يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الهند خلال الأسبوع الحالي، لحضور قمة تهدف إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والدفاعية والطاقة بين البلدين، حيث ستختبر الزيارة أيضا جهود نيودلهي لتحقيق التوازن في العلاقات مع موسكو وواشنطن مع استمرار الحرب في أوكرانيا. ومن المقرر أن يصل بوتين إلى نيودلهي في زيارة رسمية غدا الخميس، وأن يجري محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم الجمعة. ومن المتوقع أن يستعرضا تقدم العلاقات الثنائية، ويناقشا القضايا ذات الاهتمام المشترك، ويوقعا اتفاقيات بين الوزارات وأخرى تجارية، وفقًا لما ذكرته الحكومتان. وواصلت الهند شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة، على الرغم من تحذيرات الولاياتالمتحدة من أن هذا يبقي جزئيا على تدفق إيرادات روسيا لتمويل حربها ضد أوكرانيا. وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية إضافية بنسبة 25% على الواردات الهندية، ليرتفع إجمالي الرسوم إلى 50%، ردا على استمرار استيراد الهند للنفط الروسي. ودافعت الهند عن وارداتها باعتبارها ضرورية لتلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وزار بوتين الهند آخر مرة عام 2021، وزار مودي موسكو العام الماضي، والتقى الزعيمان لفترة وجيزة في سبتمبر في الصين خلال قمة منظمة شنجهاي للتعاون. وتأتي القمة الهندية الروسية في الوقت الذي تجدد فيه الولاياتالمتحدة مساعيها لوضع خطة سلام في أوكرانيا، وتسعى إلى تعاون أوسع من شركائها الرئيسيين. وأثارت خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي مخاوف من ميلها الشديد نحو موسكو. وتم تعديل المقترح بعد اجتماع مسئولين أمريكيين وأوكرانيين قبل أكثر من أسبوع. وتجنب مودي إدانة روسيا على خلفية القتال في أوكرانيا، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية. وقال سريرام سوندار تشاوليا، خبير الشئون الدولية في كلية جيندال للشئون الدولية بالقرب من نيودلهي، إن الهند تجنبت القيام بدور وساطة بشكل علني لأنه قد يُعقّد علاقاتها مع كل من روسياوالولاياتالمتحدة. وأضاف تشاوليا: "لكن الدبلوماسية التي يقوم بها مودي خلف الكواليس ممكنة، وقد حدثت بالفعل إلى حد ما"، مشيرا إلى أن مودي قد يحاول دفع بوتين "لاستيعاب بعض المخاوف الأوكرانية والأوروبية من أجل التوصل إلى وقف للأعمال العدائية".