ولم يكن غريبا ان يعترف الدكتور هاني سري الدين بان البورصة المصرية تشهد حاليا سيطرة لعدد محدود من الاسهم علي الغالبية العظمي من التعاملات مشيرا الي ان سهمين في السوق يستحوذان علي اكثر من 80 % من اجمالي التعاملات اليومية فيما يستحوذ سهما واحدا علي اكثر من ثلث التعاملات مشيرا في ذلك الي سهم المجموعة المالية هيرميس، وهو الامر الذي دعا رئيس هيئة سوق المال في وقت سابق للقول بأن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الادوات المالية الجديدة والنظم التي من شأنها ان تزيد من نشاط اسهم اخري في السوق، ولكن ظاهرة السهم الواحد هي سمة كل الاسواق الناشئة تقريبا حيث يوجد سابك في السعودية واعمار في الامارات وسوليدير في بيروت، وفي البورصة المصرية تختلف من فترة زمنية الي فترة زمنية اخري حيث كان سهم التجاري الدولي سيد التعاملات قبل عام 2000 ترك بعدها القيادة الي الاعلامي وموبينل في 2000 ليظهر بعد ذلك فارس قطاع الاتصالات اوراسكوم تليكوم الذي ترك الراية لسهم المجموعة المالية هيرميس منذ منتصف العام الماضي، ومع الاحداث التي تشهدها السوق حدد الخبراء شروطا معينة يجب توافرها في السهم كي يكون قائدا للسوق، اولها السيولة وكثرة الانباء وصناع السوق وياتي قبل كل ذلك النمو. نظرة اشمل يقول هاني حلمي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الاوراق المالية انه يجب ان تكون النظرة في البداية اشمل واعم لوضع البورصة وقبلها الاقتصاد بشكل عام، موضحا ان الاضطرابات والتقلبات التي تشهدها السوق في الوقت لا يرجع سببها الي حركة سهم واحد لكن الي اسباب كثيرة منها ما هو ظاهر ومنها ما هو باطن. وأكد ان الاوضاع الاقتصادية ككل جيدة وكل المؤشرات العامة علي الصعيد الاقتصادية تكاد تكون ممتازة، سواء علي صعيد معدلات النمو او استقرار سوق الصرف أو الزيادة الكبيرة في الاحتياطي النقدي او حتي معدلات ربحية الشركات، مشيرا الي ان المشكلة تكمن هنا في عدم استقرار الاوضاع السياسية والمناخ السياسي والحريات، مشيرا الي ان الاصلاحات الاقتصادية تحتاج لسنوات كي تؤتي مردودها لكن الاصلاح السياسي اسرع بكثير حيث تحتاج فقط الي الاعلان عن قرار وهو ما سيؤثر بشكل فعال علي تعاملات البورصة الاكثر حساسية. واوضح ان الحلول الاقتصادية تحتاج لفترات طويلة وسنوات كي تؤتي ثمارها لكن الاضاع السياسية وأزماتها تحل بقرارات واجراءات يتم اتخاذها في اي وقت. وقال ان المشلكة ربما تكمن في انه عندما يبدأ الاصلاح السياسي يكون الاقتصاد قد اتخذ اتجاها مغايرا. وبالنسبة لتعاملات البورصة بشكل مباشر.. فقد اشار رئيس مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الاوراق المالية الي أنه يعد السهم الوحيد الذي يمكنه ان يعوض خسائر المستثمرين نظرا لانه السهم القائد في السوق اضافة الي سيولته المرتفعة ووجودة في اغلب محافظ المستثمرين، لافتا الي ان السهم يبدوا انها بدأ يتخذ شكل الاستقرار مع ارتفاع احجام التداول علي السهم في نطاقات سعرية ضيقة خاصة بعد اضافة اسهم الزيادة، كما انه لا تاثير لاي اخبار ايجابية في الوقت الحالي. واوضح ان السهم يكون اكثر الاسهم صعودا في حال صعود البورصة واكثرها هبوطا في حال الهبوط،، ورأي انه لا توجد اي بوادر لافول نجم السهم في السوق علي المدي القصير، لكنه بدأ يتخذ خطوات افوله علي مدي زمني اطول حيث دخل في بداية مرحلة النهاية كما حدث مع سهم اوراسكوم تليكوم وذلك من خلال الدخول في مرحلة التشتيت التي دخلتها اوراسكوم تليكوم عبر توسعاتها الكثيرة واسواقها ودخولها اسواق وخروجها من اخري وهو نفس الدرب الذي بدات تدخل فيه المحموعة المالية هيرميس من خلال اضافة نشاط المصارف والاتصالات وغيرها. ليس عيبا في السهم عادل عبد الفتاح رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية الامريكية لتداول الاوراق المالية اعتبر من استحواذ سهم هيرميس علي غالبية تعاملات السوق وتأثيره الكبير في تحديد اتجاهات السوق ليس عيبا في السهم انما هي مشكلة المستثمرين الذين يركزون اهتمامهم في سهم واحد، مشيرا الي ان حل ذلك يتمثل في تكوين قطاع كامل في نفس نشاط المجموعة المالية هيرميس وذلك من خلال تشجيع شركات السمسرة علي قيد وادراج اسهم شركات الوساطة في البورصة وهو ما سيتيح للمستثمرين فرصة التنويع والاختيار بين اكثر من بديل. ولفت الي ان سهم هيرميس يتسم بالسيولة المرتفعة والاخبار المتوالية وهو نفس الوضع بالنسبة لسهم اوراسكوم تليكوم في السابق، مشيرا الي ان السهم اصبح من الاسهم المفضلة لدي الافراد ومع كثرة وسيطرة الافراد في البورصة تحول السهم الي سهم مضاربة بشكل كبير، كما ساعد نظام التداول بالبيع والشراء في ذات الجلسة الي زيادة حدة هذه المضاربات.