في ذكرى رحيله.. جمال عبد الناصر قائد الثورة وصوت التحرر العربي    «الداخلية» تخرج دفعة جديدة من الجنود والخفراء النظاميين    سعر الدولار اليوم الأحد 28/9/2025 بمنتصف التعاملات.. ويسجل 48.05 جنيه للشراء    تعرف على أسعار الخضراوات فى أسواق الأقصر اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025    استشهاد 23 فلسطينيا بمناطق متفرقة من قطاع غزة    وزير الخارجية يلتقى مع المصريين العاملين فى الأمم المتحدة بنيويورك    إطلاق قافلة زاد العزة ال43 بحمولة 3000 طن مساعدات إلى غزة    شوبير: الظهير الأيسر صداع فى رأس عماد النحاس قبل مباراة القمة    خلال 24 ساعة.. الداخلية تضبط آلاف القضايا وتنفذ أكثر من 60 ألف حكم قضائى    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم بين سيارتين بطريق أسيوط الغربي    ضبط 3 أشخاص بالقاهرة بتهمة بيع خطوط هواتف محمولة مفعلة ببيانات آخرين    فى ذكرى ميلاد علاء ولي الدين "عشق الجمهور فنه وبكى رحيله"    حماس: لم نتسلم من الوسطاء أي مقترحات جديدة والمفاوضات متوقفة    بعد شائعات تعرضه لأزمة قلبية.. حقيقة مرض منير مكرم    وزير التعليم يفاجئ مدارس الغربية    أخبار مصر: تفاصيل خطة ترامب لغزة، بيان من الجبلاية بشأن صلاح، رد الصحة على نقص أدوية الكيماوي، هيثم حسن يصدم منتخب مصر    مفاجأة في الأفق.. ليفربول يضع أعينه على صخرة بايرن ميونيخ    تسببت في انسداد الشبكة.. استخراج 5 أجولة رمال من بالوعات الصرف الصحي بالإسماعيلية    مجموعة مصر - تشيلي تخطف انتصارا مثيرا أمام نيوزلندا في الدقيقة 97 بكأس العالم للشباب    موعد وطريقة اضافة الموليد لبطاقة التموين في الدقهلية    مراقبون: كييف تتعرض لأحد أكبر الضربات الروسية منذ بداية الحرب    إعلام عبري: نتنياهو سيماطل في تنفيذ مقترح ترامب لإنهاء حرب غزة    تصفية 5 عناصر إجرامية وضبط مخدرات وأسلحة بوادي الصعايدة شمال أسوان    محاكمة 4 متهمين بالانضمام لداعش اليوم    من جزر مهجورة ل وجهات سياحية عالمية.. «الجفتون ومجاويش وتوبيا» أيقونات بحرية بالغردقة تستقبل آلاف الزائرين يوميًا    «عبدالعاطي»: وزارة الخارجية خط الدفاع الأول عن المصالح المصرية    أسعار مواد البناء اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025    النيل قضية وجودية.. تعرف على أخر تطورات أزمة سد النهضة    "فاطمة الهواري" يحكي نضال الشعب الفلسطيني ضمن فعاليات "إيزيس الدولي لمسرح المرأة"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 28-9-2025 في محافظة الأقصر    حملة مكبرة فى طهطا بسوهاج لتحقيق السيولة المرورية ورفع الإشغالات    عمرو خطاب: إقبال غير مسبوق على الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7»    بعد تصدره محركات البحث| اعرف موعد عرض برنامج باسم يوسف    الصين تشترط تراخيص جديدة لتصدير السيارات الكهربائية بدءاً من 2026    دعاء الفجر| اللهم اشرح صدورنا وارزقنا القبول والرضا    بين الحقيقة والوهم.. الذكاء الاصطناعي يضع مشاهير في ورطة    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدّمت 105 ملايين خدمة طبية مجانية خلال 74 يوما    عاجل- إعلام عبرى: ترامب سيطلب من نتنياهو إنهاء حرب غزة    عادات صباحية تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب المبكرة    السعودية تحث المجتمع الدولي على ضرورة تحمل مسؤولياته تجاه حل الدولتين    دونجا يشارك في تدريبات الزمالك بالكامل استعدادا للأهلي    محسن صالح: اسكواد الأهلي "مش مظبوط".. وريبيرو مدرب ضعيف    الصحة: تشغيل العيادات الخارجية لتأجيرها لشباب الأطباء.. والنقيب: إزاي يدفع الإيجار والمستشفى هي اللي بتحدد قيمة الكشف؟    