فى السادسة مساء يوم 10 مايو عام 1907 عقد مجلس إدارة النادى الأهلى اجتماعه الأول فى منزل رئيسه ميتشل أنس بالجيزة، وبحضور إسماعيل سرى باشا، وأمين سامى باشا، وعمر لطفى بك، ومحمد أفندى شريف السكرتير. وتم تحرير محضر اجتماع المجلس باللغتين العربية والفرنسية. وهو المحضر الأول والوحيد الذى استخدمت فيه لغة أجنبية. يعمل الأهلى بشكل مؤسسى منذ يومه الأول، ومازال كذلك حتى اليوم، فأين تلك الجهة الرياضية التى تحتفظ بمحاضر مجلس إدارتها بما يزيد على المائة عام؟ جزء من هذا العمل المؤسسى يكمن فى الحفاظ على أسرار النادى، وعدم إعلانها كبرت أو صغرت، إلا حين يريد الأهلى.. فلا يمكن مثلا أن تنتزع كصحفى أو كصديق، من حسن حمدى أو من محمود الخطيب أو من أى عضو بالمجلس معلومة تتعلق بقرار يستعد النادى لإصداره وهذا من أهم أسرار الأهلى.. إلا أن الأسرار تعلن حين لم تعد أسرارا. يوم الخميس الموافق 13 نوفمبر عام 2003 عقد مجموعة من مجلس إدارة النادى الأهلى اجتماعا وديا لبحث تداعيات الهزيمة أمام الإسماعيلى صفر/4 فى دورى أبطال العرب وكانت الخسارة الخامسة للفريق واستمر اجتماع المجلس 13 ساعة كاملة حيث بدأ فى الثانية عشرة ظهرا وانتهى فى الواحدة بعد منتصف الليل بقرار تعيين فتحى مبروك مديرا فنيا وتكليفه بتشكيل الجهاز الجديد بعد إقالة المدرب البرتغالى تونى أوليفيرا وجهازه. كان بعض أعضاء مجلس إدارة الأهلى شركاء فى قرار إقالة أوليفيرا عام 2003، إلا أن التقليد السائد منذ سنوات هو أن تظل قرارات كرة القدم فى يد لجنة الكرة وحدها.. وهذا يبدو تكليفا للهواية بإدارة الاحتراف.. فإذا كنا نرى أنه من المستحيل أن تتكرر تجربة فريق التلامذة فى مطلع السبعينيات فى الوقت الراهن، بفرضية الحاجة إلى تكرارها، فإن الأهلى عليه أن يدرس مسألة تشكيل إدارة محترفة لشئون كرة القدم، وتتكون من شباب متصل بالعالم وبالعصر، ويعلم بكل عناصر اللعبة وبالمدربين الأجانب وباللاعبين وبأسعارهم، وكيفية تسويق الفريق، الذى يعد منجما بجماهيره وبشعبيته.. لأنه لا يجوز أبدا أن يتحرك الأهلى للاتصال بمدرب عبر مدرب آخر سابق أو صديق، ولا يجوز للأهلى أن يستند على تمويل رجال الأعمال لصفقاته وأجهزته الفنية، ثم إن جزءا مهما جدا من العمل المؤسسى يعنى تفرغ مجلس الإدارة للسياسات، بينما يمسك بالعمل التنفيذى أجهزة معينة ومحترفة يمكن أن تحاسب، وإلا من يحاسب لجنة الكرة على اختياراتها من مدربين أجانب أو مصريين أو من لاعبين مصريين وأفارقة محترفين.. من يحاسبها فى تلك الحالة وعفوا.. هل يملك أحد داخل المجلس، أن يحاسبها أو أن يسألها.. وهل نحن مازلنا فى زمن لجنة الكرة فى عصر الاحتراف؟! يبقى تعليق تمتزج فيه خفة الظل بالرفض، وهو لزميل تساءل متعجبا عن أسباب اهتمام الإعلام الشديد باستقالة البدرى بعد هزيمة الأهلى من الإسماعيلى، حيث قال: «ناقص أن تذيع صوت العرب أغنية عدى النهار بعد التعليق على أول مباراة للأهلى»! أعتقد أن الأهلى «عدى الأزمة»!
