«سبق وأبلغنا إسرائيل والأوروبيين على حد سواء أن مصر لن تتحمل مسئولية غزة فى حال ما قررت إسرائيل اتخاذ إجراءات من شأنها فصل القطاع عن بقية الاراضى الفلسطينية المحتلة. وسبق أن أبلغنا إسرائيل والأوروبيين أن مصر لن تتولى مسئولية تفتيش أى بضائع تدخل قطاع غزة بعيدا عن سياق اتفاقية المعابر.. وسيتكرر تأكيد هذه المواقف عندما تتم الزيارة المؤجلة لرئيس الوزراء الإسرائيلى (إلى القاهرة)». هكذا أوجز مصدر دبلوماسى مصرى متابع للمحادثات المصرية مع كل من إسرائيل ودول الاتحاد الأوروبى حول سبل التعامل مع ملفى الوضع فى قطاع غزة والتفاوض الفلسطينى الإسرائيلى عقب الكشف عن خطة إسرائيلية لإعلان «استقلال» قطاع غزة تحت سلطة حركة حماس. فقد ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت أن وزير خارجية إسرائيل أفيجدور ليبرمان أعد خطة تهدف إلى إقامة محطات كهرباء ومياه وميناء بحرية فى قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس لتعلن بعدها إسرائيل انتهاء مسئوليتها القانونية عن القطاع. ونقلت الصحيفة عن نص الخطة القول «ستحظى إسرائيل لأول مرة باعتراف دولى بانتهاء احتلالها للقطاع. وجاء فى وثيقة سرية أعدت فى وزارة الخارجية مؤخرا أنه سيتم التوجه إلى الولاياتالمتحدة والسكرتير العام للامم المتحدة بان كى مون ورجال قانون مشهورين فى مجال القانون الدولى لدراسة الظروف اللازمة للاعتراف بانتهاء الاحتلال». ليبرمان سيطلب من مسئولين أوروبيين سيزورون غزة قريبا أن يطرحوا على حكومة حماس إقامة محطة لتوليد الطاقة الكهربائية ومنشأة لازالة ملوحة مياه البحر ومنشأة لتنقية مياه الصرف الصحى إلى جانب ميناء بحرى لاستقبال السفن على أن يجرى تفتيش هذه السفن فى قبرص للتأكد من عدم حملها لأى مواد محظورة. وحسب المصدر الدبلوماسى المصرى الذى تحدث ل«الشروق» فإن وزير الخارجية أحمد أبوالغيط كان قد أبلغ آشتون خلال محادثات جرت فى بروكسل الشهر الماضى أن مصر تصر على أن «فصل غزة عن الضفة هو خط أحمر». الموقف نفسه أكده مصدر مصرى قريب من الملف الفلسطينى فى تصريح ل«الشروق» بالقول إن «القاهرة ترفض هذا الطرح شكلا وموضوعا»، مشيرا إلى أنه «يشكل خطرا على أمن مصر القومى». أما حركة حماس فأعلنت على لسان الناطق باسمها سامى أبوزهرى فى تصريح ل«الشروق» رفضها الرسمى «القاطع» لهذا المخطط.. «اعفاء الاحتلال من المسئولية القانونية ما لم يتم انهاء الاحتلال من الأراضى الفلسطينىة كلها». فى الوقت نفسه قال مصدر أوروبى طلب عدم الكشف عن هويته إن الأفكار التى ستستمع إليها كاترين آشتون مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فى خلال زيارتها للمنطقة لن يتم اتخاذ قرار بشأنها قبل التشاور الأوروبى حولها فى اجتماع وزراء الخارجية. «وبالطبع فإن وجهة النظر المصرية فيما يتعلق بالوضع فى غزة هو أمر سيؤخذ فى الحسبان من قبلنا».