تواصل «الشروق» الكشف عن الإهمال الذى لحق بمدينة «منف» أول عاصمة فرعونية أسسها الملك «مينا» فى عام 3100 قبل الميلاد، والمعروفة حاليا بقرية ميت رهينة التابعة لمركز البدرشين، حيث رصدنا إلقاء الصرف الصحى بأرض الآثار المعروفة لدى سكان القرية ب«قصر عزيز مصر»، يأتى ذلك بعد تحقيق ميدانى مصور نشرته «الشروق» فى 25 أكتوبر الماضى بعنوان «معابد منف محاصرة بالمياه الجوفية وأصبحت مأوى للكلاب». وعلى أثره شرعت وزارة الثقافة فى تنفيذ مشروع لحماية وتطوير منطقة آثار ميت رهينة بتكلفة 41 مليون جنيه، وذلك بتحديد المنطقة الأثرية، ووضع علامات حديدية تمهيدا لإقامة أسوار بارتفاع 3 أمتار حولها. وقال عضو مجلس محلى مركز البدرشين عبدالسلام خطاب إن مياه الصرف الصحى لقرية ميت رهينة يتم إلقاؤها فى أرض الآثار، المعرفة باسم قصر عزيز مصر، البالغ مساحتها 200 فدان من إجمالى 600 فدان تابعة لهيئة الآثار بالقرية، وكذلك فى مصرف المحيط العروف باسم «المريوطية»، وأن عدد سكان القرية نحو 40 ألف نسمة. وأضاف خطاب ل«الشروق» أن سكان قرية ميت رهينة ليس لديهم صرف صحى، ولديهم «طرنشات»، أمام منازلهم يتم كسحها عن طريق سيارات الكسح، وإلقاؤها فى أرض الآثار، ومصرف المريوطية، مؤكدا أن القائمين على حماية آثار ميت رهينة هم المسئولون عن إلقاء مياه الصرف فى أرض «منف» أول عاصمة فرعونية أسسها الملك مينا موحد القطرين فى عام 3100 قبل الميلاد. وأكد خطاب أن مشروع الصرف الصحى لقرية ميت رهينة بدأ العمل فيه منذ عام، وتوقف منذ 3 أشهر بحجة عدم وجود اعتمادات مالية. من جهته قال رئيس مركز ومدينة البدرشين صلاح سعد: إنه جار العمل بمشروع الصرف الصحى لقرى ميت رهينة، وسقارة، ودهشور، وأبورجوان، ومزغونة. وأوضح أن الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى تسلم الأرض المخصصة لإنشاء محطة الرفع للصرف الصحى لقرية ميت رهينة، وجار إنشاؤها. وأضاف سعد ل«الشروق» أن صرف قرية ميت رهينة ينقل بواسطة سيارات كسح خاصة ببعض المواطنين، مقابل مبلغ مالى، وتلقى فى محطة الصرف الصحى بالبدرشين. وأكد سعد أن أى سيارة كسح تقوم بإلقاء مياه الصرف الصحى بمصرف المريوطية تتم مصادرتها لمدة شهر، وتحصيل غرامة لا تقل عن 1000 جنيه، مضيفا أن المجلس الأعلى للآثار هو المسئول عن أى مخالفات تتم على أرض الآثار بالقرية. من جهته أكد مصدر مسئول بآثار الجيزة ل«الشروق» أن مياه الصرف الصحى فى المنقطة الأثرية بقصر «العزيز» منطقة مفتوحة يصعب على الحراس حمايتها، مضيفا أنه جار إنشاء أسوار بارتقاع 3 أمتار حول المنطقة الأثرية وبانتهاء إنشائها سيتم منع دخول سيارات الكسح، وأى مواطن يحاول التنقيب عن الآثار بالمنطقة, وأضاف المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه أن سيارة الكسح التابعة للوحدة المحلية بالبدرشين تلقى أيضا مياه الصرف الصحى بالمنطقة الأثرية، مشيرا إلى أنه بعد ذلك ستتم معالجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بكل المنطقة الأثرية فى قرية ميت رهينة، وتنظيف المعابد من الحشائش، واستخدام طرق حديثة لسحب مياه الصرف الصحى من منطقة قصر العزيز.