أسعار الفراخ اليوم الأحد 28-9-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    توزيع درجات أعمال السنة لطلاب الصفين الأول والثاني الإعدادي 2025- 2026    آذان الفجر..مواقيت الصلاة اليوم اليوم الأحد 28-9-2025 في بني سويف    "شرف الدفاع عن الأوطان".. وزارة الأوقاف تحدد عنوان خطبة الجمعة المقبلة    موعد إجازة السادس من أكتوبر 2025.. عدد أيام الإجازات الرسمية للموظفين    ياسين السقا يطمئن الجمهور على والده: الحمد لله ربنا سترها    «قوى عاملة النواب»: الرئيس يؤكد أن التنمية تسير جنبًا إلى جنب مع حماية الوطن    محسن صالح: تجربة جون إدوارد مع الزمالك تسير على الخطى الأوروبية وهذا ما ينقصها    محسن صالح: تعرضت لاتهامات بتسريب أخبار الأهلى بعد انتقاد كولر.. وريبيرو مدرب ضعيف    محمد سامي في مرمى الانتقادات بعد إشادته بعصام عمر وتجاهله طه دسوقي    عليك إعادة ترتيب حياتك.. حظ برج الدلو اليوم 28 سبتمبر    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب في السودان اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025    «تطوير التعليم بالوزراء» يطلق برنامجًا مجانيًا لتعليم اللغة الألمانية للشباب    «زي النهارده».. وفاة لويس باستير مكتشف البسترة 28 سبتمبر 1895    23 معلومة عن إنجي عبد الله: ملكة جمال متزوجة من دبلوماسي تركي وشائعات ربطت اسمها ب يوسف منصور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة مصرية إلى (الخرطوم) و(جوبا) لإنقاذ الموقف في السودان
نشر في الشروق الجديد يوم 22 - 10 - 2010

استبشرت الأوساط السياسية السودانية بالزيارة الخاطفة السريعة التي قام بها، أمس الخميس، كل من أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، والوزير عمر سليمان، باعتبارها مهمة بتكليف من رأس الدولة المصرية الرئيس حسني مبارك للاطمئنان على الأوضاع في السودان، شماله وجنوبه، لتؤكد للشارع السياسي والشعبي السوداني أن مصر ستبذل كل جهودها بعلاقاتها القوية مع الأطراف الدولية، وبخاصة الولايات المتحدة، وأيضا شريكا الحكم في السودان، ليخرج استفتاء الجنوب السوداني بصورة ترضي الجميع وتجنبهما ويلات الحرب والدمار.
وجاءت الزيارة في توقيت هام قبيل استفتاء لم يتبق عليه سوى أقل من ثمانين يومًا، هي الأخطر في تاريخ السودان الحديث، وسط حراك سياسي ودبلوماسي من أطراف عديدة محورها الاهتمام بالدور المصري وآمال سودانية ترغب في أن تتمكن مصر بثقلها، وكما تعوّد أشقاؤها السودانيون على أن يكون إنقاذ الموقف بأياد مصرية تعود عليها السودانيون، ومن نفس الرجلين، أبو الغيط وسليمان، بتكليفات شخصية من الرئيس حسني مبارك، كما حدث من قبل في أزمات للسودان تم تذويبهما على أيدى الرجلين.
وظهر من خلال تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير، وأيضا علي كرتي وزير الخارجية السوداني، بتحيتهم للدور المصري الفعال في الشأن السوداني والجهود الخارقة التي تبذلها القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس مبارك، من أجل استفتاء حر ونزيه وشفاف يمهد لعلاقات قوية بين الشمال والجنوب، أيًّا كانت نتائجه، ومدى الآمال المستبشرة التي ترهنها الحكومة السودانية بعلاقات مصر المتميزة أيضا بالحركة الشعبية للخروج من الوضع الحالي المخيف إلى تطمينات على مستقبل وطنهم.
وأكد أبو الغيط في تصريحاته أنه يحمل رسالة من الرئيس مبارك للاطمئنان على ترتيبات استفتاء تقرير مصير الجنوب وسط هذه الأجواء المشحونة والمحتقنة على خلفيات حروب قديمة بدأت تلوح في الأفق من جديد.
