قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، مظاهرة تندد بالاستيطان وتطالب بحرية الحركة وفتح شارع الشهداء في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. واعتدى جنود الاحتلال على المشاركين في المسيرة أثناء تظاهرهم عند أحد مداخل شارع الشهداء الذي يغلقه الاحتلال منذ مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994. كما استهدفت هذه الاعتداءات ممثلي وسائل الإعلام الذين كانوا يعملون على تغطية الأحداث في المنطقة وبعض المتضامنين الأجانب. وشارك في المظاهرة، التي ينظمها تجمع شباب ضد الاستيطان أسبوعيًّا، عشرات المتظاهرين من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب والإسرائيليين عند حاجز أبو الريش- المدخل الجنوبي لشارع الشهداء في الخليل. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وشعارات بالعربية والإنجليزية والعبرية تطالب بفتح شارع الشهداء ووقف جميع أشكال التمييز العنصري التي يمارسها الاحتلال. وحاول المتظاهرون دخول الشارع، إلا أن جنود الاحتلال وأفراد حرس الحدود والشرطة الإسرائيلية احتشدوا في المكان، وعلى أسطح المباني المجاورة، وشكلوا جدارًا بشريًّا ومنعوا المتظاهرين من التقدم قبل أن يعتدوا عليهم بالهراوات وأعقاب البنادق ويرغموهم على مغادرة المكان، ثم أعلنوا أن المكان منطقة عسكرية مغلقة. يذكر أن شارع الشهداء في الخليل مغلق منذ عام 1994، حيث يسمح للمستوطنين وجيش الاحتلال فقط باستخدامه. ويعتبر الشارع الذي يقع في قلب مدينة الخليل أحد الشرايين الأساسية فيها، حيث أدى إغلاقه إلى قطع أوصال المدينة بعضها عن بعض، وخاصة مناطقها الجنوبية عن الشمالية، وإلى شل الحركة التجارية فيها. جدير بالذكر أن قوات الاحتلال تغلق أكثر من 500 محل تجاري في البلدة القديمة في الخليل بأوامر عسكرية وبشكل مستمر منذ نهاية عام 2000. من ناحية أخرى، أصابت قوات الاحتلال اليوم الطفل محمد جمال أبو هاشم (14 سنة) بحروق شديدة في جميع أنحاء جسده إثر اشتعال قنبلة غاز ألقاها جنود الاحتلال عليه خلال قمع المسيرة التي نظمتها اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة بيت أمر شمال الخليل. كما أصيب عشرات من المشاركين في المسيرة بالاختناق بسبب إلقاء جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع.