"لم ينجح أحد" شعار فرض نفسه بقوة بعد عودة الأندية المصرية لاستئناف مشاركاتها في البطولات الأفريقية، حيث ابتعدت الانتصارات عن الأهلي والإسماعيلي في دوري الأبطال، وتكرر الأمر نفسه مع حرس الحدود في ملحق دور ال16 من كأس الكونفدرالية. كانت أقسى اللطمات التي تلقتها الفرق المصرية الخسارة التي تعرض لها الإسماعيلي على ملعبه ووسط جماهيره أمام فريق شبيبة القبائل الجزائري الذي وضع الدراويش في ذيل المجموعة الثانية. الأزمة أن الإسماعيلي سيصطدم بالأهلي في الجولة المقبلة التي ستقام أول أغسطس، وهي مواجهة يبحث فيها الفريقان عن الفوز، الفريق الأحمر لمحاولة اللحاق بصدارة المجموعة بعد تعادله في مباراته الأولى 1/1 خارج أرضه أمام هارتلاند النيجيري، والدراويش لتفادي كبوة البداية أمام الشبيبة، وهو أمر يعني أن هذا اللقاء من الوارد جدًا أن يقلص حظوظ أحد الفريقين في التأهل للمربع الذهبي. في المقابل فإن فريق شبيبة القبائل ضرب عدة عصافير بحجر واحد، حيث اقتنص فوزًا هامًا خارج أرضه من الإسماعيلي بأقل مجهود، كما قفز إلى صدارة المجموعة، وأمامه فرصة ذهبية للتقدم خطوة نحو التأهل عندما يستضيف فريق هارتلاند "المتواضع" في الجولة المقبلة. لعب الفريق الجزائري أمام الدراويش ب "خبث كروي" حيث لجأ إلي الدفاع طوال المباراة، ووضح هدوء الأعصاب على لاعبيه خاصة بعد الاستقبال الحافل لهم منذ وصولهم القاهرة حتى لافتات الترحيب التي ظهرت في مدرجات إستاد الإسماعيلية، فجاء هدفهم الوحيد بمثابة "اللدغة" التي نشرت السم في صفوف لاعبي الدراويش وجماهيرهم. أما تعادل الأهلي مع هارتلاند 1/1، يعد نتيجة إيجابية بالمقارنة بالظروف التي نقلتها وسائل الإعلام عن بعثة الأهلي في نيجيريا، وعدم توافر ملعب يتدرب عليه الفريق، مما اضطر حسام البدري المدير الفني للفريق إلى إجراء تدريبه الأساسي على حديقة الفندق الذي تقيم فيه البعثة. وهذه المعاناة ليست بجديدة على الأندية المصرية في تاريخ مشاركاتها في البطولات الأفريقية، ولكن مسئولي الاتحاد الأفريقي حان وقتهم للتدخل، ومنع اللعب على مثل هذه الملاعب التي لا تصلح للاستهلاك "الكروي". الكل رأى الفارق الهائل بين الملعب الذي خاض عليه الأهلي مباراته مع هارتلاند أمس، وملعب "سوكر سيتي" في مدينة جوهانسبرج الذي استضاف نهائي كأس العالم بين إسبانيا وهولندا في جنوب أفريقيا، رغم أن الفارق الزمني بين اللقاءين لم يتخط الأسبوع الواحد. وننتقل إلى فريق حرس الحدود ممثل مصر الوحيد في كأس الكونفدرالية، فالخسارة بهدف نظيف أمام فريق مغمور مثل جابوروني يونايتد بطل بوتسوانا، أمر أقل خطورة نسبيًا من موقف الأهلي والإسماعيلي في دوري الأبطال، حيث اعتاد الفريق العسكري هذا الأمر، ولكنه لا ينسى إكرام منافسيه بنتائج كبيرة عندما يستضيفهم على ملعبهم في المكس. وتبدو فرص أبناء طارق العشري المدير الفني للحرس قوية للغاية في تخطي هذا الفريق والصعود إلى مرحلة المجموعات للمرة الثالثة على التوالي في تاريخ مشاركتهم بهذه البطولة التي لم ينجح أي فريق مصري في التتويج بكأسها حتى الآن، في حين يطمع فريق جابوروني البوتسواني أن يكون أول أندية بلاده التي تتأهل لهذه المرحلة.