 30% وبمجرد اعلانها عن هذه التفاصيل بدأت بالفعل بعقد صفقات مع تركيا وهو الأمر الذي لابد وأن يدفع بحركة السهم إلي قيادة السوق في التعاملات اليومية. وأشار هنداوي إلي ان التعاملات لم تقتصر عند حد تعاملات هيرمس والعربية لحليج الأقطان وانما قطاع الاسكان يشهد حركة تعاملات يومية نشيطة وهو الأمر الذي وصفه هنداوي بانه أمر طبيعي في مختلف الأسواق . وأوضح هنداوي أن الاسهم التي لا تتوافر عليها اي معلومات او بيانات جديدة بطبيعة الحال تمر بحالة سكون نظرا لأن المستثمر يسعي وراء الأسهم التي يوجد دائما بيانات أو أخبار جديدة حولها نظرا لأنها تؤثر في ارتفاع سعر السهم. ومن جانبه أكد محمد ماهر العضو المنتدب لشركة برايم ان ظاهرة نشاط أسهم عن غيرها هي ظاهرة طبيعية نظرا لربحية هذه الأسهم أي هي التي تؤتي ثمارها مع المستثمر خاصة وأنه يسعي إلي تحقيق الربح السريع بما يتحمله من مخاطر واذا اتجه المستثمرون للمضاربة علي الاسهم التي لايوجد عليها بيانات أو أخبار فمن الأحري ان يتجه مستثمرو البورصة إلي الاستثمار خالي المخاطر. وأوضح ماهر ان هناك أسبابا اخري بالاضافة إلي البيانات والمعلومات عن السهم لنشاط الأسهم وهو درجة سيولة السهم في السوق أي هل يمتلكه أفراد أم مؤسسات فعلي سبيل المثال سهم كابو وبولفارا يوجد عليهم اقبال شديد في المضاربة وذلك بسبب وجود عدد كبير من الأسهم مع الأفراد مما يدفع لزيادة نشاط السهم. واستنكر ماهر ظاهرة احتكار بعض الأسهم التعاملات اليومية داخل السوق ووصفها انها ليست ايجابية لانه من المفترض الا يقل عدد الاسهم عن 20 -30 سهما للاستحواذ علي ما يقرب من 80% من التعاملات اليومية للأسهم ولابد للشركات المصدرة للأسهم ان تعمل علي زيادة وعي المستثمرين بنشاط شركاتهم وأسهمها ولابد من توفير الإفصاح اللازم والشفافية التي تعمل علي تداول السهم بطريقة صحيحة كما طالب أيضا بأن فكرة تجزئة السهم هي فكرة إيجابية وتعمل علي نشاط السهم نظرا لأن الأسهم عالية السعر لا تتحرك بنفس المعدل للأسهم الصغيرة مما يؤدي إلي ركود هذه الأسهم علي الرغم من تحقيق مضاعف ربحية عال لبعض هذه الاسهم . وأوضح ماهر ان فكرة استحواذ عدد صغير من الأسهم لا يتجاوز 3 أو 4 علي الأكثر هو مؤشر سلبي لتعاملات السوق ولاسيما وان سوق الأوراق المالية في مصر يحتاج إلي إعادة تنشيط . ومن جانبه أكد وحيد جبر خبير مالي ان السبب في استحواذ بعض الأسهم دون غيرها علي ما يقرب من 80% من التعاملات اليومية هو سيطرة الأفراد بنسبة كبيرة علي الأوراق المالية وهو الوضع الحالي في سهم المجموعة المالية هيرمس والذي يستحوذ علي أكثر من 40% من حجم التعاملات اليومية وذلك نظرا لأن السيطرة علي هذه الورقة للأفراد وليس للمؤسسات مما يدفعهم إلي المضاربة اليومية عليها وهو الأمر الذي أدي إلي خفض السعر السوقي للورقة الذي لايتناسب مع ربحيتها. كما أشار جبر إلي ان قلة عدد الصناديق الموجودة وعدم وجود صناديق جديدة ادي إلي ارتفاع معدل التعاملات اليومية علي سهم دون غيره مما يؤدي إلي تدهور السوق. وحول كيفية التغلب علي هذه الظاهرة أوضح جبر انه لابد من زيادة الوعي الاستثماري للافراد وجلب استثمارات اجنبية للسوق المصري وذلك لان الاستثمار الأجنبي يسير بخطي مدروسة ومحددة مما يعمل علي ضبط آلية البيع والشراء داخل سوق الأوراق المالية. وطالب بتأجيل عملية التسليف بغرض البيع لما لها من آثار سلبية علي حركة التداول اليومية حاليا خاصة وأن السوق يمر الآن بمرحلة التماثل للشفاء ولابد أولا من اكتمال البنية الأساسية للسوق وتصحيح حجم استحواذ الصناديق علي الأوراق المالية بما يقرب من 70% وتعاملات الأفراد بنسبة 30% وهو الأمر الذي يخلق بيئة صالحة للاستثمار سواء كانت للأفراد أو المؤسسات.