خلال متابعتى للمنتخب الوطنى فى الأيام القليلة الماضية توقفت عند تصريح أدلى به الكابتن حسن شحاتة المدير الفنى وحذر فيه من خطر انقراض جيل بأكمله فى حال عدم الفوز على النيجر فى مباراة اليوم.. بل والأكثر من ذلك أنه وصف المباراة بالفاصلة فى تاريخ اللاعبين الموجودين حاليا.. وأن مصير هذا الجيل بات معلقا بنتيجة تلك المباراة بعد التعادل مع سيراليون فى افتتاح تصفيات المجموعة السابعة المؤهلة لنهائيات بطولة الأمم الأفريقية (2012). وأرى أن الكابتن حسن شحاتة محق فى كل كلمة قالها.. فأى نتيجة غير الفوز تعنى وضع بطل القارة السمراء على باب الاختفاء التام عن نهائيات البطولة المقبلة أو على أقل تقدير وضعه تحت رحمة نتائج باقى منافسيه بالمجموعة «سيراليون وجنوب أفريقيا».. فلا أحد يعرف ظروف المجموعة السابعة وظروف التصفيات ككل إلا ويتخوف من تكرار ما حدث فى تصفيات المونديال الماضى عندما كانت البداية متعثرة والنهاية مؤثرة.. وراحت بطاقة المونديال من بين أيدينا.. بعد أن تعادل المنتخب مع زامبيا فى ضربة البداية وظل يحسب ويجمع ويطرح.. ويضرب أخماسا فى أسداس طيلة المشوار!! وإذا كان قائد الفراعنة يدرك قبل غيره حقيقة الموقف فهذا يبعث على الأمل ويؤكد حرصه على تحقيق نتيجة إيجابية لكن الأهم من ذلك كله أن يتفهم اللاعبون هذا الكلام ويدركوا خطورة الموقف كى يكون لديهم الطموح للدفاع عن سمعة البطل والخروج من لعبة اختلاط الأوراق التى ستسيطر على تلك المجموعة شريطة ألا يخطف أولاد جنوب أفريقيا صدارة المجموعة على حساب سيراليون.. أو يحدث العكس حسب نتيجة مباراة الفريقين معا اليوم. عموما منتخبنا يستطيع أن يظهر معدنه الأصيل فى مباراة اليوم، فهو بطل لثلاثة ألقاب متتالية وسبعة عبر تاريخه.. ومنافسه لا يملك أى تاريخ كروى يستند عليه لا فى الماضى ولا فى الحاضر.. وكل ما لدى النيجر فى هذا اللقاء عامل الأرض والجمهور وحفنة قليلة من اللاعبين المحترفين أحدهم فى المغرب والثانى فى ليبيا وآخر فى فرنسا.. ولا أظن أن تركيبة هذا الفريق تمثل أى خطورة على الفراعنة أسياد القارة السمراء حتى لو كانت المباراة تجرى على أرضه.. فالمنتخب النيجرى لم يسمع به أحد من قبل وليس لديه أى إنجازات تُذكر وكل ما يملكه من حطام الكرة مجرد أربع مشاركات فى تصفيات كأس أمم أفريقيا وخرج منها كلها دون أن يترك أى ذكرى. وأتصور أن فريقا بهذا الحجم سيكون من السهل على أى ناد مصرى من أندية مربع القمة تحقيق الفوز عليه.. وهذا ليس تقليلا من حجم المنافس بقدر ما هو رصد لحالته الفنية الحقيقية وتحديد الفوارق الفنية الكبيرة بين طرفى اللقاء.. وكل ما يحتاجه منتخبنا الوطنى أن يلعب بتشكيلة منسجمة وألا يتعجل الفوز.. لأننا فى النهاية نحتاج إلى النقاط الثلاث ولو بنتيجة هدف واحد كى نعوض فقد نقطتين على أرضنا.. وعلى اللاعبين ألا يقعوا فى أخطاء مثلما حدث فى لقاء سيراليون عندما انفتحت خطوطنا دون داع وأصيبت شباكنا بهدف وكان من الممكن أن تستقبل أكثر لولا براعة عصام الحضرى.. كما أننا مطالبون بالاستفاده الكاملة من أى خطأ يقع فيه أصحاب الأرض من أجل التسجيل.. وأن نتعامل مع أنصاف الفرص على أنها فرص كاملة للتهديف وأن يكون المهاجمون عند حسن الظن بهم من حيث التحرك واحتلال الأماكن والتعامل مع دفاع النيجر بأقدام ثابتة وليس بأقدام مرتعشة.