قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المحلل السياسي، إن التطورات الأخيرة الخاصة بغزة تُظهر دائمًا وجود صراع بين محاولة حسم الأمور عسكريًا وبين السعي إلى التهدئة والبحث عن طريق للسلام، مشيرًا إلى أن الفصل الحالي يعكس أننا بدأنا نخطو بعض الخطوات في اتجاه السلام بعد أن ثبت أن الحسم العسكري لم يُحدث تغييرًا جوهريًا. وأضاف "سعيد" خلال حديثه عبر برنامج "المشهد" على قناة TeN، أمس الأربعاء، أن ما قامت به حماس منذ هجوم 7 أكتوبر وما تلاه لم يحقق مكاسب سياسية أو عسكرية، بل تسبب في تضحيات كبيرة أثّرت على الشعب الفلسطيني بشكل مباشر، وفي المقابل، ورغم عنف الجيش الإسرائيلي، واجهت إسرائيل نتائج سلبية واسعة. وأشار "سعيد" إلى أن المصالح الأمريكية في المنطقة ازدادت خلال الفترة الماضية، وأن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج في مايو الماضي شكّلت نقطة تحول، حيث إنها بدأت تدرك أن المنطقة مليئة بالفرص الاستراتيجية، وذلك مهّد لمبادرة ترامب المكوّنة من 20 نقطة. وأضاف "سعيد" أن الهدف العربي المركزي لا يزال يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية، مشددًا على أن هذه الدولة لن تكون مقنعة للعالم أنها دولة ما لم تحتكر سلطة واحدة السلاح الشرعي داخل الأراضي الفلسطينية، وتابع: "إسرائيل وحماس لا تريدان السلام، وحماس تحرم الشعب الفلسطيني من فرصة تاريخية لإدراج دولته". وأكد "سعيد" أن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة يمثل خطوة مهمة لأنه يضع العملية السياسية تحت إشراف دولي مباشر، ويؤسس لمرحلة جديدة تشمل إصلاح السلطة الوطنية الفلسطينية، بدءًا من إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة واحدة، وصولًا إلى الاتفاق على وحدانية السلاح في يد السلطة الشرعية، وهو شرط أساسي لأي دولة مستقلة. وكانت دولة فلسطين رحبت، أمس الأول الثلثاء، باعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي بشأن تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة.