أعلنت محافظة الأقصر حالة الطوارئ بين المرافق والإدارات الخدمية لتوفير احتياجات زوار مولد العارف بالله سيدي أبو الحجاج الأقصري، الذي يحتفل بليلته الختامية غدا الأحد، وتقام احتفالاته الشبيهة بموكب آمون الفرعوني بعد غد الاثنين. وتشهد مدينة الأقصر في الرابع عشر من شهر شعبان من كل عام، وسط طقوس تتسم بسحر وغموض مصر القديمة، وفي أجواء شعبية ودينية يغلب عليها الطابع الصوفي والفلكلوري الذي اعتاد عليه المصريون في احتفالهم بموالد أوليائهم وقديسيهم في كل قرية ومدينة مصرية، إحياء مهرجان آمون الفرعوني الذي كانت تجرى مراسمه على أرض المدينة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام. ويأتي ذلك ضمن فعاليات الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي أبى الحجاج الأقصري، وفي ما يسمى بكرنفال دورة سيدي أبو الحجاج الأقصري، والذي تحتفل به الأوساط الدينية والصوفية والشعبية، وهو الاحتفال الذي يحمل طابعا خاصا وعادات وتقاليد وموروثات ترجع إلى العصور الفرعونية ومأخوذة من طقوس احتفال المصريين القدماء بالإله آمون. ويحضر الاحتفال قرابة المليون شخص يخرجون إلى ساحة مسجد سيدي أبى الحجاج الأقصري ويتحركون منها طائفين بين شوارع وميادين الأقصر يذكرون الله وينشدون الأناشيد الدينية ويرتلون القرآن الكريم ويلعبون لعبة التحطيب والرقص بالعصا التي عرفها المصريون القدماء منذ آلاف السنين، وكذلك الرقص بالخيل وركوب الجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش. ومن ملامح احتفالات مولد أبو الحجاج الأقصري المركب الذي يجره الآلاف ويطوفون به شوارع المدينة التاريخية يتبعه عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة، كل يمارس عمله فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم في مشاهد تمثيلية هزلية وكرنفال شعبي وفني مثير للدهشة. وقال الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، أستاذ الأدب الشعبي والروائي المعروف وعميد العائلة الحجاجية: إن موكب ودورة سيدي أبى الحجاج يحتفل بها الآلاف كل عام منذ 800 عام مضت. وتلبس مدينة الآلف باب أثواب العرس ويتوافد الآلاف من كل مصر إلى طيبة ليشهدوا رحلة الإله آمون العظيم رب الأرباب من معبده الكبير في الكرنك إلى حريمه في معبد الأقصر، حيث يقضي أحد عشر يوما المخصصة لخروجه في عيد "أوبت الكبير" هاهو الموكب المقدس يخرج من بهو الأعمدة ساحات الكرنك الرحيبة يتصدره موكب مهيب رهيب، الكهنة بتراتيلهم المقدسة يحملون على المناكب ثلاثة زوارق تحمي تماثيل آمون وزوجته، "موت" وابنهم "خوفو". ومن الأكلات التي تشتهر بها الأقصر في أيام مولد سيدي أبى الحجاج فتة الفطير التي تصنع من فطائر رقيقة تكسر إلى قطع وتوضع في طبق كبير ويضاف إليها "السخينة "، والتي تتكون بدورها من شوربة اللحوم والسمن والبصل المبشور، و"المفروكة" التي تصنع من قطع صغيرة من العجائن التي تقطع وهى لينة ثم توضع في خليط من اللبن والسمن والسكر، و"الكباب " الذي يصنع من خليط القمح المجروش مع اللحم المفروم والبصل والثوم ثم يقطع بعد ذلك إلى كرات صغيرة توضع في ماء ساخن ثم تحمر في الزيت.