مع التقدم في العمر، تنحسر بعض آليات القدرة على ردع هجوم الميكروبات المسببة للمرض وتنحسر قدرات جهاز المناعة، الأمر الذي يجعله صيدًا سهلاً لأنواع العدوى الشائعة. ما نمر به الآن من أيام كرب وزمن صعب نتيجة اجتياح فيروس كورونا للعالم أظهر كيف أن هدفه الأول السهل كان كبار السن والمرضى بأمراض مزمنة كالسكر وارتفاع ضغط الدم. الاهتمام بقدرات الإنسان المناعية أمر يجب الحفاظ عليه على مر سنوات العمر. بالإضافة إلى أسلوب الحياة اليومية الصحي، أصبح الاهتمام بتناول الأمصال واللقاحات المختلفة أمرًا واجبًا وضروريًا للوقاية من أمراض باتت تهدد الإنسان في كل مكان. - أهمية التطعيم في سن الخمسين وما بعده رغم أن معظم اللقاحات الشائعة يتناولها الإنسان في العقدين الأولين من حياته، هناك مؤشرات علمية توصي بمراجعتها مع التقدم في العمر، حماية للإنسان نفسه ومجتمعه المحيط، وتحصينًا لتفشي الأمراض. هناك بلا شك جداول تحصين للأطفال في كل دول العالم، لكن فاعلية النظام تعتمد على التزامه بسياسة صحية واضحة المعالم. حتى لو حصلنا على التطعيمات اللازمة في الطفولة، يجب الانتباه للمتغيرات التالية: - ظهور أنواع جديدة من اللقاحات مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الموصى به للفتيات قبل الزواج. - لقاح هربس العصبى (الحزام الناري)، الذي يسبب آلامًا مبرحة عند كبار السن. - لقاحات للوقاية قبل السفر لمناطق تنتشر فيها أمراض معينة. أهم اللقاحات لمن تجاوزوا الخمسين * لقاح الإنفلونزا - يعطى مرة واحدة سنويًا في الخريف أو الشتاء. - لا يُعطى لمن لديهم حساسية للقاح أو للبيض أو لديهم متلازمة غيلان باري السابقة. - لا يُعطى عن طريق رذاذ الأنف لكبار السن. * لقاح الالتهاب الرئوي (Pneumococci) يعطى في جرعة أو جرعتين لمن تجاوزوا الخامسة والستين، خاصة المصابون بأمراض مزمنة كالسكر أو أمراض المناعة أو قصور الطحال. لقاح التيتانوس، الدفتريا، السعال الديكي (Tetanus, Diphtheria, Pertussis) يعطى في ثلاث جرعات خلال سنة للذين تقل أعمارهم عن 65 ولم يتلقوا التطعيم في طفولتهم، مع جرعة تقوية كل عشر سنوات. * لقاح الجدري المائي (Varicella) يعطى في جرعتين بفاصل 4–8 أسابيع لكل من لم يتعرض للإصابة أو لم يتم تطعيمه. لا يُعطى للحوامل أو لمن لديهم ضعف في جهاز المناعة أو حساسية. * لقاح التهاب الكبد A يعطى في جرعتين بفاصل ستة أشهر، للمصابين بأمراض مزمنة في الكبد أو المسافرين لمناطق معينة. * لقاح التهاب الكبد B يُعطى في ثلاث جرعات، مع فواصل زمنية بين الجرعات. للمصابين بأمراض مزمنة في الكبد، مرضى الإيدز أو نقص المناعة، والفئات المعرضة للعدوى مثل الجراحين والممرضات. * لقاح المكورات السحائية (Meningococcal) يُعطى مرة واحدة، للمسافرين لمناطق ينتشر فيها التهاب السحايا أو العاملين في مجالات تعرضهم للعدوى. * لقاح هربس زوستر (Shingles) لمن أصيبوا بالجدري المائي في طفولتهم. يحمي من نوبات الألم القاسية المصاحبة للحزام الناري. لا يُعطى لمن لديهم حساسية أو أمراض مناعة. * المصل واللقاح: الفارق المصل (Antiserum): سائل يحتوي على أجسام مضادة يُعطى للتحصين ضد الأمراض مباشرة، يماثل "وجبة جاهزة" للأجسام المضادة دون تدخل الجسم في تصنيعها. اللقاح (Vaccine): مستحضر بيولوجي يحتوي على ميكروب ضعيف أو جزء من مادته الجينية لتحفيز الجسم على إنتاج مناعة ضد المرض، قد يصاحبها أعراض طفيفة مثل صداع أو ارتفاع الحرارة. - فعالية لقاح الإنفلونزا عند المسنين دراسات حديثة تشير إلى أن لقاحات الإنفلونزا أقل فاعلية لدى من تجاوزوا الخامسة والستين، بينما تكون أكثر نجاحًا لدى الشباب. نسبة الاستجابة في المسنين تتراوح بين 17–51%، مقابل 70–90% لدى الشباب. سبب المشكلة يكمن في كمية المادة الفعالة في اللقاح، وليس في نوعيته، ما يحتم تطوير طرق تصنيع اللقاح لزيادة فعاليته وتحفيز جهاز المناعة لدى كبار السن.