تعيش منطقة الكونيسة بالهرم أزمة تهدد حياة السكان، بسبب كابل الكهرباء الرئيسى بشارع «خيشة» الملقى على الأرض بطول 300 متر تقريبا والذى بدأ يتمزق بسبب السيارات التى تمر عليه، ظهور الأسلاك الداخلية للكابل يعلن عن الخطر الأكبر خوفا من مياه الصرف الصحى التى تزحف بالقرب منه. «الأطفال بيلعبوا ليل نهار على الكابل». عم خيرت الرجل الستينى صاحب محل الزجاج ينظر إلى الكابل الملقى على أرض الشارع الضيق بيأس، متذكرا بداية القصة التى أخرجت هذا الكابل من باطن الأرض إلى الشارع، ليضيف مشكلة جديد إلى معاناة سكان الكونيسة التى تقع بالقرب من منطقة الطالبية بشارع الهرم. القصة بدأت فى شهر رمضان عندما أفزع سكان المنطقة صوت فرقعة قوية صدرت من الأسلاك الكهربائية داخل الكابل الرئيسى، وقام السكان بإخطار شركة الكهرباء، التى حاولت إصلاح الكابل مرتين خلال الشهر نفسه. يقول عم خيرت إن العطل كان يعود مرة أخرى، لأن الشركة كانت «بتعمل وصلة فى الكابل ويدفنوه ويمشوا»، لكن مياه الصرف الصحى التى تغرق الشوارع كانت تصل إلى الكابل «والكهرباء ترجع تقطع تانى». قضى أهالى منطقة الكونيسة فترات طويلة من الظلام خلال ليالى رمضان، عقب الإفطار مباشرة «بيقطعوا الكهرباء علينا بالساعات»، والأسوأ إن المنطقة الفقيرة فى مواردها تعانى أيضا من ضعف التيار الكهربائى، «اللمبة النيون مش بتشتغل من كتر ضعف الكهرباء». اتصالات متلاحقة بشركة الكهرباء، تكاتفت عليها أيادى سكان الشارع وأصحاب المحال معا، حتى استجابت شركة الكهرباء لطلبهم بتركيب كابل رئيسى جديد لشارع «خيشة» عقب العيد مباشرة. «هى البلد دى كده محدش فيها عنده ضمير»، محمد حسين صاحب محل منظفات بشارع «خيشة»، يقول إن فرحة سكان الشارع الضيق بالكابل الجديد لم تكتمل، بسبب ترك العمال الكابل مكشوفا دون دفنه تحت الأرض، «وقالوا هييجوا بعد 10 دقايق يحفروا ويدفنوه». مر أكثر من عشرة أيام حتى الآن، ولا أحد يسمع لشكوى الأهالى قبل أن تحدث كارثة، لكن موظفى الورديات دائما يجيبون بأنه «إن شاء الله هنبعت حد»، بخلاف آلاف الاتصالات «اللى بيكون فيها تليفون الشركة مرفوع من الخدمة» على حد قول محمد. بعض من سكان الشارع أحضروا الرمال وقاموا بدفن مائة متر من الكابل العارى، لكن مازال الخطر يحيط المارة بشارع «خيشة» على امتداد 200 متر. يشكو محمد الأب لثلاثة أطفال من إهمال عام يسيطر على منطقة الكونيسة بالهرم، «ومفيش حد بيحس بينا». متمنيا أن ينظر نواب مجلس الشعب إلى أوضاعهم المتدنية، «احنا بنشوفهم بس قبل الانتخابات» فى زيارات سريعة للمنطقة، ولا يحدث أى تغيير فى أحوال المكان، «بعد ما ينجحوا».