قصة صعود المغنى العالمى اندريا بوتشيللى الى قمة الغناء العالمى فيها الكثير والكثير من الدروس، التى يجب أن نضعها أمامنا، وأتمنى من كل نجوم مصر والعالم العربى أن يعملوا بها كدستور لهم. وهذه القصة رواها لى مغنى الأوبرا الكبير الفنان حسن كامى بمناسبة زيارة المغنى الإيطالى لمصر. وأثناء كلام كامى لى سرحت كثيرا. لأن ما حدث مع أندريا لا يحدث إلا فى مجتمعات يقدرون فيها قيمة الموهبة. إليكم القصة: إحدى الشركات العالمية كانت تريد أن تقنع مغنى الأوبرا العالمى الراحل بافاروتى بغناء أغنية معينة. فقامت بتسجيلها كاملة، واستعانت بصوت شاب قريب الشبه من صوت بافاروتى. وعقدوا جلسة للاستماع معه. وعندما استمع لها بافاروتى. سأل عن هذا الصوت. فقالوا له إنه صوت جديد اسمه بوتشيللى، ونحن نستعين به أحيانا لأداء الأعمال، التى نعرضها على كبار النجوم مثل «الموديل» إن جاز التعبير، وهنا اقترح بافاروتى أن تطرح الأغنية، كما هى للناس لأن هذا الصوت أداها بإحساس عالٍ جدا يصعب على أى مغنٍ أداؤها بهذا الشكل. وبالفعل طرحت الأغنية وكسب العالم مغنيا كبيرا جديدا أصبح فيما بعد كتفا بكتف مع بافاروتى وظهرا سويا فى العديد من الحفلات. هذا هو الفنان الحقيقى لا يغتال الموهبة بل يقف بجوارها ويساندها. أما فى مصر أتحدى لو ان مغنيا جديدا وجد بالقرب من مغنٍ شهير بالتأكيد سوف تحدث محاولات لجريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد لهذه الموهبة نتيجة الغيرة والخوف من احتلال الوافد الجديد مكانته. ولا يخفى على أحد أن بعض مطربينا يضطرون لشراء أغنيات جيدة لا تصلح لأصواتهم حتى لا يغنيها مطرب آخر منافس له. هذا هو حالنا وهذا هو حالهم. لذلك هم يتقدمون ونحن نتراجع.