الفرق بين الغناء الأوبرالي والكلاسيكي كبير، فالأوبرالي تؤديه لجمهور بعيد بينما الكلاسيكي فهو أشبه بالهمس في أذن طفل صغير.. هو نغم من السماء يملأ الأرض بالحب والأمل. صوت ملائكي يلف الكون بالسكينة والسلام. معجزة في الغناء ترقي بمعاني الإنسانية والإخاء وهذا هو ما يفعله ''أندريا بوتشيللي'' سفير الأغنية الإيطالية، فهذا المغني صاحب الحنجرة الأسطورية الذي نافس النجوم في ليل الاهرامات وزاد سماءها تألقاً وبهاء عندما احيا حفلته الموسيقية السبت الماضي علي مسرح الصوت والضوء بصحبة اوركسترا القاهرة السيمفوني بعد غياب 7 سنوات عن القاهرة للغناء علي أرض الفراعنة بين أحضان الأهرامات في حفل وصفوها بأنها حفل العام لعدة اسباب اهمها رعاتها الرسميون الثمانية من ضمنهم وزارة الثقافة المصرية والمجلس الأعلي للآثار شركة مرسيدس وفندق الفورسيزون ومصر للطيران ودار الاوبرا المصرية وفودافون وايضا الحد الادني للتذكرة والذي وصل ل1000 جنيه و2000 و3000 جنيه للتذاكر التي بأرقام وطبعا الدخول كان بالملابس الرسمية ورغم ان الدخول كان من الساعة الثامنة إلا أن الحفل بدأ في التاسعة والنصف وشدا بوتشيللي بأجمل ألحانه ومقطوعاته وابهر الحضور كعادته وبوتشييللي يعد التينور الرابع في ترتيب أهم فناني الأوبرا في القرن العشرين، وإحدي الخامات الصوتية الرجالية الأوبرالية النادرة. إذ تم تصنيف صوته بثلاثة أوكتاف من الطبقات العليا. وكان ''بوتشيللي'' أحد العمالقة الثلاثة الذين قاموا بأداء رائعة ''نيسون دورما'' في كأس العالم عام 1990 وبعد انتهائه من أداء اللوحة منح تكريماً عالميا يضاهي الوصول إلي قمة جبل إفرست. كما حصل علي الجائزة الذهبية لأفضل مغن جديد بعد أن حقق ألبومه ''صلاة'' مبيعات أكثر من عشرة ملايين نسخة. ولقد أبدع العديد من السيمفونيات الكاملة، وغني أمام تمثال الحرية في نيويورك، وأسفل برج إيفل في باريس، وتحت سفح الأهرامات بالجيزة ووسط القاعة الكنسية في الفاتيكان و علي مسرح أبوظبي الذي غني عليه أروع أغنيات ألبومه "انتكاتو". وهو الألبوم الذي صدر بالتزامن مع احتفاله بعيد ميلاده الخمسين. ويضم مجموعة أغنيات تحكي قصص حب خالدة عبر 170 عاماً مجسدة في العديد من الأشخاص والأماكن الزيارة الثالثة وكانت مفاوضات هذا الحفل قد بدأت منذ فترة طويلة مع المغني العالمي عن طريق سفير مصر في إيطاليا أشرف راشد ليغني في مصر مع بداية الموسم الأوبرالي الجديد الذي بدأ في أول سبتمبر الجاري. وتعد هذه هي الزيارة الثالثة لبوتشيللي لمصر، الأولي كانت في أغسطس 2003 بمسرح الصوت والضوء، ضمن مهرجان الأغنية والذي كانت تنظمه وزارة السياحة والثانية عام 2008 بدعوة من مكتبة الإسكندرية. ولد بوتشيللي في 22 سبتمبر عام 1958 لوالدين كانا يعملان ببيع الآلآت الزراعية، وصناعة النبيذ في قرية صغيرة تدعي لا ستيرزا، أفرزيوني، في لاياتيكو، والتي تبعد 50 كلم عن بيزا. وهو مغني بوب ومغنٍّ أوبرالي، وأيضا كلاسيكي، وكاتب، ومنتج موسيقي وسجل أربع أوبرات هي "لا بوهيمي"، "لا تروفاتوري" و"يرتر"، و"توسكا". بالإضافة لأعماله الكلاسيكية، وألبومات البوب وكان بوتشيللي في طفولته يعزف علي الأورج في الكنيسة، وفي 12 من عمره فاز في مسابقة مارجاريتا دي أورو، بأغنيته "أو سولي مو"، وهو فوزه الأول في عالم الموسيقي، في العام ذاته فقد بوتشيللي بصره بسبب استعداد وراثي يضعف فيه البصر بمرور الوقت وينتهي بالعمي. خضع لأكثر من عشرين عملية جراحية في عينيه قبل تشخيص المرض الذي أصابه بالعمي. بعد سنة من عمله كمحام -حيث أنه تخرج بدرجة دكتوراة في جامعة بيزا- لم يثنه عن الغناء والإبداع فقدانه للبصر بل كان له الإلهام الرباني في السمو نحو المجد