قال مصدر دبلوماسى عربى فى القاهرة ل«الشروق» إن عددا من أعضاء لجنة مبادرة السلام العربية يرون فى رفض وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط انعقاد اللجنة فى السادس من أكتوبر الجارى بالقاهرة، لكونه يوافق يوم عطلة ذكرى حرب أكتوبر، «سببا غير مقنع». أبوالغيط اقترح أن تجتمع اللجنة فى اليوم التالى على هامش القمة العربية الاستثنائية فى مدينة سرت الليبية، وهو الاجتماع الذى سيبحث مصير المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فى ظل استئناف الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة. ومضى المصدر، الذى فضل عدم الكشف عن هويته، قائلا: «إن عددا من أعضاء اللجنة يعتقدون أن السبب الحقيقى للتأجيل هو خشية مصر من أن يتخذ الرئيس (الفلسطينى محمود عباس) قرارات صعبة تتعلق بالانسحاب من المفاوضات، التى ترعاها الولاياتالمتحدة، أو إعلان استقالته من منصبه، من مقر الجامعة بالقاهرة». وأضاف أن «عقد الاجتماع فى سرت على هامش القمة العربية والقمة العربية الأفريقية لن يكون مؤثرا كانعقاده فى القاهرة. إذا اتخذ عباس قرارات صعبة لم يحدث توافق عليها فى اللجنة يمكن عرض الأمر على القمة العربية»، المقررة ما بين السابع والعاشر من الشهر الجارى. وتضم لجنة المتابعة كلا من مصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين والجزائر والسعودية وقطر وسلطنة عمان والإمارات والسودان والبحرين واليمن، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وحاليا تتشاور الدول الأعضاء فى اللجنة ورئيسها، وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم، لتحديد موعد ومكان انعقاد اللجنة. فى غضون ذلك، قال مصدر فلسطينى مقرب من الرئاسة الفلسطينية ل«الشروق» إن «الرئيس عباس لم يجزم بمشاركته فى قمة سرت بعد.. القرار جارٍ اتخاذه وفق جدول مواعيد الرئيس». ومن المقرر أن يكون اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد عقد أمس بعد مثول الصحيفة للطبع، وذلك لبحث مصير عملية السلام فى ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مد تجميد الاستيطان الذى انتهى الأحد الماضى. ودون تحقيق اختراق فى قضية الاستيطان يسمح بإنقاذ المفاوضات المباشرة، التى انطلقت من واشنطن فى الثانى من الشهر الماضى، أنهى المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل أمس الأول جولة مكوكية جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين. ثم أجرى ميتشل مباحثات فى الدوحة قبل زيارة مقررة لكل من القاهرة وعمان. وردا على سؤال ل«الشروق» حول إمكانية تحقيق انفراجة قبل انعقاد لجنة المتابعة، قال رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية، السفير هشام يوسف: إن «المبعوث الأمريكى يواصل لقاءاته فى المنطقة، لكننا لسنا متفائلين بإمكانية حدوث تغيير قريب فى الموقف الإسرائيلى، فموعد انتهاء قرار تجميد الاستيطان لم يأت فجأة». وشدد السفير يوسف على ضرورة دعم الدول العربية للموقف الفلسطينى القاضى بعدم الاستمرار فى المفاوضات طالما لم يتوقف الاستيطان.