القاهرة تستضيف المفاوضات خلال أسابيع بعد إعلان موقف الرباعية كشف مصدر فلسطينى مطلع ل«الشروق» عن أن موقف إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى قد حسم خلال القمتين اللتين عقدتا فى القاهرة أمس الأول» مصرية فلسطينية أردنية»، وقال المصدر المقرب من تلك المباحثات، إن «السلطة التى يترأسها أبومازن الرئيس الفلسطينى محمود عباس لا تقوى على المغامرة فى رفض تلك المفاوضات، لكن الإشكاليات القائمة هى البحث عن الآلية التى ستدار بها كممر إجبارى بعد أن أصبحت السلطة تواجه مأزقا يهددها فى وجودها أو الإبقاء على رأسها أبومازن مع التلويح الأمريكى بأن واشنطن لا تؤيد حل السلطة لكنها قد تؤيد إبدال أبومازن فى حال استمراره فى رفض الدخول إلى المفاوضات المباشرة». وأجمعت مصادر فلسطينية ومصرية على أن القاهرة تستعد لإطلاق المفاوضات المباشرة فى غضون الأسبوعين المقلبين، وأكد مصدر فلسطينى مقرب من المباحثات التى أجريت فى القاهرة أمس الأول أنه يجرى فى الوقت الراهن صياغة موقف عربى متكامل يسير فى اتجاه البحث عن حل فلسطينى وفق إطار (حل الدولتين) فى سياق سلام إقليمى شلام، (وهى الصياغة التى اعتمدها بيان للديوان الملكى الأردنى للمرة الأولى كما أشار المصدر). ولفت المصدر الذى طلب عدم الكشف عن هويته النظر إلى أن وزير الخارجية الأردنى ناصر جودة الذى رافق الملك عبدالثانى إلى القاهرة عرض الموقف من الجهود الأمريكية الرامية إلى إطلاق المفاوضات المباشرة «فى أسرع وقت»، وأضاف أن بيانا من الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبى تعمل المفوضة السامية للاتحاد الأوروبى الاوروبى كاترين اشتون على صياغته بهذا الشأن وأن مسودات هذا البيان (بيان عمل) بدأ التشاور فيها بين الأطراف المعنية بعملية السلام. وفى القاهرة أكد مصدر رفيع ل«الشروق» أن الحديث عن إطلاق المفاوضات المباشرة أمر متفق عليه، لكن ما يجرى صياغته حاليا هو جدول الأعمال، بحيث من المرتقب أن يجرى لقاء افتتاحى يجمع بين أبومازن ونتنياهو لإعلان إطلاق المفاوضات بحضور ممثلين من الرباعية الدولية والجانب الأمريكى بشكل خاص. وحول ما إذا الرئيس الأمريكى باراك أوباما سوف يحضر مراسم الإعلان عن تلك المفاوضات قللت من هذا الاحتمال فيما أكدت أن أى من نائب الرئيس جوزيف بايدن أو وزيرة الخارجية الأمريكى هيلارى كلينتون سيحضران عملية الإطلاق. وألمح المصدر الفلسطينى إلى أن الرئيس عباس بدأ يتحدث خلال اللقاءات التى أجريت سواء مع الرئيس مبارك أو مع العاهل الأردنى فى القاهرة عن أنه «مكره ومجبر على الدخول إلى تلك المفاوضات التى يعتقد أنها لن تاتى بالدولة» ورجح أن يطلق طاقم المفاوضات الذى سيقوده صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات الفلسطينية، مع ممثلى نتنياهو فى المفاوضات. وتراهن المصادر التى تحدثت إليها «الشروق» على حدوث أزمة سياسية تدفع إلى تفكيك الائتلاف الإسرائيلى فى حال ممارسة الجانب الأمريكى ضغوطا على إسرائيل من أجل جدية التفاوض، وقال مصدر «إن الاتصالات التى أجريت فى الإطار العربى تراهن على تفكيك الائتلاف الإسرائيلى فى حال تجديد قرار الاستطيان حتى ولو تم ذلك بدون إعلان، وهو ما سيتم حسمه فى 26 سبتمبر المقبل».