والتألق في عالم الموسيقي فبدأ بأخذ دروس في الموسيقي علي يد المايسترو لوتشانو بيتريني، ليتفرغ بعدها كليا للموسيقي. في عام 1992، سمع مغني الروك الإيطالي زوسشيرو أندريا وهو يغني، فقام بأداء أغنية "ميسيريري" معه وكان من المفروض ان يغنيها لوتشانو بافاروتي، وعندما استمع اليها بصوت بوتشيللي نصح المنتج بأن يترك التسجيل بصوت اندريا وبالفعل وافق ومن هنا كانت بدايته الحقيقية ثم عاد أندريا وغناها مع بافاروتي، لكنه في نفس العام رافق زوسشيرو في جولة غنائية في أوروبا. في عام 1994 فاز بوتشيللي عن أدائه أغنية "بحر الهدوء المسائي" بمهرجان سان ريمو، المختص بالأغنية الإيطالية. في العام ذاته قام بوتشيللي بأداء دور ماكدوف بأوبرا جوزيبي فيردي، ماكبث، ثم قام بالغناء في مودينا، في حفلة نظمها بافاروتي، وأيضا غني للبابا يوحنا بولس الثاني في أعياد رأس السنة. في عام 1995، احتلت أغنيته "معك سأحيا" المركز الرابع في مهرجان سان ريمو، والتي صدرت في ألبومه. في عام 1996، قام بأداء اغنية "معك سأحيا"، برفقة السوبرانو الإنجليزية سارة برايتمان، لكن باسم جديد حيث حملت اسم "وقت الوداع"، والتي حطمت أرقام البيع، وظلت في قائمة أفضل الأغاني في ألمانيا لستة أشهر تقريبا. لاحقا غني بوتشيللي في باريس، بلونيا، توري ديل لاقو، وحتي الفاتيكان. أطلق العديد من الألبومات، إلي أن دخل إلي الأسواق الأمريكية عام 1998، بعد ان غني في مركز جي. إف. كيندي للفنون الحية، وأيضا قام بالغناء في البيت الأبيض. في العام التالي قام برحلة في أمريكا الشمالية والجنوبية، وأيضا قام بأداء اغنية مع المغنية الكندية سيلين ديون، وقام أيضا بأداء أول أوبرا تنقل عبر الإنترنت علي الهواء مباشرة من دار الأوبرا ديترويت مع دينسي قرافز. في عام 2002 أعاد أندريا جولته في أمريكا، وحصل علي جائزتين من جوائز الموسيقي العالمية. منذ ذلك الحين وأندريا يقيم حفلات موسيقية في أرجاء العالم بما فيها الأغنية التي غناها لدوري السلة الأمريكي NBA، في عام 2006 غني أغنيته "كل نجوم نهاية الأسبوع" في هيوستن، وأيضا قام بغناء "لأننا نؤمن" من ألبومه "أموري"، في الحفلة الختامية للألعاب الشتوية في تورينو. في عام 2006، قام بالغناء مع الستة الباقين من برنامج أمريكان أيدول. في عام 2007 قام بالغناء في مراسم تأبين مغني الأوبرا الإيطالي لوتشانو بافاروتي. الاحساس بالموسيقي ينتقد البعض قيام أندريا بوتشيللي بالغناء الأوبرالي، رغم أنه مغني بوب أساسا، دون أن يدرس الأوبرا، إلا أن مؤيديه يرون أنه لا حاجة له بدراسة هذا الفن بل يكفي الإحساس الذي يبعثه تزوج بوتشيللي أنريكا شينزاتي وتزوجها في عام 1992، أنجبا ابنين هما آموس 15 سنة وماتيو 13 سنة، وفي عام 2002 انفصل بوتشيللي عن أنريكا، وتعرف علي فيرونيكا بيرتي التي تبلغ من العمر 24 عاما. بقي لك أن تعرف ان هذا الملاك الكفيف الذي وصل للنجوم بيديه واحدث اكثر من ازمة اقتصادية بسبب اسعار تذاكر حفلاته الباهظة التي وصلت ل40 الف دولار في حفل عيد العشاق"فالانتاين" بموسكو الا انه تأثر وبكي اطفال العراق الذين رآهم بصوته وكتب لهم اغنية أبكت العالم كله حين شدا برسالته للعالم كله قائلا: يوما ما سأسمع ضحكات الأطفال في عالم منعت فيه الحروب.. يوما ما سأري أناسا من مختلف الألوان يتشاركون معا كلمات الحب والوفاء.. قف.. واشعر بالروح المقدسة وقوة إيمانك افتح قلبك لمن يحتاجونك باسم الحب والوفاء نعم أنا أومن بذلك. أومن باتحاد الناس من مختلف الدول واهتمامهم بالحب أومن بعالم يقودنا فيه النور، ونصنع الجنة فيه علي الأرض أومن باتحاد الناس من مختلف الدول واهتمامهم بالحب أومن بأننا نستطيع صنع جنتنا علي الأرض أومن بذلك.