ألقت قوات الأمن القبض علي نحو 50 ناشطاً سياسياً خلال مسيرة تضامنية مع خالد سعيد شهيد الطوارئ بوسط القاهرة، مساء أمس الأول، الجمعة، بعد أن أجهضت قوات الأمن الوقفة الاحتجاجية التي كان مقرراً تنظيمها أعلي كوبري قصر النيل. نظم المسيرة أعضاء حركتي 6 أبريل وشباب من أجل العدالة والحرية بالاشتراك مع اللجنة التنسيقية لشباب الجمعية الوطنية للتغيير، ونشطاء الفيس بوك والعشرات من الشباب غير المنتمين لأي حركات، وتم إلقاء القبض عليهم من ميدان طلعت حرب وحديقة الأزهر بارك، قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد نحو ساعة من احتجازهم. وجاب المتظاهرون شوارع وسط القاهرة وهم يرتدون الملابس السوداء بعد أن منعهم الأمن من الوقوف علي الكورنيش، وعلي جانبي كوبري قصر النيل. وجابت المسيرة شارع شريف وميدان محمد فريد وشارع 26 يوليو مروراً بدار القضاء العالي وانتهت أمام نقابة الصحفيين، وهتف المحتجون خلال الوقفة (عادلي بيه ياعادلي بييه.. ليه قتلتوا خالد ليه؟)، و(لا عادلي ولا حبيب.. ارحل يا وزير التعذيب). ورفع المحتجون لافتات منددة بمقتل خالد سعيد علي يد مخبري قسم سيدي جابر بالإسكندرية. ونظم شباب القوي الوطنية بالإسكندرية عدة وقفات احتجاجية علي كورنيش الإسكندرية في الوقت نفسه، أعلي كوبري ستانلي وبامتداد كورنيش منطقتي «سيدي جابر» و«كليوباترا»، فيما قامت أجهزة الأمن بمحاولة تفريق الوقفات الاحتجاجية، وهو ما دفع الشباب إلي تحويلها إلي مسيرات صامتة علي الكورنيش بدأت بكوبري استانلي متوجهة إلي منزل خالد سعيد، وهو ما دفع أجهزة الأمن إلي إجهاض المسيرة بمحاصرتها بكردون أمني مكون من أكثر من 500 مجند أمن مركزي؛ وحدثت عدة اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن القبض علي العشرات من النشطاء، فضلاً عن التعدي علي مجموعة منهم - بينهم فتيات - في طريق الكورنيش. شارك في المسيرة شباب الجمعية الوطنية للتغيير، وشباب 6 أبريل، وأعضاء بمركز الدراسات الاشتراكية، فضلاً عن المئات من نشطاء الفيس بوك. الجدير بالذكر أن قوات الأمن قامت بالانتشار علي كورنيش الإسكندرية منذ الساعات الأولي من صباح أمس الأول الجمعة تحسباً لخروج المظاهرات عقب صلاة الجمعة إلا أن الفعاليات الاحتجاجية بدأت في تمام الساعة السابعة مساء. وشارك في الوقفة الاحتجاجية التي تم تنظيمها بمدينة دمنهور، بمحافظة البحيرة، أعضاء حزب الغد، وحركة كفاية، وشباب 6 أبريل، والجمعية الوطنية للتغيير، والإخوان المسلمين. وأكد أحمد ميلاد رئيس لجنة حزب الغد بالبحيرة أن مدينة دمنهور وشبابها يثبتان مرة أخري أنهم أحرار حيث إنهم لم يرضخوا لأي تهديدات خلال الفترة السابقة وانتفضوا انتصاراً لكرامة المواطن المصري ورفضاً لسياسة التعذيب المنهجية التي تتبعها أجهزة أمن «العادلي» التي ظهرت في أجلي صورها مؤخراً باستشهاد خالد سعيد وبما حدث مع محمد صلاح في المنصورة. وشهدت مدينة شبين الكوم بالمنوفية وجوداً أمنياً مكثفاً منذ ظهر أمس استعداداً للوقفة الاحتجاجية التي نظمها العشرات من الناشطين السياسيين ونشطاء الفيس بوك، ولجأت قوات الأمن إلي إيقاف المارة المتوقع انضمامهم للوقفة الاحتجاجية، بالإضافة لمنع كل من يرتدي الملابس السوداء من المرور في محيط منطقة عمر أفندي إلي جمعية المساعي المشكورة، وقامت قوات الأمن بتفريق عدد كبير من الناشطين من مكان بداية الوقفة في تمام السادسة والنصف مساء من علي كورنيش بحر شبين الكوم وحتي مدرسة المساعي المشكورة بالملابس السوداء للتضامن مع شهيد الشرطة بالإسكندرية. وفي مدينة طنطا بمحافظة الغربية نظم العشرات من شباب الفيس بوك والناشطين السياسيين مسيرة سلمية صامتة انتهت بوقفة حداد أعلي كوبري المعرض بطنطا. بدأت المسيرة من بداية الكوبري بطنطا من عند حديقة الطفل، وسار الناشطون حتي نهاية الكوبري علي الجانبين مرتدين الملابس السوداء. وفي بورسعيد نظم ما يقرب من 300 شاب من نشطاء الفيس بوك وأعضاء حركة 6 أبريل، وحزب الغد، ومركز «مساواة» لحقوق الإنسان ببورسعيد وقفة احتجاجية صامتة بالتوازي مع بقية الوقفات، وارتدي المحتجون الملابس السوداء المتفق عليها، واستمروا في وقفتهم قرابة الساعتين محاصرين بقوات الأمن التي طوقت وقفتهم بالكامل، ومنعت اتساع محيطها، قبل أن تجبر الجميع علي الانصراف بشكل فردي.