يعتزم نائب الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لقاء القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خليل الحية، قريبًا، وفق ما قال مصدران مطلعان لصحيفة "نيويورك تايمز". وحظي اللقاء المرتقب بين ويتكوف والحية على اهتمام وسائل الإعلام العبري، وحذر مسؤولون إسرائيليون من "التقارب المثير للقلق" بين المبعوث الأمريكي الخاص والقيادي البارز في حماس. وقالت مصادر سياسية لموقع "والا" العبري، إن إسرائيل تشعر بالقلق من اللقاء المرتقب ويزداد قلقها إزاء رغبة الولاياتالمتحدة في إعادة تأهيل قطاع غزة قبل نزع سلاحها. وذكر أحد المصادر، أن الوفد الأمريكي يستخدم لغة تُثير تحفظات إسرائيل بشأن الحديث عن طريق واضح يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة. وأضافت المصادر، أنه "من المثير للاهتمام" معرفة ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيطرح بشكل مباشر مسألة قيام الدولة الفلسطينية خلال لقائه المرتقب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وكشفوا أن نقطة الخلاف الرئيسية بين تل أبيب وواشنطن تتعلق بتغير الموقف الأمريكي، إذ تطالب إسرائيل بنزع سلاح قطاع غزة قبل إعادة الإعمار، بينما تسعى الإدارة الأمريكية إلى البدء بمشاريع "مدن نموذجية"، بما في ذلك رفح. وتستعدّ إسرائيل لأسبوع حافل بالقرارات على الساحة السياسية، ستحاول فيه التمسك بموقفها في مواجهة خلافات الرأي مع الإدارة الأمريكية حول مستقبل قطاع غزة، وتداعيات المحادثات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فضلًا عن احتجاجات وزراء اليمين المتطرف الذين يعارضون أي خطوة تُعتبر تنازلًا إسرائيليًا، حسب "والا". وصرح مسؤول أمريكي سابق للموقع العبري، أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم "توجيه الرأي العام الإعلامي" الأسبوع المقبل باستخدام شبكته "تروث سوشيال" ومنصات مؤيديه. وفيما يتعلق بالملفات المتوقع بحثها بين الجانبين، أفادت قناة "كان" الحكومية الإسرائيلية، مساء السبت، بأن أزمة مقاتلي حماس العالقين في رفح جنوبي قطاع غزة، والسعي إلى حلها، ستكون ضمن أبرز القضايا المطروحة للنقاش. وقالت "كان"، إن إسرائيل تلقت تحديثًا بشأن الاجتماع مسبقًا، لكنها قلقة من أن تتوصل الولاياتالمتحدة وحماس إلى حل "فوق طاقتها". وكشفت القناة، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاستئناف القتال في غزة ونزع سلاح حماس في حال فشل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم غد الاثنين على مشروع قرار أمريكي مؤيد لخطة الرئيس دونالد ترامب بشأن السلام في غزة، وإنشاء "مجلس السلام" وهو هيئة حاكمة انتقالية لغزة يفترض أن يرأسها ترامب نظريًا، لولاية تستمر حتى نهاية العام 2027. وفي المقابل، قدمت روسيا مشروع ينص بشكل صريح على إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، إذ جاء فيه أنه بعدما تُنفّذ السلطة الفلسطينية الإصلاحات المطلوبة وتبدأ إعادة إعمار غزة، "قد تتهيأ الظروف أخيرًا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة". وفي الوقت ذاته، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ورغم أن التصريحات الرسمية ذكرت أنه تم مناقشة الأوضاع في غزة و سوريا والبرنامج النووي الإيراني، فإن مسؤولين بالأمم المتحدة رجحوا أن التدخل الروسي وتحفظاته على الخطة الأمريكية كانت محور المحادثة، وفق موقع "والا" العبري. ومن المقرر أيضًا أن يستقبل الرئيس ترامب الأسرى الإسرائيليين ال20 الذي أُفرِج عنهم من قطاع غزة في صفقة التبادل الأخيرة، ما قد يدفعه إلى محاولة استعراض إنجاز سياسي مرتبط بغزة. وتنتظر الإدارة الأمريكية نتائج تصويت مجلس الأمن الدولي لتقرر ما إذا كانت ستُكثّف الضغط على إسرائيل بشأن "المدن النموذجية" أو تُركز على عملية "قوة الاستقرار" الهادفة إلى نزع سلاح غزة، وهي مسألة تُواجه واشنطن حاليًا صعوباتٍ بشأنها.