أكثر من 40 مليون مصرى يمتلكون الحق فى الخروج اليوم من منازلهم باتجاه صناديق الانتخابات لاختيار نواب جدد يشغلون مقاعد مجلس الشعب. ويدخل النظام السياسى مع انتخابات اليوم ثلاثة اختبارات كبيرة، ما بين الحصول على «اعتراف» بنزاهة العملية والخروج من عمليات التصويت بنتيجة سياسية «مطمئنة». لكن الرهان الأهم هو تحقيق نسبة مشاركة كافية تمنح الانتخابات صفة الشرعية. الفزع لدى دوائر الحكم أن تسجل انتخابات الشعب على غرار سابقتها فى نتيجة سلبية. غياب للمواطنين تدعمه أرقام رسمية وأخرى لمنظمات حقوقية حول نسب مشاركة ضئيلة، لا تتجاوز ربع المسجلين فى الكشوف الانتخابية. كشوف تحتاج إلى «تنقية» وتضمن إلا 75% تقريبا ممن يحق لهم التصويت. أعداد كبيرة غير مسجلة وغالبية المسجلين لا يشاركون، هذه هى الصورة، التى دفعت الحكومة للنزول «بثقلها» عبر حملات غير مسبوقة فى وسائل الإعلام ونداءات للناس بالخروج. تبعها جدل درامى شائك عبر انتقادات أحيانا لاذعة «للمشككين» فى نزاهة العملية ولدعوات المقاطعة. شرائح الشارع السياسى المصرى تبدو عازفة، هذا هو الواقع. والأسباب لا تختلف كثيرا باختلاف التيارات والطبقات وتندرج معظمها تحت شعار «صوتى لن يغير شيئا». الحكاية بدأت بالكسل «على مدار عمرى لم يكن لى صوت فى الانتخابات ولم أعلم أبدا فى أى منطقة سكنت فيه من هو نائب مجلس الشعب عنها. الحكاية بدأت بالكسل إنى اذهب لاستخراج بطاقة انتخابية ثم أتعودت على إن يوم الانتخابات أظل قابعا فى البيت. عرفت فقط هذه الأيام من الفضائيات أن هناك انتخابات وأن مجلس الشعب مرت عليه 5 سنوات وخلص. اليفط التى ملأت الشوارع كأنها للاتحاد القومى فى الخمسينيات. لا أعلم من هؤلاء وما هى وظائفهم. والأجيال الشابة هى الأولى بمناقشة جدوى الذهاب للانتخابات من عدمه. إبراهيم عبدالمجيد كاتب وروائى الصناديق تملأها العفاريت «لن أشارك فى إعطاء شرعية لفاقدى الشرعية والأهلية ولمن ارتكبوا فى حق الشعب المصرى جرائم إهدار واهانة واستذلال وتبديد عناصر القوى، التى كانت تمتلئ بها هذه الأرض. لن أشارك فى دعم اختطاف مصر لتبقى فى المغارة سنوات تضاف إلى الثلاثين سنة الماضية. لن أشارك فى دعم ادعاء من صنعوا كل هذا الفشل بإمكانية أن يقودوا لاستيقاظ هذا الوطن. فى سنوات ماضية حاولت وشاركت وأدركت حقيقة الأمر أدركت أن الصناديق تملأها العفاريت. العملية الانتخابية واجهة مزيفة لديمقراطية غير حقيقية وإلا كانوا قبلوا بضمانات لسلامة الانتخابات كما أخذت بها ديمقراطيات محترمة مثل الهند. لكن التزوير تأكد أنه إكسير الحياة الذى لو رفع عن الحزب الحاكم لفقد الحياة». سكينة فؤاد كاتبة وناشطة سياسية يوميات مرشح الأرياف «لا يوجد لدىّ وقت أضيعه فى تمثيلية. الوضع السياسى لم يطرأ عليه أى تغيير منذ 50 سنة والنتائج مقررة سلفا. أنا غير معترف بالإدارة الممثلة فى الحزب الوطنى، وأيضا أنا ضد الإخوان المسلمين. يعنى لا أنا مع الحزب الحاكم ولا مع المعارضة. الوجوه اما مرشح بدقن واما مرشح حوله شكوك انه من المافيا. كنت اتمنى أن جيلنا يعيش حتى يجد لصوته قيمة. كنت اتمنى ان تكون فى مصر حياة سياسية حقيقية واحترام لصوت الناخب. أنا أقول هذا وأنا آسف للواقع الحالى. توفيق الحكيم لخص الوضع القائم فى مشهد من أجمل المشاهد فى «يوميات نائب فى الأرياف». «المأمور استلم صناديق الانتخابات وقال: أترك الناس تقول رأيها وتنتخب على كيفها لغاية ما تتم عملية الانتخابات وبعدين أقوم بكل بساطة شايل صندوق الأصوات وأرميه فى الترعة وأروح أحط مكانه الصندوق اللى احنا موضبينه على مهلنا». جمال الغيطانى روائى وصحفى ذهابك زى عدمه «أى انتخابات؟ ما تريده الحكومة هو ما يحدث. طول عمرهم بيزوروا وعندما تكلم القضاة وأزعجوهم، شالوهم. أنا شاركت مرة واحدة فى ثانى استفتاء على رئيس الجمهورية وأعطيته صوتى، ثم توقفت». الحاجة الوحيدة الصح هى المقاطعة. اذا لم نذهب جميعا واعترضنا لن يجرؤ أحد على التزوير. وكفاية كلام لا معنى له عن الجهاد والإيجابية من أجل التغيير. ذهابك زى عدمه. التغيير بأنك تأخذ موقفا. بس مين يسمع». سحر كامل موظفة بوزارة المالية أسباب جديدة للمقاطعة «لم يحدث أن شاركت فى أى انتخابات فى حياتى لان كل الانتخابات التى عاصرتها تمت فى ظل نظام ثورة يوليو ومنذ هذا التاريخ لم يشهد البلد انتخابات حقيقية. وإذا كان يوجد مبرر أو اثنان فى المرات السابقة للمقاطعة هذه المرة توجد عشرات الأسباب. كل المؤشرات تقول إن هذه أسوأ انتخابات ستشهدها مصر وأتوقع للأسف ان تكون غير نزيهة وغير دالة على موقف الشعب المصرى، بحكم الظرف الحاصل. فالحزب الوطنى مصر على الاستمرار فى الحكم منفردا ومصر على رفض أى شكل من أشكال الرقابة وعلى نوعية من المرشحين للسيطرة الكاملة على الانتخابات. وهذا موقف يتسق مع موقف الغالبية العظمى من الجماهير العازفة عن المشاركة، والتى لا تنظر بجدية للانتخابات». أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبة الديمقراطية أزمة فى الگراسى «المقاطعة ليست هدفا فى حد ذاتها وإنما بداية لآلية أخرى كان يمكن أن يكون حزب الوفد بوتقة لها تقود عمل وتظاهر سلمى للضغط على نظام الحكم كى يستجيب للراشدين فى هذا البلد. أنا أكثر يقينا من أى وقت مضى أن موقفى بالمقاطعة هو الأصح. هذه الآلية، أى الانتخابات، استنفدت وسائلها. لقد يئست من هذه الآلية لتغيير النظام فى مصر. حزب الوفد فقد 40% من نوابه بين عام 1984 و1987 أى أن معدل التراجع قبل قرار المقاطعة بثلاث سنوات. المشاركة فى الانتخابات فى الثمانينات ربما كانت مقبولة لإعطاء فرصة للحكم الجديد، وكانت دماء الرئيس السادات باعثا على الإصلاح من الداخل ولم يكن سوء إدارة الاقتصاد افرز بعد مجموعة المليونيرات التى تحكم اليوم. ربما كانت نزاهة الحكم أكبر بكثير من الآن». محمد صلاح الشيخ أمين مساعد حزب الوفد فى الجيزة العملية فضيحة كاملة «ليس لدىّ ثقة لأى نتيجة الانتخابات. والدولة لا تنفذ أحكام القضاء فيمن يتم قيده ومن يمنع وبالتالى أى انتخابات ستكون باطلة وليس لها قيمة. والعملية الانتخابية نفسها سوف يشوبها تزوير مؤكد. وإعطاء الصوت يبدو مضيعة للوقت ويعطى مشروعية للتزوير. العملية فضيحة كاملة والتزوير مفضوح محليا ودوليا، الكل بيتكلم عن تزوير الانتخابات فى مصر. كنت دائما أشارك فى الانتخابات حتى عام 2005، كان عندى أمل يكون الموضوع حقيقيا فى دائرة أو اثنتين وكان هناك احترام معقول لحكم القضاء. هذه المرة يوجد استهتار شديد وبالغ بما يصدر من المحاكم والدولة وصلت لدرجة عالية من الاستهتار بالناس والقانون كأن مصر دولة تحكمها شريعة الغاب لا قيمة للقضية، التى تكسبها بالقانون». محمد أبوالغار طبيب وناشط سياسى ولا اخواتى ولا ولادى «معنديش بطاقة من الأصل ولا حد من اخواتى ولا ولادى. عمرى ما رحت شوفت الصندوق، أصل محدش بيعمل حاجة. والله لو بيخدموا كنا رجنا انتخبنا. دول بيختفوا بعد الانتخابات ومحدش بيشوفهم». سيد عبدالعزيز كوافير تاعبين نفسهم وبس «الحزب الوطنى بيبعتلنا فى شبين القناطر بطاقة عليها رقم الدائرة واسم المدرسة اللى نروح ننتخب فيها والرمز علشان ننتخب مرشح الحزب. تاعبين نفسهم وبس. لكن عمرى ما رحت ولا أبويا عمره راح». أحمد الور حارس أمن