صدر حديثًا ضمن سلسلة «أنا الكتابة» التي تصدر عن دار المحيط بالفجيرة، كتاب «أحاول» للكاتب والروائي عزت القمحاوي. وكتب القمحاوي، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: بعد كتاب «الطاهي يقتل الكاتب ينتحر» لم أكن أنوي العودة للكتابة حول الكتابة، وقطعًا لم أفكر في كتابة سيرة، أو تغيير ناشري «الدار المصرية اللبنانية» التي تحتضن كتبي منذ 2017، لكن إصرار الصديق الكبير بدر الدين عرودكي، مستشار السلسلة، لم يدع مجالًا للتردد. وأضاف: «ثم فيما بعد تشرفت بمعرفة رئيس تحرير السلسلة عبد الواحد علواني، ومديرة الدار منال النقبي، وكانا مشجعين ومتحمسين تمامًا». وتابع: «وجدت أن التأملات حول الكتابة لا تنتهي، والرؤية تتغير كلما قرأت أو كتبت كتابًا جديدًا. وهكذا كان العنوان «أحاول» اعترافًا بحقيقة النقص، ومن بابٍ خفي: الأمل في أن يمهلني كف القدر». وواصل: «هنا مقطع من النص: بعد معرفة الكثير من سير الكُتّاب، صرت أعتقد أن القاسم المشترك بين من يدركهم ولع الكتابة هو صعوبة التواصل مع العالم. الكتابة قادرة على إنجاز هذه المهمة بنجاح؛ فهي تمنح فرصة للمحو والتعديل. والكتّاب منعزلون بالضرورة، تزودهم جدران عزلاتهم بالشجاعة، وتمنحهم الفرصة لبناء عالم بديل على هواهم». واستطرد: «اخترت العزلة قبل أن أختار الكتابة، ربما لأنني لا أصلح لغيرها، كنت الطفل الذي يكتشفون غيابه عن الولائم والاحتفالات العائلية؛ طفلًا يُمجِّد المرض والحزن ويسعى إليهما سعيًا، أتذكّر الآن مناسبة وحيدة اندمجت فيها مع الصغار الآخرين، كانت محاولتي الوحيدة في التمثيل، كنت في نحو السادسة، ومُنحت دور طفل تموت أمه أثناء ولادة شقيقه، احتضنت الفتاة التي استلقت ببطن منتفخ بحشوة من القطن تحت ملابسها، وأخذت أبكي بكاءً حقيقيًا إذ تلبّستني فكرة موت أمي الحقيقية، ولم أكفّ عن البكاء حتى أفسدت المسرحية».