في مسيرة احتجاجية هي الأولى من نوعها، نجح نشطاء على الإنترنت في اخترق "جروبات" قالوا إنها محسوبة على الحكومة والحزب الوطني على موقع "فيس بوك"؛ وحولتها لصفحات معارضة بعد نشر مئات الصور ومقاطع الفيديو وهتافات تندد بالتعذيب وتمديد قانون الطوارئ وتحمل مطالب سياسية واجتماعية. وبدأت المسيرة الاحتجاجية في العاشرة من مساء أمس الجمعة واستمرت لمدة ساعتين، انتقل خلالها عشرات من المشاركين في الفاعلية بين أكثر من 18 مجموعة، أغلبها محسوب على الحزب الوطني، مثل جروبات "برلمان مصر"، و"الرئيس محمد حسني مبارك"، و"شباب الحزب الوطني"، و"نطالب بإعادة انتخاب السيد الرئيس محمد حسني مبارك لفترة رئاسية جديدة قادمة"، و"محبو جمال مبارك" إضافة إلى جروبات حقوقية بينها "هيومان رايتس وتش"، كما كان ضمن المسيرة جروبات أندية الأهلي والزمالك وأيضا الداعية عمرو خالد، من أجل توصيل مطالب المسيرة الاحتجاجية لأكبر عدد من المصريين، حيث يقدر عدد المنضمين لجروب خالد سعيد نحو مليون مشترك. وفوجئ القائمون على هذه الجروبات، بمئات الهتافات والصور ومقاطع الفيديو تغطي صفحات الكتابة "الول" التابعة لها، ومن أبرز الهتافات التي تكررت كثيرا "أول مطلب للشباب.. لا طوارئ و لا إرهاب"، و"مصري ورافض يوم أتهان.. مصري ورافض أبقى جبان"، و"أمن الدولة للجواسيس.. مش لمواطن حر شريف"، "من الفيس بوك على التحرير كله بيهتف بالتغيير". وجاء في الهتافات أيضا عبارات التأييد للدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية، ومن أبرزها "يا برادعى بص وشوف.. احنا كسرنا حاجز الخوف"، كما تم وضع الروابط الخاصة بالتوقيع على بيان البرادعي سواء عبر موقع الجمعية الوطنية للتغيير أو موقع إخوان أون لاين. وقام المحتجون بنشر مقاطع فيديو تتحدث عما اعتبروه "جرائم التعذيب ضد المواطن، ووقائع فساد وتزوير في الانتخابات"، حمل أحدها عنوان "تعذيب مواطن وتكسير عظامه أمام زوجته وبناته وضرب زوجته". ولم يتمكن المحتجون من غلق جروبات الوطني كما كان مقررا، في حين قام أصحاب بعض المجموعات المحسوبة على الوطني بغلق باب المناقشات، وحذف هتافات المعارضة. وقال القائمون على المسيرة "الرقمية" إن "الشبكة العنكبوتية كالشارع هي مسرح المعارضة ولا مكان فيها لأبواق النظام وأتباعه بين جمهور الشباب، مؤكدين على أنهم يسعون إلى إحياء مطالب الشعب كله بكل فئاته وحركاته الاحتجاجية وتسليط الضوء على قضايا التعذيب والمعتقلين، وأعلن هؤلاء أن الفعاليات ستسمر لوضع النظام تحت ضغط مستمر، وأنهم بصدد الإعداد لحركة احتجاجية أكبر في الشارع. في المقابل، وتزامنا مع المسيرة الاحتجاجية داخل جروبات الحزب الوطني، قام أعضاء اللجنة الإلكترونية بالحزب التي تتبع أمانة الشباب بهجوم مماثل على المجموعات المطالبة بالتغيير، ومن بينها "البرادعي رئيسا 2011"، ونشروا روابط لما اعتبروه "إنجازات الوطني وقياداته" في السنوات الأخيرة. ونفت اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني اختراق مجموعاتها، وقالت: "نعلن بكل فخر أن شبابنا الوطني المخلص قد قام بإفشال هذه الهجمة الدنيئة على مجموعاته، بل وقام بنشر كل آرائه وروابط مجموعاته وما يريد التعبير عنه على مجموعات هؤلاء المغرضين الذين لا حيلة لهم ولا قوة"، بحسب تعبير القائمين على اللجنة. ودللت بوضع صور قالت إنها تثبت أن مجموعاتهم كانت "مرتعا لشباب الوطني شباب مصر المخلص الذي لن يثنيه أن يضحى في سبيل مصر بالغالي والنفيس".