وحملت زيارة أبو الغيط وسليمان للخرطوم وجوبا، عاصمة الجنوب السوداني، في مضامينها دلالة رمزية تؤشر إلى رغبة الحكومة المصرية في تهيئة الأجواء للاستفتاء الذي يعاني من ضيق الوقت لإتمامه بصورة ناجحة حتى يتمكن طرفا اتفاق السلام الشامل من وضع حلول جذرية للقضايا العالقة بينهما لضمان إجراء استفتاء حر ونزيه وعدم العودة إلى الحرب التي يراها المراقبون قريبة لو تم الاستفتاء فى تلك الأجواء.
ووصف أبو الغيط اللقاء بأنه كان طيبًا، وقال: "لقد أطلعنا الرئيس البشير على رؤية القيادة السودانية حول الأوضاع بصورة عامة، والتي سننقلها للرئيس مبارك" في نفس الوقت الذى أشاد فيه وزير الخارجية السودانى على كرتي باهتمام مصر بالأوضاع فى السودان ودعمها لقضاياه.. مؤكدا الالتزام الواضح والتعاون مع الشركاء فى جنوب السودان لاستكمال ما تبقى من عملية السلام الشامل.
من ناحيته، رأى أمير الأمين، المحلل السياسى السودانى بالخرطوم، أن "زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان إلى الخرطوم وجوبا تحمل فى طياتها الكثير من المؤشرات الداعية إلى تأجيل الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان المقرر فى يناير المقبل لاتاحة الفرصة للشريكين من معالجة القضايا العالقة بينهما".
وقال: "وجدت قضية الاستفتاء الخاص لتقرير مصير جنوب السودان اهتماما دوليا كبيرا، خاصة من الدول الكبرى والدول المجاورة للسودان بصورة خاصة؛ من أجل الحفاظ على الاتفاق الذى وقع بين الطرفين فى عام 2005، والذى بدوره أوقف حربا أهلية امتدت لأكثر من عشرين عاما".
وفى ذات الوقت، برزت دعوات من اتجاهات سياسة سودانية بالداخل، بما فيها بعض القيادات الحكومية وأحزاب سياسية لها وزنها، للمطالبة بتأجيل الاستفتاء لفترة أخرى لترتيب الأوضاع المتعلقة بتنفيذ اتفاق السلام الشامل، الامر الذى ترفضه الحركة الشعبية لتحرير السودان جملة وتفصيلا مشددة على ضرورة قيام الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان فى الموعد المحدد.
ويرى القيادى بالحركة الشعبية لتحرير السودان ونائب رئيس البرلمان السودانى اتيم قرنق أنه "يجب على طرفى اتفاق السلام الشامل، حزب المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان، الالتزام بإجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان فى الموعد المحدد، وهو التاسع من يناير المقبل، كما التزما أمام المجتمع الدولي في الاجتماع الأخير الذى خصص لقضايا السودان".
وقال: "إن الحركة الشعبية لتحرير السودان من جانبها تؤكد التزامها بإجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان في الموعد المحدد تنفيذا لمقرارات اتفاق السلام الشامل".
فيما حذر عبد الله إسحاق، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، من خطورة إجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان في ظل الأجواء الحالية والمشحونة بالتوترات من قبل طرفي اتفاق السلام الشامل".
ووصف ترسيم الحدود واستفتاء "ابيى" بأنهما من أخطر الملفات العالقة بين طرفي اتفاق السلام الشامل، وقال: إن هذه الملفات "برميل من بارود" على حد وصفه.
إلى ذلك أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان الجدول الزمني لعمليات الاستفتاء كافة استنادا لأحكام المادة 14 (2) (و) من قانون استفتاء جنوب السودان لعام 2009.
وحدد القرار بداية الحملة الإعلامية فى السابع من نوفمبر، وتستمر حتى السابع من يناير القادم، وأن تبدأ عملية التسجيل فى الرابع عشر من نوفمبر 2010 وتستمر حتى الأول من ديسمبر نهاية التسجيل.
ومن المقرر أن يشهد جنوب السودان استفتاء لتقرير مصيره بين الوحدة والانفصال فى التاسع من يناير 2011 وذلك كاستحقاق رئيسي لاتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 والذى أنهى نحو عقدين من الحرب بين شمال وجنوب السودان، لكن عقبات كثيرة تجعل الشكوك تحوم حول قيام الاستفتاء في الموعد المحدد بسبب خلافات حول ترسيم الحدود ومنطقة ابيى وترتيبات ما بعد الاستفتاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.