جورج بوش لم ينشر مذكراته عن جريمة احتلال وتدمير العراق وإعادته قرونا طويلة إلى الوراء.. الرئيس الأمريكى السابق هو الأوقح والأعنف كرها وحقدا على كل ما هو عربى، هكذا كان يسلك أثناء قيادته لعصابة اليمين المتطرف، وهكذا يتصرف الآن وهو يوزع فضائحه ذات اليمين وذات اليسار. الشيطان الجمهورى السابق جورج دبليو بوش المضروب بالحذاء فى العراق قبل أكثر من عامين اشتهر بالتطرف والصفاقة والحماقة والتهور، لكن الغريب فى الأمر هو حالة الصمت الرسمى العربى على هذه الاعترافات المذهلة. بوش تطرق إلى الدور السعودى فى العملية حين ذكر أن سفير السعودية فى واشنطن على مدى أكثر من عشرين عاما الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز ذهب إليه فى المكتب البيضاوى وأبلغه بأن حلفاء واشنطن فى الشرق الأوسط يريدون قرارا بشأن العراق. وبالنظر إلى أن غزو واحتلال العراق كان أكبر جرائم السياسة الأمريكية فى القرنين الماضى والحالى، فإن مذكرات واعترافات صانع ومنفذ هذه الجريمة بالضرورة هى أخطر وأحرج مذكرات سياسية فى العالم. ولا تفسير للصمت المخيم على الجميع إلا أنه ربما لم يكن جورج بوش رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، ويحتمل ألا يكون هناك شىء اسمه الولاياتالمتحدة أصلا، وجائز أن يكون ما جرى فى العراق مجرد هلاوس وظنون عصفت بتفكيرنا، وكوابيس رأيناها فى المنام لكنها لم تقع ولم تحدث من الأساس. إن مذكرات سكرتيرة فى البيت الأبيض تقيم الدنيا ولا تقعدها فما بالنا بمذكرات أخطر وأسوأ رؤساء أمريكا على الإطلاق، التى صدرت ونشرت فى العالم كله دون أن يتوقف أمامها أحد هنا فى منطقتنا العربية التى ترفل فى نعيم الضجيج والاشتباك الطاحن حول مذكرات ممثلة درجة ثالثة أو لاعب كرة فاشل. أغلب الظن ولكى لا تكلف نفسك معاناة السؤال والاستفسار أن تعتبر أنه لا يوجد شخص اسمه بوش، ولا توجد أمريكا، ولا يوجد عراق.. وكل ما يتراءى لك ليس سوى أوهام وضلالات، وفى أفضل الأحوال كان فيلما هوليووديا مغرقا فى الفانتازيا والخدع السينمائية التى جعلت الأشرار أمثالنا يتصورون أن العراق دمر واحتل واغتيل.