داخل طابور مكتظ بالناخبين من مختلف الأعمار أمام قسم شرطة السيدة زينب، التفت الرجل إلى جاره الشاب متسائلا: هو أنا لو ما عنديش بطاقة انتخابية أقدر أطلعها دلوقتى؟». رد الشاب: «لأ، لكن تديهم البطاقة وهم يطلعوا لك رقم انتخابى حالا». يصمت الشاب قليلا ويكمل جملته» ربع ساعة تاخد الرقم، تدخل تنتخب، تاخد ال100 جنيه بتاعتك وتمشى. يصطف الناخبون أمام ملازم أول يجلس أمام شاشة الكمبيوتر، يتأكد من خلاله من انتماء الناخبين للدائرة، ويعطيهم أماكن اللجان وأرقام التصويت. الشاب العشرينى جاء بميكروباص من عشرات الميكروباصات المحملة بأهالى قلعة الكبش ودارالسلام للتصويت فى لجان السيدة زينب بمدرستى محمد على والتجارية بنات، على بعد أمتار من قسم الشرطة. الميكروباصات بدأت فى التوافد على اللجنة مكدسة عن آخرها بالناخبين بدءا من الساعة التاسعة والنصف صباحا دون انقطاع، حاملة لافتات التأييد لمرشح الوطنى فتحى سرور. يشرف الشاب على تصوير بطاقات الأهالى والذهاب بها إلى قسم الشرطة لاستخراج الأرقام ثم توزيعها على الأهالى. وبعد التأكد من أنهم قد أعطوا أصواتهم للمرشح المحدد، يرشدهم إلى شارع خلفى لا يبعد كثيرا عن اللجنتين ليقابلوا هناك من يتولى توزيع الأموال على الناخبين، والتى تتراوح بين 50 جنيها و100 جنيه، طبقا لمدى مجهود الناخب فى إحضار المزيد من أصدقائه وعائلته للجنة. أمام المدرستين تتنافس دعاية مرشحى الوطنى محمد طلعت وفتحى سرور ضد دعاية الإخوانى عادل حامد. يقف 6 من متطوعى الإخوان حاملين دعاية لافتات عادل. يشير أحدهم إلى رجل مسن بجلباب بنى يخرج من اللجنة، «الراجل ده دخل قدامنا انتخب 4 مرات. ما فيش حبر فوسفورى والدنيا بايظة». المتطوع الذى رفض ذكر اسمه «الفلوس بقت فى الشوارع علنى، مافيش أى لازمة إنهم يستخبوا وهمه بيوزعوها»، ويشير بيديه إلى المتورطين فى المؤامرة من بين زحام مئات الناخبين المتزاحمين على باب المدرسة. على المقهى المواجه لمدرسة محمد على، تجلس امرأة محجبة ترتدى نظارة شمس، وتخرج من حقيبة يدها رزمة نقود بأكثر من 4 آلاف جنيه وتبدأ فى عدها على مهل، «دى الست اللى معاها الفلوس كلها»، وأمام باب المدرسة رجل يرتدى بدلة بنية اللون ونظارة شمس، يتولى تحفيظ الناس أسماء المرشحين وشعاراتهم. أما الرجل ذو التى شيرت الأحمر الذى يقف بين المقهى والمدرسة فيتولى توزيع النقود للناخبين، وبين الحين والآخر يشير إلى أحد معاونيه للذهاب لعمارة سكنية مجاورة يملكها أحد المرشحين، ليأتى من هناك بالمزيد من الملصقات الدعائية واللافتات والتيشيرتات. الثانية عشرة ظهرا، بدأت علامات الحبر الفوسفورى تظهر على أيدى الناخبين، بعد 3 ساعات من التصويت «شفت موقف غريب مش مطمن له»، والحديث لمحمد حسنى، المراقب الانتخابى التابع لمبادرة «بادر وشارك». يقول محمد إنه رصد رجلا يخرج من مدرسة محمد على وعلامات الحبر الفوسفورى على 4 أصابع، وفور خروجه من اللجنة أخرج صور بطاقات شخصية ومزقها، «يعنى تقريبا انتحل شخصيات ناس تانية». لكن المخالفات التى تأكد منها حسنى، كانت غياب القوائم التى تحمل أسماء الناخبين عن لجان دائرة السيدة زينب كلها، «ولما فتحى سرور دخل يدى صوته فى مدرسة الخديوية، قفلوله اللجنة لحد ما يخلص، وده مخالف للقانون». يقف متطوعو الإخوان فى صمت وعلى وجوههم ملامح الوجوم. يحملون اللافتات ويوزعون بعض الأقلام المطبوع عليها مواد دعائية لا تجذب الكثير من الانتباه، فى مواجهة طوفان من مؤيدى المرشحين المنافسين الذين يتوافدون على اللجان فى مجموعات لا تقل عن 15 ناخبا فى المرة الواحدة. يقول المتطوع بأسف «لا حول ولا قوة إلا بالله، الفساد بقى عينى عينك». فى ذات اللحظة على قناة الجزيرة مباشر، كان أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، يشن هجوما حادا على الإخوان المسلمين لمشاركتهم فى انتخابات تمنحهم الشرعية، على حد قوله. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر