انطلقت اليوم انتخابات مجلس الشعب لاختيار أعضاء البرلمان المصري 2010 والذي لا يمكن وصفه إلا "بيوم الحسم في عرس الديمقراطية" حيث لم تشهد مصر علي مر التاريخ ما شهدته فترة الاستعداد لهذه الانتخابات من حرية للتعبير عن الرأي وفرصة حقيقية أتيحت لكافة المرشحين المستقلين والأحزاب علي حد السواء.. فرصا في كافة وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وبمساحات متساوية ليعرض فيها كل مرشح برنامجه الانتخابي ورؤاه. ولم تتم مصادرة رأي والمهم أن النجاح سوف يحالف من استطاع أن يفوز بثقة المواطن وحرصه علي التوجه إلي صندوق الاقتراع للتصويت لصالحه لأن نتيجة الانتخابات ستأتي معبرة عن رأي المواطن واختياره لمن يريد أن يمثله تحت قبة البرلمان. في الثامنة من صباح اليوم بدأت اللجان الفرعية التي تجري فيها عملية التصويت في استقبال المواطنين بعد أن اتخذ رؤساء تلك اللجان الاجراءات القانونية في تشكيل جمعية الانتخاب بحضور مندوبي المرشحين وتحرير محاضر فتح الصناديق بعد جرد بطاقات الاقتراع في كلا المظروفين الخاص أحدهما ببطاقات الاقتراع علي المقاعد العامة وتحمل بطاقة التصويت فيها اللون الأبيض والمظروف الثاني يحمل بطاقات الاقتراع علي مقاعد المرأة وتحمل اللون السماوي. ونظرا لعدم اكتمال مندوبي المشرحين في بعض اللجان فقد تأخر بعض الوقت فتح باب التصويت في عدد من اللجان حيث قام رؤساء هذه اللجان باستكمال جمعية الانتخاب من بين المقيدة أسماؤهم في هذه اللجان وذلك طبقا للقانون وقد استكملت جميع اللجان الاجراءات القانونية وبدأت عملية التصويت بها ويبلغ عددها 44 ألفا و500 لجنة فرعية باجمالي عدد صناديق يبلغ 89 ألف صندوق حيث تم وضع صندوقين بكل لجنة أحدهما مخصص للمقاعد العامة والآخر لمقاعد المرأة. كانت مديريات الأمن بالمحافظات والأماكن التي تم اختيارها لتجميع رؤساء اللجان والأمناء قد تحولت أمس إلي خلية نحل حيث قام ضباط قطاع الشئون الادارية ومن تم انتدابهم للعمل في هذه الادارة وتحت الاشراف المباشر لمديري الأمن في تسليم رؤساء اللجان الفرعية المظاريف الخاصة بكل لجنة حيث تسلم كل رئيس لجنة مظروفين أحدهما به بطاقات التصويت علي المقاعد العامة والآخر خاص ببطاقات التصويت علي مقاعد المرأة.. كما تسلم كل رئيس لجنة مظروفين بكل منهما كشف بأسماء الناخبين في لجنته الفرعية ومظروف آخر به المساعدات الأخري كالحبر الفسفوري. ودليل الناخب الذي توجد به كل الضوابط الخاصة بعملية الانتخاب وأيضا الشمع الأحمر وقطعة القماش التي سيغلق به الصندوق في السابعة مساء بعد انتهاء عملية التصويت. مع بزوغ ضوء صباح اليوم تم نقل رؤساء اللجان والأمناء بالسيارات المخصصة لهذا الغرض كل إلي مكان اللجنة الفرعية المسئول عنها.. وقد قام رؤساء اللجان بفحص مقر اللجان والمنطقة المحيطة بها والتأكد من أن اللجنة ليس لها سوي مدخل واحد وأنها آمنة ولا يستطيع أن يدخلها أحد إلا من هذا المدخل وأن الاضاءة بها كافية وبها مكان يسمح للناخب أن يدلي فيه بصوته دون أن يراه أحد بعد أن تم عمل ستارة تضمن ذلك كما تأكد رؤساء اللجان من سلامة الصناديق الزجاجية المعدة لعملية التصويت. وقد قام أعضاء اللجان القضائية المشرفة علي الانتخابات بمعاينة مقر اللجان والتأكد من استيفائها للشروط الواردة في القانون والضوابط التي أقرتها اللجنة العامة للانتخابات والتأكد من تواجد رجال الأمن خارج اللجان لتأمينها وحمايتها من الخارج فقط وقد قام أعضاء اللجان القضائية أيضاً بمعاينة المقار التي سيتم فيها عملية فرز الأصوات والتأكد من تجهيزها من حيث الإضاءة والمقاعد المخصصة لرؤساء وأمناء اللجان الفرعية ومعاينة الفضاء الخارجي والتأكد من ضمانة تأمين المكان بواسطة رجال الشرطة الذين تواجدوا بالفعل في هذه الأماكن منذ الصباح الباكر وسوف يتم تكثيف التواجد الأمني بمقار الفرز مع انتهاء عملية التصويت ونقل الصناديق اليها. صرح المستشار سامح الكاشف المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات بأن المستشار السيد عبدالعزيز عمر رئيس اللجنة العليا للانتخابات جدد دعوته إلي جموع المواطنين المصريين الذين لهم حق التصويت في هذه الانتخابات والذين يبلغ عددهم 41 مليوناً بمن فيهم المقيدون تلقائياً حتي مواليد يناير 1992 بضرورة المشاركة وعدم الانصياع إلي دعوات المشككين في نزاهة الانتخابات مؤكداً ان صوت المواطن الذي سيتم وضعه في الصندوق الانتخابي سيكون الفيصل والحكم في اختيار النائب الذي سيمثله تحت قبة البرلمان. أضاف المستشار الكاشف ان المواطن الذي سيتوجه للجنة الانتخابات للإدلاء بصوته عليه ان يثبت شخصيته بأي مستند رسمي مثل الرقم القومي أو جواز السفر أو رخصة القيادة وحتي يمكن ان يدلي بصوته إذا ما أقر المندوبون عن المرشحين أو عدد منهم أنه صاحب الاسم المدون في كشف الناخبين وليس شرطاً وجود البطاقة الوردية. أوضح المستشار الكاشف انه لن يسمح لأي من المرشحين أو الناخبين أو المندوبين بحمل أي نوع من أنواع الأسلحة النارية أو البيضاء ويعرض نفسه للمساءلة كل من يتمسك بذلك ومن حق رئيس اللجنة منع من يحمل أي سلاح بدخول اللجنة وتحرير المحضر اللازم في حالة اصرار حامل السلاح علي التواجد في جمعية اللجنة. أكد المستشار الكاشف ان اللجنة كانت قد انتهت الليلة الماضية من كافة الترتيبات اللازمة التي تضمن خروج انتخابات مجلس الشعب عادلة ونزيهة وان اللجنة حريصة علي ان يستخدم الناخب حقه الانتخابي في اختيار المرشح الجدير بتمثيله داخل البرلمان. أضاف ان الانتخابات ستجري في 254 لجنة عامة تضم 44 ألفاً و500 لجنة فرعية علي مستوي الجمهورية تحت إشراف قضائي علي اللجان العامة يشارك فيه 2286 قاضياً إلي جانب 267 ألف موظف من العاملين في الحكومة والهيئات والمؤسسات العامة لتولي مهام رئاسة وعضوية اللجان الفرعية وتدور المنافسة في هذه الانتخابات علي 4661 مقعداً لابد ان يتحقق لنصفها علي الأقل الفوز من يبن العمال والفلاحين ومن بينها 378 مقعداً للمرأة ويشارك في هذه الانتخابات الأحزاب السياسية الأخري إلي جانب الحزب الوطني بمرشحين يصل عددهم إلي 5093 مرشحاً ومرشحة وأنه في حالة الإعادة ستجري الانتخابات يوم الأحد القادم 5 من ديسمبر.