قد يختلف شحتة كاريكا عن بعض نجوم المهرجانات الشعبية فى أنه توصل لقناعات خاصة تجعله أكثر عملية وواقعية فى التعامل مع عمله، يوضح باختصار: «أنا باقدم شعبى.. مش راب». بهذه العبارة تخلص من عبء اختلاف الجمهور الذى يتبدل مع كل فرح، فقد يتوافر الشباب الذى يجيد الرقص الغربى، وقد لا يتوافر ذلك فى فرح آخر، لذا يعتمد شحتة على نفسه كلية فى إدارة الفرح ويلعب فى المساحة التى لا يختلف عليها أحد وهى الغناء الشعبى. يقف على المسرح وإلى جواره «المايك مان». وخلفهما لاعب الاسطوانات الذى يغير ويضبط الموسيقى، فى تلك الأجواء قليلة الإضاءة يتواصل شحتة مع الدى جيه المرافق له بقلم ليزر كى ينبهه لتغيير الاسطوانات. فى هذا الفرح بالذات الذى أقيم فى حى المطرية حيث نفوذ منطقة شحتة كاريكا، كانت الأجواء عائلية بدرجة كبيرة، لم يكن هناك شباب يجيدون الرقص على إيقاعات موسيقى الراب الغربية مثلما يحدث عادة مع أغانى المهرجانات، يعلق شحتة: «تغيير الموسيقى يتم بالاتفاق مع الدى جيه المرافق لى، حين تحتاج الأجواء أن ندخل لمسات غربية للشباب الذى يجيد الرقص نفعل هذا، لكن فى الأجواء التقليدية نركز على الشعبى». بعد أكثر من عشر سنوات قضاها شحتة مساعدا للصوت فى كثير من الأماكن خارج القاهرة وداخلها، اعتادت أذناه على أنواع الموسيقى الغربية المختلفة، أما الموسيقى التى يقدمها الآن فهى غناء يجمع بين النداءات والترديد لجمل شهيرة، وأحيانا ما تتقارب الحالة العامة مع موسيقى الزار، رغم ما يغلفها من إيقاعات حديثة. بعض ما يذيعه شحته هنا من تأليفه وتنفيذ موزعين آخرين. على المسرح الوضع مختلف، وحين وجد شحتة الحضور قد بدأوا فى التوقف عن الرقص نزل إليهم مستعينا بميكروفون معلق بالرأس كى يدير السرادق ويتواصل مع الحضور، رغم ما يقوم به شحتة من إدارة كاملة للموقف فإنه يرفض فكرة ربطه «بنوبتجى» الفرح الذى يحيى القادمين بالاسم ويجمع «النقطة»، لكنه يوضح: «أنا دى جيه بعمل مزيكا، والأهم من كده إن البنوبتجى بيتعامل مع النقطة فى الفرح، ودى حاجات مش بنتعامل فيها». كل ما عليه هو أن يأتى بأجهزة الصوت التابعة لمكتب حفلات يتعامل معه، ويقام السرادق، وتبدأ الحفلة بأدائه الذى له جمهوره فى الشوارع أو فى مواقع الانترنت. حتى اليوم ما زال شحتة يحتفظ فى هاتفه المحمول بلقطات من الفرح الذى أقيم فى إطار برنامج «الفن فى شوارع القاهرة» الذى نظمه المعهد الدنماركى للحوار فى مصر. وفى أثناء غنائه على المسرح ردد عبارات من نوعية «من المطرية.. للعالمية»، ويعلق متذكرا: «أهم ما أبحث عنه فى هذه المهنة هو التقدير، رغم الحروب التى قد يتعرض لها من يعمل فى هذا المجال، بدء من إلغاء الفرح أو الاحتفال، انتهاء بأن يدخل أحد المنافسين بسعر أقل.. لكن فى النهاية دى أرزاق، لكن فى تجربة التعامل مع الأجانب شعرت بتقدير عال لهذه الموسيقى». يحاول شحتة أن يقدم خلطة متكاملة مقدرا كل الأذواق، فى بداية المهرجان أو الفرح يغنى الأغانى التى ارتبطت بموسيقى المهرجانات الشعبية، خصوصا التى ألفها هو أو شارك فيها أحد زملائه، ثم يدع مساحة بعد ذلك كى يتواصل مع الجمهور أسفل المسرح. وهى فرصة يتيحها لأصحاب المزاج التقليدى الذين ما زالوا لم يألفوا أجواء الراب الشعبى ولا موسيقى المهرجانات.