أمر المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام لنيابات جنوبالجيزة بسحب عينات من دم المتهم محمود سويلم، قائد سيارة شركة المقاولون العرب المتهم بإطلاق الرصاص على زملائه، مما أدى لمقتل 6 وإصابة 5 آخرين، وذلك لبيان ما إذا كان المتهم يتعاطى مواد مخدرة من عدمه، وهل ارتكب الجريمة تحت تأثيرها أم لا. وطلب المحامى العام تحريات المباحث حول الواقعة، والتحفظ على الأتوبيس، وانتداب المعمل الجنائى لبيان تطابق الطلقات النارية، التى أطلقت على المجنى عليهم، والسلاح المضبوط فى الجريمة. كانت المجزرة قد وقعت على بعد 2 كيلو متر من إدارة المشروعات الميكانيكية بمنطقة أبوالنمرس جنوبىالجيزة على أول طريق الصعيد عندما كان المتهم محمود طه سويلم، يقود أتوبيس الشركة، وبه 17 موظفا بها لنقلهم لمقر فرع الشركة بأكتوبر، وفى الطريق فوجئ الموظفون بتوقف الأتوبيس فجأة وقام السائق بإطلاق الرصاص عليهم بصورة عشوائية باستخدام سلاحا آليا كان يحوزه أسفل كرسى القيادة. إلى ذلك أكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن التحقيقات، التى باشرتها الأجهزة الأمنية بمديرية أمن 6 أكتوبر توصلت إلى أن الدافع وراء الجريمة هو خلافات بسبب التنقيب على الآثار. وأوضح مصدر أمنى فى تصريحات للوكالة أنه كانت هناك خلافات بين قائد الأتوبيس محمود طه أحمد سويلم وزميله فى العمل عبدالفتاح عبدالفتاح تبتلى سالم بسبب قيام الأخير وآخرين من العاملين بالشركة والقاطنين جميعا بنفس المنطقة بالتنقيب عن الآثار أسفل منزل السائق، وأنه لدى معاتبتهم على ذلك سخروا منه، وهددوه بردعه إذا لم يتركهم ينقبون عن الآثار. وأضاف المصدر الأمنى أن سائق الأتوبيس عقد العزم على الانتقام منهما فأخفى بندقية آلية داخل الأتوبيس ولدى مشاهدته القتيل «عبدالفتاح» صوب البندقية باتجاهه فتوسل إليه بعدم قتله إلا أنه قام بإطلاق النيران عليه مما أدى إلى مصرعه على الفور، ولدى مشاهدته لآثار الدماء انتابته حالة عصبية فأخذ فى إطلاق النيران على باقى زملائه فى الأتوبيس. وكشفت تحريات المباحث أن زوجة المتهم هربت فى وقت مبكر مع أطفالها الأربعة، وأكد الجيران أنها كانت تحمل فى يديها حقيبة سفر كبيرة، وبعد نحو ساعتين سمعوا عن الجريمة التى ارتكبها زوجها، ولم يعلموا إلى أين توجهت. وبحسب روايات الشهود ل«الشروق»، قال المتهم للركاب بصوت عالٍ: «أنا مش هاقتل حد»، ونادى على مدير الخزينه والمدير المالى، وصوب نحوهما سلاحه، وأطلق عليهما الرصاص بغزارة حتى لقيا مصرعهما فى الحال، وعندما حاول بعض الموظفين الهرب بادر المتهم بإطلاق الرصاص عليهم بطريقة عشوائية حتى انتهت الطلقات داخل سلاحه الآلى. وأضاف شهود العيان أن المتهم هدد الجميع بعدم الحركة أو الصراخ، وقاد السيارة وبداخلها القتلى والمصابون حتى وصل إلى بوابة الشركة حيث فتح له الحارس الباب، وادخل الأتوبيس جراج الشركة كعادته. وفور توقفه صرخ المصابون، والناجون من المجزرة، وحينها نزل السائق من سيارته، وقال للمسئولين بالشركة إن مجهولا استوقفه، وأطلق النار على الموظفين لكنه تمكن من الوصول بهم إلى مقر الشركة إلا أن موظفى أمن الشركة احتجزوه داخل غرفة إلى أن حضرت الشرطة والإسعاف إلى مقر الحادث، وتم نقل جميع المصابين لمستشفى المقاولين العرب بمدينة نصر. وانتقل لمكان الواقعة قيادات أمن أكتوبر برئاسة اللواء أسامة المراسى، مساعد وزير الداخلية لأمن أكتوبر، واللواء أحمد عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر، وفريق من النيابة العامة ضم كل من هيثم أبوالحسن، ومحمود عبود، ومصطفى خالد، ومحمد عبدالتواب، ومحمد عبدالفتاح، وياسر خطاب، وكلاء أول النيابة بإشراف المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام لنيابات جنوبالجيزة، وكشفت المعاينة عن وجود 46 طلقة حية لم تستخدم فى الحادث، وسلاح إلى وتمت معاينة الأتوبيس، حيث وجد به دماء غزيرة فى الأرضية. وبعض أجزاء بشرية للضحايا، كما عثر على 36 فارغ رصاص من نوع عيار السلاح الآلى. وعددا من الثقوب فى جدار الأتوبيس من الداخل والخارج وأوراق خاصة بالمتهم على تابلوه السيارة. وفجر صابر محمود، صديق المتهم مفاجأة بقوله إن السائق ارتكب جريمته لمروره بضائقة مالية، وعندما طلب سلفه من الشركة رفض المدير المالى، ومسئول الخزينة إقراضه مما أدى لارتكابه جريمته. وأضاف أن المتهم حضر إلى مقر الشركة فى السابعة صباحا كعادته وتسلم الأتوبيس وخرج فى هدوء.