»الكيتش» كلمة توقفت أمامها طويلا قبل تداولها في معرض أبو ظبي للكتاب، كأحد محاور المناقشات حول الكيتش وفن النحت، وعرفت انها تعني النفاية أو هي الشيء القبيح بشكل عام، وأن كلمة » Kitsch» في اللغة الألمانية ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر كتعبير عن موجة فنية أنتجت وقتها فنونا رديئة اعتمدت علي التقليد والمبالغة. وعرفها قاموس أوكسفورد بأنها تقديم شيء لا قيمة له، وصنف الأشياء التي تتصف بالكيتش علي أنها ذات طموح لا قيمة له. ثم انتقلت الكلمة من بلد إلي بلد، واشتهرت مع قراءات خاصة للكلمة من قبل بعض الكتاب، خاصة ذلك التقديم الذي أضافه الأديب التشيكي ميلان كونديرا لملايين القراء حين ركز علي وجه آخر لهذه الكلمة وجاء حديثه عن الكيتش في روايته »خفة الكائن التي لا تحتمل»، فالكيتش ليس فقط الفن الرخيص كما يظن البعض، بل هو سلوك وموقف وصفة لفئة من البشر تري نفسها في الكذب المجمل، سرعان ما انتقل هذا المعني إلي مساحة أوسع للتداول علي شبكة الإنترنت منذ عدة سنوات، خارج نطاق نخب القراء إلي رواد الشبكات الاجتماعية والمدونات، لتتحول الكلمة إلي طريقة لوصف الكثير من الأفعال والأشياء المحيطة وتقييمها. وهذا الكيتش المعني الحديث حوله تحول مع الوقت إلي الحياة نفسها، لهذا نتعرض أكثر من غيرنا لمخاطر الاصابة بالاكتئاب والاحباط والفشل، وصرنا نري الكيتش في مظاهر عديدة في الحياة من تصرفات بعض البشر بعضها لبعض وردود أفعال لمواقف نبيلة تواجه بأفعال مرفوضة أخلاقيا وانسانيا، وصارت هذه الكلمة تعبر عن أوضاع كثيرة كان يصعب وصفها في كلمة واحدة، واتسعت رقعة الكيتش لتصل إلي الأفكار والمعتقدات التي يري البعض في نفسه أنه صاحب الفكرة الصائبة وغيره من الأفكار لا تصلح ويجبرك علي اما ان تعتقد فيما يعتقد فيه وإلا صرت عدوا، وتبقي كلمة الكيتش التي أصابت الفن والابداع، كلمة غائبة في قاموس الثقافة العربية إلي أن بدأت تناقش في المحافل الثقافية، فهي اكتسبت قوتها النظرية منذ بدايتها حتي منتصف القرن العشرين، بسبب استخدامها للتعبير عن وصف الأشياء وطريقة العيش التي ظهرت بسبب التحضر والإنتاج الكمي للثورة الصناعية. إنها ببساطة تتمثل في إفساد الذوق العام للجمال الخارجي والداخلي في حياة البشر.