بعد مرور 20 عامًا على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وتفكيك مستوطنات «غوش قطيف» بموجب خطة فك الارتباط عام 2005، اعتبرت قناة «14» الإسرائيلية أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشأن عودة الاستيطان في غزة، ثم تراجعه عنها لاحقًا، تمثل «اختبارًا حذرًا» لإعادة طرح الفكرة على جدول الأعمال الإسرائيلي. ووفقًا للقناة، فإن ما طُرح لا يُعد خطة عملياتية للاستيطان، بل مجرد فكرة تهدف إلى اختبار ردود الفعل، جرى تداولها بتنسيق كامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأوضحت القناة أن المخطط، وفق ما تم تداوله، يشمل إنشاء ثلاث مستوطنات في شمال قطاع غزة فقط، وليس في رفح جنوبًا أو وسط القطاع، مؤكدة أن الحديث لا يدور في الوقت الراهن عن استيطان مدني واسع النطاق. وأضافت القناة الإسرائيلية أنه لا توجد حاليًا محادثات على المستويات العليا بشأن ما يُعرف ب«غوش قطيف 2»، ولا جداول زمنية أو قرارات حكومية في هذا الشأن، إلا أن الطرح يعكس محاولة إسرائيلية لرسم واقع أمني جديد في قطاع غزة عقب أحداث السابع من أكتوبر 2023. وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية، لا تقتصر الفكرة المطروحة على إنشاء ثلاث مستوطنات فقط، بل يجري بحث إمكانية إقامة مدرسة دينية، ومدارس تحضيرية عسكرية، إلى جانب مؤسسات رسمية ودور عبادة. وفي المقابل، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الحكومة الإسرائيلية «لا تنوي بناء مستوطنات في قطاع غزة»، رغم تصريحاته السابقة التي قال فيها إن تل أبيب لا تعتزم مغادرة القطاع «أبدًا». وقال كاتس، في توضيح صدر باللغة الإنجليزية ونشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن وجود لواء «ناحال» في غزة سيكون «لأغراض أمنية فقط». وكان كاتس قد صرح في وقت سابق، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب بشكل كامل من قطاع غزة لأسباب أمنية، مشيرًا إلى أن «إسرائيل ستقيم مجموعات استيطانية في شمال القطاع بدلًا من المستوطنات التي أُزيلت». من جهته، قال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن تصريحات كاتس تمثل خرقًا حقيقيًا وكبيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ومخالفة صريحة لبنوده، مؤكدًا أنها تتناقض بوضوح مع خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعلنة لإحلال السلام في قطاع غزة.