ينتهي عام 2025 حاملا في طياته الكثير من الصراعات العسكرية التي وضعت العالم على صفيح ساخن، من حرب ال12 يومًا بين إيران وإسرائيل في الشرق الأوسط، إلى الحرب بين قوتين نوويتين في شبه القارة الهندية، ما جعل العالم يحبس أنفاسه أكثر من مرة خلال أشهر قصيرة خشية عواقب الحروب في شتى المجالات؛ لتنتهي كل من تلك الصراعات سريعًا كما بدأت فجأة في ظاهرة ميزت عام 2025 في تاريخ الأحداث الحربية. وتستعرض "الشروق"، أشهر الصراعات الإقليمية القصيرة رغم خطورتها خلال عام 2025، وفقا صحيفتي "الجارديان و"نيويورك تايمز"، ووكالتي "يورونيوز" و"أسوشيتيد برس" للأنباء. - التصعيد الإيراني - الإسرائيلي في يونيو 2025 ألقى العدوان الدموي الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بظلاله على سائر المنطقة؛ لتتفجر الأوضاع بين إيران والاحتلال في يونيو 2025 بعد غارات متبادلة في العام السابق، لتشن إسرائيل ضربة جوية مفاجئة في يوم 13 يونيو، مستهدفة المفاعلات النووية والمطارات الإيرانية والقادة العسكريين والعلماء النوويين؛ لترد إيران بسلسلة من رشقات الصواريخ الباليستية بواقع 500 صاروخ طوال الحرب. وشهد الاشتباك، نقطة تحول بتاريخ 22 يونيو مع المشاركة الأمريكية بجانب قوات الاحتلال، وقيام الطيران الأمريكي بضرب مفاعل فوردو النووي، محققًا بعض الخسائر دون تدمير المفاعل؛ لترد إيران بقصف قاعدة العديد في دولة قطر إحدى أكبر المقرات العسكرية الأمريكية بالشرق الأوسط. وشهدت الحرب نهايتها بإعلان من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 23 يونيو على موقع "تروث" للتواصل الاجتماعي، بعد أن كبدت الاحتلال 28 قتيلًا و2000 جريح، مع تهجير 9000 من المستوطنين، بينما خلفت الضربات الإسرائيلية حصيلة من الضحايا المدنيين في إيران بلغت 600 شخص بجانب إصابة 3000 من المدنيين. - مواجهة هندية - باكستانية وقع خلال عام 2025، أحد أخطر الاشتباكات من نوعها بين قوتين نوويتين هما الهندوباكستان، إذ بدأ الصراع الحدودي نهاية شهر إبريل بهجوم لجماعة لشكر طيبة المتواجدة على الحدود الباكستانية، أسفر عن مقتل 26 من السياح الهنود، تبعتها سلسلة من تبادل التهديدات بين الدولتين؛ لتشتعل الحرب في 7 مايو 2025. وشن الطيران الهندي، ضربات صاروخية على مواقع حدودية باكستانية أسفرت عن مقتل مدنيين ومقتل بعض أفراد جماعة لشكر طيبة، ليقوم الطيران الباكستاني بالاشتباك مع المقاتلات الهندية في أضخم حرب جوية تعتمد على الرادارات بين الدولتين، أسفرت عن إسقاط 5 مقاتلات هندية نتيجة استخدام الجيش الباكستاني لصواريخ جوية صينية متطورة. وفي يومي 8 و9 مايو، تواصلت الاشتباكات حدودية بالطائرات المسيرة والضربات المدفعية، وتسببت في إيقاع العدد الأكبر من الضحايا المدنيين خلال الحرب، وسط إنكار متبادل من الدولتين حول القيام بهجمات الطائرات المسيرة. واستخدمت الصواريخ التكتيكية في يوم 10 مايو آخر أيام الحرب، بضربات هندية على المقرات العسكرية الباكستانية؛ لترد باكستان بعملية «البنيان المرصوص» التي تضمنت ضرب القواعد الجوية الهندية بالصواريخ التكتيكية، لتنتهي الحرب بمبادرة أمريكية ووقف إطلاق نار أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليوم نفسه على موقع "تروث" للتواصل الاجتماعي. - تصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدة وفنزويلا زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القيام بدور محوري لإحلال السلام حول العالم بعد توسطه لإيقاف 3 حروب مختلفة طوال عام 2025، ولكن مع نهاية السنة نفسها تلوح حول صراع عسكري هو الأول من نوعه خلال ربع قرن في منطقة الكاريبي، بعد حشد عسكري أمريكي ضخم قبالة السواحل الفنزويلية، وقرار بحصار النفط الفنزويلي بأمر من الرئيس ترامب. وبدأت التوترات بين البلدين في يناير مطلع عام 2025 بقرار أمريكي يصنف عصابات المخدرات الفنزويلية كجماعات إرهابية، ثم صعدت الولاياتالمتحدة من إجراءاتها في أغسطس بنشر حشد بحري ضخم مكون من 7 سفن حربية وغواصة نووية في الكاريبي، بأكبر تجمع بحري للقوات الأمريكية في المنطقة منذ عام 1965، وفق المؤرخ آلان مكسفير. وبدأت القوات الأمريكية، استخدام القوة القاتلة مع العصابات الفنزويلية في سبتمبر بضرب قوارب تهريب المخدرات بالطيران، في سلسلة غارات أسفرت عن مقتل 99 شخصًا، وسط رفض من الجماعات الحقوقية لما أسمته "إعداما ميدانيا خارج إطار القانون". وتزامن مع الغارات الأمريكية نوع آخر من التصعيد شمل مصادرة 3 ناقلات نفط فنزويلية على يد الجيش الأمريكي بدعوى استخدام عوائد النفط لتمويل تجارة المخدرات؛ ليصدر الرئيس دونالد ترامب في 17 ديسمبر قرارًا بالحصار البحري لفنزويلا من جهة المحيط الهادئ، بالتزامن مع نشر 10 آلاف من مقاتلي البحرية الأمريكية في بورتوريكو بالقرب من السواحل الفنزويلية. - اشتباكات حدودية بين تايلاند وكمبوديا شهد جنوب شرق آسيا، أحد أكبر الصراعات العسكرية في السنوات الأخيرة، باشتباك حدودي بين دولتي تايلاند وكمبوديا نتيجة لانفجار لغم كمبودي في جنود تايلنديين يوم 23 يوليو؛ لترد تايلاند بعدد من القصفات الصاروخية والغارات الجوية، وسط تحركات كر وفر بين الجنود على المناطق الحدودية للدولتين. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقفًا لإطلاق النار بين البلدين بتاريخ 26 يوليو عبر موقع "تروث" للتواصل الاجتماعي، ولكن الاتفاق انهار سريعًا لتستمر الاشتباكات حتى 14 أكتوبر، مخلفة 40 قتيلًا من البلدين، وتهجير قرابة ربع مليون شخص من منازلهم. وتوصلت الدولتان، إلى وقف إطلاق نار برعاية أمريكية وحضور الرئيس دونالد ترامب خلال شهر أكتوبر، ولكن في 9 نوفمبر، وبعد أسبوعين من الاتفاق، ألغت تايلاند التزامها إثر تعرض جنودها للغم كمبودي تسبب في إصابات؛ لتشتعل الاشتباكات الحدودية بتاريخ 7 ديسمبر برشقات من راجمات الصواريخ والمدفعية وتحركات برية لقوات البلدين، استمرت حتى 20 ديسمبر دون وجود نية لوقف القتال.