رغم حالة الحراك السياسي التي أحدثتها الدعوات بترشح الدكتور محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، ورئيس الجمعية الوطنية للتغير، لمنصب رئيس الجمهورية، جاءت فترة الخمول الأخيرة لنشاط الدكتور البرادعي وتصاعد حملة تأييد جمال مبارك، وتحالفات القوي السياسية الأخرى، حيث برز تساؤل مشروعا لدى الشارع وهو "هل خفت نجم البرادعي؟!". بداية يؤكد الدكتور صفوت العالم الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة القاهرة ل(الشروق) أن عدم انتظام إقامة د.البرادعى في مصر من الأسباب الأساسية لاختفائه عن الساحة المصرية، قائلا "إن الزعامة السياسية لا تتحقق بالخيال والأحلام ولكن بالحضور الواقعي والتفاعل الشخصي مع الأحداث الجارية ووسائل الإعلام". وفسر د.صفوت حالة الاستقرار التي يقصدها في حالة الدكتور البرادعي بأنها تلك الحالة الفيزيقية بالاستقرار في المكان أو البلد، بل يقصد إثبات البرادعي وجوده من خلال الفعاليات والأنشطة والندوات، والتي تطلب تحرك شخصي منه، لا بالاكتفاء بشباب الناشطين حوله أو بنشاط الجمعية الوطنية للتغيير "لأنها مرحلة تكوين رصيده عند الشعب". وأشار إلى أن السياسة الإعلامية لأخبار د.البرادعي ضعيفة للغاية الأمر الذي يبعده شيئا فشيئا عن الشارع الذي رأي فيه حلم التغيير الذي ينشده. ويختلف معه حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة تحت التأسيس، مؤكدا أن نجم البرادعي لم ينطفئ، حيث أن البرادعي لازال جزء من مطالب التغيير، وهو ما يجعله موجودا دائما في الصورة الإعلامية والسياسية. وأضاف الدكتور محمد البلتاجي أمين مساعد الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، أن وجود البرادعي على الساحة المصرية إضافة للزخم السياسي، مضيفا إن انشغالات البرادعي سبب أساسي وراء اختفاءه بشكل ملحوظ عن الساحة المصرية، مؤكدا أنه لو توفرت لديه الفرصة للوجود داخل مصر والفرصة في المشاركة في الفعاليات الجماهيرية المستمرة من المؤكد أنه سيكون له تأثير أقوى. وانتقد يسري عبد الفتاح مدير تحرير مجلة الديمقراطية الدكتور لبرادعي، قائلا إنه ليس لديه فن التعامل مع الجماهير، فضلا عن سفره المتكرر، وبرنامجه الفضفاض، جعلوه بعيدا عن المواطنين ومن ثم أفول نجمه. وقال إن الخلافات داخل صفوف المعارضة، والخلاف بينه وبين أعضاء الجمعية الوطنية ساعد علي زرع روح إحباط في نفوس المتحمسين له، الأمر الذي استغله النظام في التشهير به ورؤيته الإصلاحية.