قال مصدر فلسطينى مقرب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن قيادات فى الحركة تتهم «دولة عربية مجاورة» بالوقوف خلف جماعة «جند أنصار الله» السلفية الجهادية التى اشتبكت معها قوات أمن الحكومة المُقالة أمس الأول فى قطاع غزة؛ ما أسفر عن مقتل 22 شخصا، بينهم زعيم الجماعة ومساعده. وأضاف المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه، فى تصريحات ل»الشروق» أن «بعض قيادات حماس (رفض تحديد أسماء) تردد أن مخابرات دولة عربية مجاورة كانت تدعم جماعة جند أنصار الله بالمال». كما تدعم هذه الدولة، بحسب المصدر، «جماعات سلفية جهادية أخرى؛ بغية إسقاط حكم حركة حماس المتواصل فى غزة منذ يونيو 2007، والذى فشلت الحرب الإسرائيلية الأخيرة والحصار فى وضع نهاية له». من جهته، رفض فوزى برهوم، المتحدث باسم حماس التعليق على تصريحات المصدر الفلسطينى المقرب من الحركة، واكتفى بالقول فى اتصال مع «الشروق» من غزة: «لا تعليق لدى. لم يصدر عن حماس اتهام رسمى لأى دولة عربية أو السلطة». ويشير برهوم بحديثه عن السلطة الفلسطينية إلى اتهامات تتردد لمحمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) والمسئول الأمنى السابق فى غزة، بدعم الجماعات الجهادية فى القطاع؛ بغية استعادة السيطرة على غزة. أما إيهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية فى الحكومة المُقالة، فقال ل»الشروق» إن «التحقيقات الجارية مع أكثر من خمسين معتقلا من عناصر جماعة جند أنصار الله أثبتت حتى الآن أن الجماعة مدعومة من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية فى رام الله»، رافضا تحديد أسماء. وقلل الغصين من أهمية البيانات التى تصدر من حين إلى آخر باسم جماعات سلفية جهادية، قائلا: «توجد أكثر من عشرين جماعة كلها وهمية، وقد تأكدنا أن بيان «سيوف الحق» مصدره الأجهزة الأمنية فى نابلس» بالضفة الغربيةالمحتلة. وأصدرت جماعة «سيوف الحق» أمس بيانا فى غزة هددت فيه بمهاجمة قادة حماس، ودعت سكان القطاع إلى الابتعاد عن مراكز الشرطة والمساجد التى يؤدى فيها قادة الحركة الصلاة. وكان زعيم جماعة «جند أنصار الله» عبد اللطيف موسى، قد أعلن فى خطبة الجمعة بمسجد «ابن تيمية» فى مدينة رفح جنوبى غزة، عن «ولادة إمارة إسلامية فى أكناف بيت المقدس»، بدءا من رفح، ووجه انتقادات لاذعة لحماس. وبعدها شنت قوات الأمن التابعة للحكومة المُقالة هجوما على الجماعة؛ أودى بحياة 22 شخصا، بينهم زعيمها ومساعده أبو عبد الله السورى (سورى من أصل فلسطيني)، وبعد إعلان الحكومة المُقالة السيطرة على المدينة، أصدرت «جند أنصار الله» بيانا توعدت فيه بالثأر من حماس. وإضافة إلى «جند أنصار الله» و»سيوف الحق»، فإن من أبرز الجماعات السلفية التى أعلنت عن نفسها فى غزة: جماعة «جلجلت»، «جيش الإسلام»، التى اشتركت فى أسر الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط فى يونيو 2006، وكذلك «أنصار بيت المقدس»، و»التوحيد والجهاد» و»جند محمد». وتضم هذه الجماعات عناصر سابقة فى الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، ومن بينها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس.