رفض مصدر دبلوماسى مصري رفيع المستوى ما ذهبت إليه وسائل إعلام سودانية من أن صمت القاهرة على اعتبار منطقة حلايب دائرة انتخابية فى انتخابات السودان التى جرت فى إبريل الماضى اعتراف مصرى بأية حقوق للسودان فى حلايب التى تعتبرها مصر أرضا تابعة لها. كانت صحيفة الرأى العام السودانية قد نسبت إلى مصادر فى الخرطوم القول إن اعتبار حلايب َدائرة انتخابية فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى جرت فى السودان فى إبريل الماضى يعد تأكيدا لمبدأ السيادة السودانية على هذه المنطقة. من ناحيته قال المصدر المصرى الذى رفض الكشف عن هويته إن قرار إدراج حلايب كدائرة انتخابية فى الانتخابات السودانية جاء «فى إطار تفاهمات عالية المستوى» بين القاهرةوالخرطوم. مضيفا أن مصر وافقت على هذا الأمر لسببين أولهما حرص مصر على أن تكون هناك قوة تصويتية كبيرة فى الشمال بما يخدم المعسكر الوحدوى فى الانتخابات وبالتالى فى الاستفتاء المنتظر لتقرير مصير جنوب السودان، والثانى لأن مصر «فعلا حريصة على عدم الدخول فى خلافات مع السودان فى هذا التوقيت» الذى يواجه فيه النظام السودانى «الكثير من التحديات» ليست أقلها الانفصال المحتمل بين شمال السودان وجنوبه واستمرار التوترات فى دارفور والمشاكل التى يواجهها الرئيس السودانى جراء مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بمقاضاته لاتهامه بارتكاب جرائم حرب فى دارفور. «الوضع فى السودان بالغ الحساسية ونحن لا نريد أن نسهم فى تعقيد الأمور»، قال المصدر، مشيرا إلى كلمة «الآن» فى تصريحات أخيرة لوزير الخارجية أحمد أبوالغيط فى معرض تعقيبه على تصريحات البشير. «الوزير قال انه لن يعلق الآن ومعنى ذلك أن مصر ستعلق على هذا الأمر بالطريقة المناسبة عندما تقرر ذلك». وكانت «الشروق» قد نقلت عن المصدر ذاته قوله إن موقف مصر فيما يتعلق بحلايب وشلاتين ثابت وإن مصر لن تستدرج إلى مواجهة مع السودان، وهو ما نقلته الرأى العام السودانية عن «الشروق» فى معرض تقديمها تصريحات المصادر السودانية المصرة على أن حلايب أرض سودانية. وأضاف المصدر أن التصريحات الأخيرة لا تقرأ فى القاهرة بعيدا عن تصريحات أدلى بها الشهر الماضى وزير خارجية السودان حسن كرتى قال فيها إن مصر تتعامل مع الملف السودانى دون دراية كافية بتفاصيله، وقال «هناك تأثير للإسلاميين على تصريحات تصدر عن الخرطوم بما فيها تصريحات حول العلاقة مع مصر»، مشيرا إلى أن المهم فى الوقت الراهن هو «العمل على تنسيق المواقف مع السودان خاصة فى الوقت الراهن الذى نعلم فيه أن شمال السودان وجنوبه متجهان نحو انفصال يكاد يكون حتميا» مع التأكيد على أن «مصر حريصة على العلاقات مع كل أبناء الشعب السودانى فى الشمال والجنوب، ولن تسمح لعناصر من إسلاميين بتوتير هذه العلاقة سواء مع الخرطوم أو مع حكومة جنوب السودان فى جوبا».