وقال نميرى عبدالتواب، 44 سنه، مهندس، الذى كان يجلس فى الكرسى قبل الأخير من السيارة أن زملاءه ظنوا أن السيارة توقفت لعطل ما إلا أنهم فوجئوا بالسائق يحمل بندقية آلية، وبدأ يحذرنا من الصراخ أو محاولة المقاومة ونادى على اثنين من الركاب، وأطلق عليهما النار بقوة وأخذ يتمتم بكلمات غريبة، وصرخات هستيرية، ثم أطلق النار على رأس وصدر المدير المالى للشركة ولم نشعر بشىء إلا بعد توقف الأتوبيس بمقر الشركة. وقالت هدى قنديل، 34 سنة، مهندسة أنها شاهدت الموت بعينيها، ولم تتوقع أن يرتكب المتهم مثل هذه الجريمة حيث كان صبورا، ويتميز بالطيبة الشديدة، ويقوم بتوصيل موظفى الشركة يوميا، وينتظر أى موظف يتأخر عن موعده إلا أن مشاهدتها للواقعة تؤكد أن هناك سرا أو مشكلة بينه وبينهم لأنه أجبرهم على الوقوف والاعتذار أولا، وبعد ذلك أطلق النار عليهما بقوة واستمر فى إطلاق النار دون تمييز وكأنه ينتقم من موظفى الشركة. وقال أشرف صلاح محمد مصاب بطلق نارى فى الكتف إنه شاهد السائق محمود فى حالة غير طبيعية منذ ركوبه السيارة، وكان ينظر إلى المرآة كثيرا، وكانت تسيطر عليه حالة قلق شديدة، وقال حسام محمود صادق، فنى، 40 سنة، إن المتهم كان يريد توصيل شىء ما إلى الحكومة بدليل إطلاق الرصاص بصورة عشوائية، وكان دائما يعارض رؤساءه فى العمل . وقال أحمد إبراهيم محفوظ، صديق المتهم، إنه أى المتهم كان طيبا وله أسرة مكونة من 4 أبناء ويقطن فى منطقة عرب غنيم بحلوان وحالته العقلية عادية ولا يوجد سبب لارتكابه الجريمة، وأنه نزل من الأتوبيس فى حالة هادئة جدا ولم تظهر عليه أى آثار لجريمته لدرجة أنه طلب من زملائه أن يشرب كوب شاى حتى يتم نقل الجثث والمصابين إلى المستشفى. وفى مشرحة زينهم كان المشهد أشد حزنا، حيث تجمع ما يقرب من ألفين شخص من أهالى ضحايا الحادث، وأصدقاء المجنى عليهم، وعبروا عن صدمتهم من بشاعة الجريمة، وقام عدد من قيادات شركة المقاولون العرب باستخراج تصاريح الدفن الخاصة بضحايا الحادث. وأدى أهالى الضحايا بوجود قيادات شركة المقاولون العرب صلاة الجنازة بمسجد السيدة نفيسة.وقرر مجلس إدارة المقاولون العرب صرف 100 ألف جنيه بصفة عاجلة لأسرة كل شهيد، بالإضافة إلى صرف معاش شهرى قدره 500 جنيه لكل أسرة، وذلك طوال فترة دراسة أبنائهم بمراحل التعليم المختلفة، إلى جانب جميع المستحقات الرسمية والقانونية المقررة لهم. كما قرر مجلس الإدارة صرف 20 ألف جنيه بصفة عاجلة للمصابين فى الحادث، الذين يجرى علاجهم بالمركز الطبى للمقاولون العرب. ووفقا لتقرير صادر من المركز الطبى للمقاولون العرب اتضح أن إصابة محمود أبوسريع محمود، عبارة عن جرح نافذ نتيجة طلق نارى فى الجهة اليسرى من الصدر، وإصابة شديدة بالرئة، وتعرض فخرى عبدالحميد أحمد حسنين إلى جرح بالجهة اليسرى بالكتف وشظايا بالفخذ اليسرى وتأثر كل من حركة الأطراف والحبل الشوكى. بينما أصيب عماد الدين محمود بجرح نتيجة طلق نارى فى العضد الأيمن وجرح آخر بالرسخ اليسرى مع تأثر الأوعية الدموية بالذراعين، وتم دخول الثلاثة إلى غرفة العمليات. أما أشرف صلاح محمد فقد أصيب بجرح نافذ نتيجة طلق نارى بالساق اليسرى دون تأثر للعظام، وأصيب النميرى عبدالتواب بكسر فى عظام الساعد اليسرى والتواء بسيط بالكتف الأيسر، والاثنان حاليا بغرف فى المستشفى لتلقى العلاج. أما هدى الدخلى قنديل إبراهيم فقد تلقت العلاج اللازم وغادرت المركز فى صحة جيدة.