احتشد الآلاف من نشطاء الفيس بوك وشباب القوي الوطنية والسياسية بمختلف محافظات مصر مساء أمس الأول، الجمعة، ونظموا عشرات الوقفات بملابس الحداد السوداء علي الكورنيش في «ثورة صامتة» تواكب ذكري احتفالات ثورة يوليو احتجاجا علي التعذيب، وتنديدا بمقتل خالد سعيد، قتيل الشرطة بالإسكندرية. وأعد منظمو الوقفة بيانًا يؤكد قانونية الوقفة وعدم جواز فضها من قبل الأمن استنادا إلي المادة 54 من الدستور، والتي تنص علي أنه «للمواطنين حق الاجتماع الخاص في هدوء غير حاملين سلاحا ودون حاجة إلي إخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة، والاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة في حدود القانون»، ونشروا آلاف النسخ من البيان عبر صفحات الفيس بوك وموقع التدوينات القصيرة «تويتر» التي تم استخدامهما بشكل موسع في نشر الدعوة للوقفة. ففي القاهرة نظم شباب حركة 6 إبريل، وكفاية، وحزب الغد، وشباب من أجل الحرية والعدالة.. مسيرة احتجاجية حاشدة من محطة مترو روض الفرج في اتجاه ميدان رمسيس، بالتزامن مع تحرك مجموعات أخري من شباب الحركات والقوي الوطنية وناشطي الفيس بوك بطول كورنيش النيل من ميدان التحرير وحتي الخلفاوي، وسط إجراءات أمنية مشددة، ووجود مكثف لقوات الأمن المركزي. واعترض الأمن مسيرة شباب الحركات السياسية قرب ميدان رمسيس، واعتدي جنود الأمن المركزي ورجال المباحث السريون علي المتظاهرين الذين تفرقوا ثم تجمعوا أمام نقابة الصحفيين في مظاهرة للتنديد بالتعامل الأمني المتشدد، ومخالفة رجال الشرطة للدستور، وانتهاك حقهم في التحرك السلمي، واستمرت المظاهرة حتي الساعة التاسعة من مساء الجمعة، وتخللتها هتافات نددت بالطوارئ والتعذيب وطالبت بالتغيير. كما أجهضت قوات الأمن مسيرة أخري بملابس الحداد السوداء أمام مبني ماسبيرو من بعض شباب القوي الوطنية، وألقت الداخلية القبض علي 35 شابا، ثم أطلقت سراحهم بعدها بساعات. وفي الإسكندرية احتشد آلاف الشباب من نشطاء الفيس بوك وشباب الحركات والقوي السياسية بطول كورنيش الإسكندرية في نفس توقيت «ثورة الصمت»، واستمرت الوقفة لمدة ساعة، وانتهت بمسيرة احتجاجية صامتة بدأت بمنطقة سان ستيفانو، وانتهت بمنطقة كليوباترا أمام منزل خالد سعيد. وقد شارك في الوقفة ممثلو القوي الوطنية المختلفة بالإسكندرية، بحضور الإعلامية بثينة كامل التي أكدت ضرورة استمرار الفعاليات من أجل إنهاء حالة الطوارئ في مصر بما لها من آثار سلبية وقبض تعسفي وتعذيب للمواطنين بغير وجه حق، بعد أن كانت علي رأس المشاركين في الوقفة استجابة لدعوة منظمي الوقفة. وأكد النشطاء استمرارهم في الفعاليات داعين كل الشعب المصري إلي المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي يستعدون لتنظميها يوم 27/7 أمام محكمة جنايات الإسكندرية بالتزامن مع محاكمة قتلة خالد سعيد. وفي ذات السياق أشار محمد عبد العزيز - محامي مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب إلي أنه سيطلب في أول جلسة تعديل الاتهام ليصبح قتلاً عمدًا أوضربًا أفضي إلي موت بدلا من استعمال القسوة أو القبض علي مواطن بغير وجه حق، وهي التهمة التي وجهتها النيابة للمتهمين. وأشار إلي أن المركز سيرفض تقرير الطبيب الشرعي الأخير رسميا، وسيطالب بتقديم شهادة من طبيب استشاري لإثبات أن خالد سعيد مات نتيجة الضرب وليس نتيجة اسفكسيا الخنق كما ادعت وزارة الداخلية «علي حد تعبيره»، وألمح إلي أن المركز سيتقدم بطلب لمحاكمة الرائد الذي كتب التقرير الأول للمجني عليه لمحاكمته بتهمة إساءة السمعة؛ حيث ادعي أن المجني عليه -خالد سعيد- من أرباب السوابق وقال إنه ارتكب بعض التهم التي ثبت بعدها - من خلال وزارة الداخلية- أن جميعها اتهامات ملفقة وغير صحيحة. وشارك الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، شباب القوي السياسية والوطنية بمحافظة البحيرة في الوقفة الاحتجاجية التي نظموها بالتزامن مع «ثورة الصمت» بمنطقة الكورنيش بدمنهور. كما شارك العشرات من شباب وفتيات حركة 6 أبريل وأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير بالفيوم في الوقفة الصامتة التي أقيمت بوسط مدينة الفيوم أمام بنك مصر وقصر الثقافة، وطالب الشباب خلال وقفتهم بإلغاء قانون الطوارئ، ووقف التعذيب بأقسام الشرطة. وحمل المحتجون صور خالد سعيد وحملوا نص المادة 54 من الدستور، وطالبوا الحكومة باحترامه، وقال مصطفي فريد -أحد الشباب المشاركين في الوقفة:«نحن نحمل نص المادة 54 من الدستور التي تنص علي حق الاجتماع، ونحمل قسم الشرطة الذي ينص علي احترام الدستور». وفي بني سويف نظم المئات وقفة صامتة بدأت من فيلا كافية وحتي قاعة المؤتمرات، وارتدي المشاركون في الوقفة ملابس الحداد السوداء، وحملوا لوحات مكتوبًا عليها نص المادة 54 من الدستور، وقسم الشرطة، بالإضافة إلي لافتات مناهضة للطوارئ والتعذيب. واستغل شباب الجمعية الوطنية للتغيير الوقفة لجمع التوقيعات علي بيان «التغيير». ونظم شباب محافظة الدقهلية وقفة مماثلة في نفس التوقيت علي كورنيش النيل بالمنصورة، ووقف الشباب يحملون المصاحف ويقرأون آيات القرآن الكريم وسط وجود أمني مشدد. وامتدت الوقفة من أسفل كوبري طلخا أمام مديرية أمن الدقهلية حتي شارع محمد فتحي وشارك فيها ما يزيد علي 300 شاب وفتاة. . وفي أسيوط، احتفل شباب حزب التجمع وشباب الحملة الوطنية للتغيير بذكري ثورة يوليو علي طريقتهم الخاصة، حيث تظاهر العشرات منهم بحضور قيادات حزب التجمع ظهر أمس الأحد في شارع السادات بوسط مدينة أسيوط احتجاجاً علي رفع الأسعار وتدني المعيشة للمواطنين والمطالبة بإلغاء قانون الطوارئ. تصدي رجال الأمن بأسيوط للشباب المتظاهرين الذين تحركوا من أمام حزب التجمع بأسيوط إلي ساحة شارع السادات وفرضت أجهزة الأمن حصاراً حولهم بأكثر من 15 سيارة أمن مركزي وقوات مكافحة الشغب وتمكنوا من فض المظاهرات.