يستضيف جاليري "أوبونتو" بالزمالك، معرض الفن التشكيلي "طريقة تحضير السلطة بالمنزل للفنان إسلام سيف النصر. معرض "طريقة تحضير السلطة بالمنزل" مستندا على السخرية ورمزيّات من الثقافة العامة، يقدّم فيه إسلام سيف النصر هذه الأعمال كجزء من مشروع بعيد يستكشف ممارسات السيطرة، وعلاقتها بأشكال السلطة المختلفة. بالنظر في تحوّلات فن الشارع – من فن مُنطلق للتعبير الطّبقي هويّاتي يحدد العلاقة بين الفضاء العام، الأفراد، التراث، والفن، يحاول العرض تفكيك هذه التحوّلات وإعادة تكوينها داخل سياقات تتقاطع مع الواقع الاجتماعي. المشروع نابع من حالة من القلق الشخصي تجاه علاقة الفن بالمجتمع، ومستقبله، وتطوراته التي خضعت بشكل منفصل في مساحات مغلقة تقتصر على ممارسي الفن وجمهوره من النخبة، وما يمكن أن ينتج عن هذه العلاقة المتأثرة من اقصاء. يتقاطع هذا القلق مع تحوّل فن الجرافيتي – الذي يقترب تدريجياً من القبول الرسمي – لمجموعة من الإشارات تحمل الأيديولوجية الرسمية للهوية والتراث، ويتم فرضها بالانتشار الواسع والتكرار، وبشكل "الكيتش"، على المساحات العامة، وعلى أسوار المدارس بالأخص، في الوقت نفسه يواصل بها الأشخاص العابرون من ممارسي هذا النوع من الفن الكتابة، أو الرسم عشوائياً على هذه الأسطح، مما يجعل للمراهقين رمز لعلاقتهم بهذا النوع من فن الشارع. وُلدت هذه العلاقة رغبة ملحّة في توثيق هذه المرحلة من فن الجرافيتي، واشراكه مع الجمهور العام بوصفه طوراً من أطوار الفن. أغلب الأعمال في هذا المعرض نُفّذت بأسلوب يُحاكي تكوين أعمال الجرافيتي، حيث تراكم الصور والنصوص المتداخلة المستوحاة من جداريات على أسوار المدارس والحوائط العامة، وتغطيتها طبقات من رسم لأشخاص من الطبقات المهمّشة، في صورة ورمزية تحاول تخيل سياقات تجمع هذا الشكل من الفن شارع بشرحة ضخمة من المجتمع، في معالجة دستوبية مبنية على التناقض، تأمل هذه التشابكات وما بها من انفصال وعشوائية. ليطرح التساؤلات حول تمثيلات الفن للمجتمع، وحق ممارسته، وما ينبنه من تقاليد وشروط تحدد هذه الممارسة، وعلاقتها بالتراث وتطور مفهوم الهوية من جيل لآخر. يشار إلى أنه معرض "طريقة عمل السلطة بالمنزل" مستمر حتى 30 ديسمبر الجاري.