وسط اتهامات متبادلة بين حركتى فتح وحماس بتعذيب أنصار كل منها على يد الأخرى، تحدثت الفايننشيال تايمز عما قالت إنها دلائل على تعرض معتقلين فى سجون الضفة الغربيةالمحتلة للتعذيب من جراء تعاطفهم مع حماس، المسيطرة على قطاع غزة منذ يونيو 2007. وهو ما نفاه عميد فى الأمن الوطنى الفلسطينى فى تصريحات ل«الشروق»، متهما الصحيفة البريطانية ب «بالكذب»، ومتهما إسرائيل بالوقوف خلف مثل هذه التقارير الغربية لتعميق الانقسام بين غزة والضفة. فتحت عنوان «تزايد مزاعم التعذيب فى الضفة الغربية»، قالت الصحيفة فى تقرير لمراسلها من بيت لحم، توبياس باك، إن بدر أبوعياش (42 عاما)، وهو محلل سياسى، اعتقل من قبل قوات الأمن الوقائى التابعة للسلطة الفلسطينية فى الرابع والعشرين من سبتمبر الماضى؛ بسبب «صلاته المزعومة بحركة حماس»، وقد مُنعت أسرته من زيارته. وبحسب معتقلين سابقين، فإن المتهمين بالانتماء لحماس يجرى تعذيبهم بشكل ممنهج، ويحرمون من الأدوية ووسائل الراحة الضرورية، مثل الأغطية. وزادت الصحيفة أن هناك اتهامات بتعرض معتقلين للتعذيب خلال استجوابهم بطرق مختلفة، مثل «الشبح»، أى تكبيل يدى المعتقل خلف ظهره لفترات طويلة. ووفقا للصحيفة فإن وتيرة هذه الاتهامات تتزايد بشدة؛ ما دفع منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية للقول الشهر الماضى إن «تقارير التعذيب على يد قوات الأمن الفلسطينية تتوالى بكثرة». كما صرحت مديرة «ديوان المظالم»، هيئة فلسطينية مستقلة لحقوق الإنسان، المسئولة عن تحرير شكاوى عن التعذيب ضد السلطة، راندة سنيورة، بأن الهيئة تلقت شكاوى عن التعذيب فى أكتوبر الماضى أكثر من أى شهر آخر منذ بدء عملها منتصف 2009، مضيفة: «نحن فى وضع قاتم للغاية.. أخشى أن يصبح التعذيب ممنهجا». ورأت الفايننشيال تايمز فى التعذيب محاولة من السلطة، التى تهيمن عليها حركة فتح بقيادة رئيس السلطة محمود عباس (أبومازن)، لإظهار القوة فى مواجهة «تهديدات» حماس. ونقلت عن مدير «منظمة الحق»، المعنية بحقوق الإنسان والتى تتخذ من رام الله مقرا لها، شوان جبرين، قوله: «أخشى أننا نتجه إلى دولة بوليسية». أما «هيومان رايتس ووتش» فترى أن أكثر ما يثير المخاوف هو أن المسئولين عن التعذيب «يفلتون من العقاب على نطاق واسع». غير أن العميد فى الأمن الوطنى الفلسطينى، رياض الحلتوى، وصف كل ما ذكرته الفايننشيال تايمز بأنه «إدعاء وكذب يستهدف تعميق وإدامة الشقاق مع أشقائنا فى غزة». ومضى العميد الحلتوى قائلا ل«الشروق»: «أحيانا تأتى وفود أجنبية لزيارة سجون الضفة، ثم نكتشف أنهم على صلة بإسرائيل، وينشرون إدعاءات كاذبة فى الصحف الغربية عن الأوضاع فى السجون». واتهم إسرائيل ب«العمل على إدامة الوقيعة وتعميق الانقسام بين غزة والضفة.. هذ دعاية إسرائيلية رخيصة ضد السلطة، فنحن نعامل السجناء معاملة طيبة، ونسمح لذويهم بزيارتهم فى الأعياد، عدا الخطيرين والخائنين منهم.. وأدعوا منظمات حقوقية مصرية والصحفيين لزيارة سجون الضفة ليتفقدوا أحوال السجناء.. وأنا على يقين أنهم لن يجدوا أى حالات تعذيب»